محمد عواد –
عندما أنظر إلى الأطفال من حولي وطريقة تعامل معظم ذويهم معهم أجد أن العلاقة مبنية على وضع قائمة من الممنوعات والمسموحات ويتم التشديد على قائمة الممنوعات بكلمات صارمة ومن هناك يتم زراعة الإدارة بالخوف في قلوب الأطفال لتنمو معهم بعد ذلك من دون دراية ويبدأ البعض باستعمال هذه الحقيقة لإدارة بعضهم البعض.
عندما دخلت الجامعة حذرني كثيرون من أن العمل في الأنشطة السياسية أو الاجتماعية قد يؤدي إلى فصلي من الجامعة في البداية كنت خائفا حقا من ذلك وابتعدت عن مثل هذه الأنشطة وعندما شاهدت زملاء لي يمارسون تلك التجاوزات “حسب ما تم إفهامي” ولا يتعرضون للفصل أيقنت أن ذلك خوف لا مبرر له واشتغلت في ذلك المجال لفترة قبل أن أنسحب عقب تخرجي بعامين لعدم ارتياحي لتفكير قديم ومصالح فردية تطغى على الأجواء.
نظرت إلى أسلوب بعض الانتهازيين في العمل الذين زاملوني في الماضي فوجدت أحدهم يريد الانفراد بالصورة ليعطي انطباعا بأنه الموظف المميز فيقول لزميله عن طيبة قلب (طبعا) : “اجعلني أكلم المدير بالفكرة فأنت تعرفه غبي وعصبي وسوف يبدأ بالتهكم على الفكرة لكنني أستطيع التعامل معه”. …الزميل الذي يسمع يخشى هذا الصراع ويقول له ببساطة وتجنبا للمواجهة : “أوافقك الرأي”.
الإدارة بالخوف موجودة في شتى مفاصل حياتنا و يقول باولو كويليو إن الأحلام التي لا تتحقق هي تلك التي يخاف أصحابها تحقيقها ويقول الناس : “الخوف يجعل ليالينا طويلة” ويقولون كذلك : “الخوف هو اليقين بأننا لن نفعل شيئا معينا” وهي مقولات واضحة الدلالة بأنك تستطيع توجيه مصير أفعال الناس في حال سيطر الخوف عليهم.
يطبق هذه المقولة السياسيون بشكل محترف للغاية في تمرير قوانين والحصول على ميزانيات ضخمة ويستخدمها كذلك بعض المدراء في الشركات مثل ” بعبع الإفلاس” أو “بعبع الأزمة المالية” وغيرهم الكثير.
المطلوب ببساطة أن تراجع خوفك من الأمور ولا تجعله يديرك اسأل نفسك : ” ما أسوأ الممكن¿ “و” كيف أتعامل مع الأسوأ¿”….هناك أشخاص كثيرون أعرفهم يعيشون كما هم يريد خوفهم وليس كما يريدون .
Prev Post
قد يعجبك ايضا