ونكشف المكشوف ..؟!

محمد أحمد المؤيد

 

 

لا أخفيكم أنني أكتب هذه الكلمات بحرقة وألم يساورني منذ سقوط سوريا في وحل الجهل والمرض، فأي جهل بعد جهل قضايا الأمة المصيرية وأي مرض بعد مرض الحقد الذي لا يثني صاحبه عن انتهاز الفرصة الصحيحة للنيل من غريمه بشكل لا يقدم أنفسهما لعدو يفتك بكليهما، وهذا ما حدث في سوريا، مع عظيم الأسف والتحسر، كيف لا ؟ والأمة العربية والإسلامية تخوض معركة الشرف والعز مع ألدّ أعداء الله اليهود المجرمين قتلة الأنبياء من سابق وقتلة الأطفال والنساء والأبرياء من لاحق، والتي تبقى سوريا ضمن الخوارزمية الجهادية لأمة محمد “صلوات الله عليه وعلى آله وسلم” ولا يمكن تجاهل ونكران دورها المحوري، إلا ما تنكر أهلها عن مسؤوليتهم أمام الله وجعل بلدهم ضحية لما صار – وهذا هو سبب الحرقة والألم الذي انتابني خلال هذه الفترة – ببلد عربي مسلم من شلة يهود، فقد لا يهمنا وليس لنا دخل في ما يذهب به أهل سوريا ببلدهم الحبيب وهذا شأنهم ونسأل الله لهم التوفيق، إلا أن التوقيت لتصفية الحساب لم يكن في محله، كونه شكل جرماً وطعنة في الظهر لأمة محمد حينما لم نكمل ساعات من الانتشاء بفرح نصر لبنان على الصهاينة والأمريكان الذين باسوا أحذية حكومة لبنان ونعيم قاسم زعيم حزب الله اللبناني في ضرورة توقيف المواجهة المسلحة بعد أن مُرَّغت أنوفهم في حدود لبنان، إلا وإذا بطعنة سوريا تحقق لهم ما كان في سابع المستحيلات خاصة وقد هزموا في غزة وفي لبنان وبحثوا هو عن التوقيف وليس المجاهدين، لأن أي جيشين غير متكافئين في الإمكانيات وصمد الضعيف فهو يعتبر نصراً للضعيف ويعبر له عن قوة، وهذا قانون من قوانين الصراعات المسلحة على مر التاريخ وما غزوة تبوك – الذي سمي جيش المسلمين بجيش العسرة – إلا دليل على ذلك، رغم عدم المواجهة إلا أن المسلمين انتصروا وتراجع الروم عن نيتهم في النيل من المدينة ومجتمعها !!.
أنا لا أعتبر الجولاني قد انتصر وظفر بسوريا وأهلها أهل الحضارة التي أعتبر حضارة سوريا ومجدها بحراً والبحر يلفظ الميت كالجولاني الذي دل توقيت انقلابه على الأسد أنه عميل ويرضع العمالة لصالح الصهاينة وهل كان للصهاينة أن ينالوا من سوريا وعظمتها كدولة عربية مسلمة إلا بفعل غباء ذلك الميت الجولاني، وهذا العمل يدل على أنه ميت في الضمير والوطنية والدين والشهامة والقبيلة التي تحتم حفظ كرامة ومقدرات بلده وأمته من أن تنتهك لصالح عدو يجثم على الجولان السورية، وهذا الجولاني لم يكتف بأن الجولان بقبضة عدوه الإسرائيلي بل وبفعلته وتوقيته هذا قدم سوريا إلى الإعدام الصهيوني الأمريكي ككل، رغم أننا نصيح ونزعل على أجزاء من فلسطين ولبنان ينال منها العدو الصهيوني المجرم وإذا بالجولاني يقدم الجمل بما حمل للعدو اليهودي ليحقق ما يحفظ ماء وجهه بلداً ودولة كسوريا التي نعتبرها النصر والسند لأمة محمد !!، شاهدت له مقابلة بعد استيلائه على بقايا سوريا وهو يتكلم عن النقاب وما تسبب عنه خلال فترة حكمه وسترشد بقانون السعودية القديم عن قيادة المرأة للسيارة !!، والآخر من جنوده ذهب ليعاهد معاوية أنه سيعيد مجده الذي كاد الأسد أن يثعلبه، حقائق حكى عنها سالف الزمان وجاء من يوثقها ويحدد أين كان علي بن أبي طالب “كرم الله وجهه في الجنة” وأين كان يقف معاوية، فأين هم اليوم شيعة علي ومن يقارعون، وأين هم شيعة معاوية وإلى من يمهدون الطريق في سوريا ؟!، كنت لا أريد الخوض في هذا ولكن الواقع واقع وهم من وضحوا النية والعزم.
الذي يدهشني أن اليهود لهم مكانة وسلطان على أناس يحسبون على أمة محمد، بل أن سقوط بشار وخلفه الجولاني في ساعات لا يعبر إلا عن عملاء عالميين لحفدة القردة والخنازير، وهذا ما يؤكد كلام الله في أن قوتهم وضعفهم لم تكن إلا بحبل من الله الذي يمهلهم وحبل من الناس المنبهرين بحبالهم الشيطانية وأموالهم، لأن انقلاب حكم بهذا الشكل يعبر عن تحالف دولي ممعن ومدروس وبحقد لايقل شأناً عن حقد اليهود ناحية أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، حقائق، وإلا لما كانت روسيا تدافع خلال ساعة عن حكم الأسد وتتوعد وبعد ساعة من دخول الجولاني وإذا بها ترفع علم الضد على سفارتها، أليس هذا يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها، وهو ذات الشأن لتحشيدات وإمعان تركيا وهي في ذات الأمر تجتمع مع روسيا وإيران لمناقشة الوضع في سوريا، ذكروني بالجاء والجتا والظاء والظتا، والمرهق أنها أوطان تنتزع وتسلم لمن يشاؤون وعلى ما يشاؤون ووقت يشاؤون وأين مشيئة الله ومشيئة المسلمين في أوطانهم ؟! مجرد أغانٍ تغنى وأشعار تنظم في عالم يمتلئ بالنفاق وعبدة المال والدرهم !!.. فالمكشوف أن معاوية كان صنيعة اليهود وعداؤه لآل البيت كان واضحاً ولصالح اليهودة واليوم انكشف حقاً مع وجهة الجولاني بحيازة سوريا وزيارة جنوده وتعهداتهم لضريح معاوية وما يعمله اليهود بسوريا بالتزامن مع وصول الجولاني للعرش .. والسلام ختام.
،،ولله عاقبة الأمور،،

قد يعجبك ايضا