في ذكرى ميلاد السيدة الزهراء (عليها السلام).. الاحتفاء بنموذج المرأة الكاملة والقدوة

 

الاحتفاء بميلاد الزهراء تجسيد لكل قيمها وأخلاقها ومبادئها.
سيرتها منهج تحتذي به المرأة التي تنتمي إلى الإسلام القويم
يوم ميلادها هو يوم ميلاد لكلِ امرأةٍ مسلمة، فيه تستعيد وتجدد اقتدائها وخطاها بهذا النموذج العظيم

في ظل ما تتعرض له أمتنا الإسلامية من هجمة عدائية شرسة «صلبة وناعمة» والحرب الناعمة هي أشد خطورة من الحرب الصلبة لأنها تستهدف العقول والمفاهيم والقيم بما يجعلنا أمة خانعة ذليلة لا تقوى على مجابهتهم عسكريا،
كانت المرأة أول المستهدفين فيها لأنهم يعلمون ما تمثله المرأة من أهمية في بناء المجتمعات والأجيال، فبدأوا باستهداف دينها وقيمها وصنعوا لها قدوات هشة تجعلها بعيدة كل البعد عن قيم دينها وبالتالي يكون الجيل الذي يخرج من بين أحضانها جيلا مدجنا ضعيفا لاهثا وراء الغث من حضارتهم ومقلدا الهش منها، بينما غيبوا عنها القدوة التي تمثل صلاح الأمة وقوتها..
ولعل أبرز قدوة تم تغييبها وبفعل ممنهج السيدة فاطمها الزهراء التي نشأت في بيت النبوة ورباها النبي الكريم التربية الإيمانية، وأعدها الإعداد الأمثل لتكون هي القدوة التي تحتذي بها كل نساء الأمة، وفي وقت أورد النبي الكثير من الأحاديث التي تبين ما كانت عليه السيدة فاطمة من الإيمان والصلاح طهرا وعفافا وشجاعة وصبرا وجهادا وكيف كانت الابنة البارة والزوجة الصالحة والأم المثالية والمرأة المجاهدة الصادحة بالحق والمعلمة لم نقرأ من تلك الأحاديث إلا حديث «لو سرقت فاطمة بنت محمد بيضة لقطعت يدها».
لذلك ونحن الآن نعيش فترة ميلاد السيدة الزهراء علينا ان نجعل من هذه الذكرى محطة مهمة للوقوف على سيرتها الحقيقية وأخلاقها التي كانت عليها والتي جعلتها النموذج الراقي لكل امرأة لتكون كالزهراء أم الحسين قائد أعظم ثورة في التأريخ ضد الطغاة وأم زينب الحوراء المرأة التي هزت عروش الطغاة بشجاعتها وبلاغتها، وصاحبة الأخلاق الراقية التي تحفظ للمرأة عزتها وكرامتها، وذات الدين التي تنجب جيلا متمسكا بقيم دينه وتحفظ نفسها من مغبة الاستهداف والضياع في عالم يملأوه الفساد وبالتالي نجعل من يوم ميلادها يوما عالميا للمرأة المسلمة.
وفي هذه الذكرى العظيمة وأهمية أحيائها وأثرها على المرأة والأمة أجرينا في المركز الإعلامي بالهيئة النسائية- مكتب الأمانة استطلاعا مع عدد من حرائر اليمن كان على النحو التالي:

الأسرة/ خاص

بداية مع بشرى المؤيد التي بدأت حديثها بالقول: أيام وستأتي ذكرى مولد الزهراء سلام الله عليها وبعظمة يوم مولدها يحتار الإنسان كيف يتناول هذا الموضوع من جميع جوانبه الإنسانية والعملية والعلمية والإيمانية والتعليمية والسياسية والاجتماعية وفي كل جوانب حياتها سلام الله عليها.
أم أبيها
وتابعت المؤيد: فالزهراء البتول هي إنسانة عظيمة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى فهي أم أبيها لرأفتها ولحنيتها وقلبها المليء بالعاطفة الجياشة.
وأشارت إلى التغييب المتعمد لسيرة الزهراء حيث قالت: لفترة من الزمن وبالتحديد أثناء دراستنا كنا لا نعرف من هي فاطمة إلا أنها بنت – رسول الله وانها زوجة علي بن أبي طالب و حديث رسول الله “والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” لا نعرف عن نشأتها، عن تربيتها، عن زواجها، عن رحلتها في حياتها؛ وما واجهته من صعاب و تحديات جعلتها تحوز مكانة عالية عند الله و رسوله الكريم.
وأوضحت بشرى المؤيد ان فاطمة هي “سيدة نساء العالمين” ” سيدة نساء المؤمنين” ” سيدة نساء الجنة” مشيرة إلى ضرورة التفكر في الأسباب التي جعلتها تحوز هذا الشرف العظيم الذي ميزها عن بقية النساء الأخريات
مؤكدة على انه في ذكرى ولادتها فرصة لنتعرف عليها ونتناول سيرتها العطرة والزكية وكيف حازت على هذه المكانة والمنزلة العظيمة عند الله ورسوله؟
وذكرت ان السيدة فاطمة نشأت في أسرة إيمانية، طاهرة، زكية، مباركة بيت نبوة قائدها وقدوتها والديها الكريمين الذين علماها ورباها وأدباها على حسن الأخلاق والقيم والمبادئ. شربت ونهلت من علم وهدى أبيها -رسول الله وارتقت إلى سلم الكمال الأخلاقي والمعنوي بدرجة عالية ومستوى عظيم.
مكانة عظيمة
وواصلت المؤيد بالقول: ان ما يميز السيدة الزهراء مقامها الإيماني وخوفها من الله ما جعلها تكتسب مقام كبير عند رسول الله حتى أنه كان عندما يأتي من جهاده يزورها أولا وعندما تزوره يقوم لها إكراما لها ويقبلها في جبينها ويجلسها في مجلسه وهي كانت تبادله هذا الحب العظيم فمقام أبيها في نفسها عظيم وكبير جدا.
وأضافت: كانت سلام الله عليها على درجة عالية من الإيمان، الوعي، التقوى، مكارم الأخلاق، العفة، الطهارة. كانت تلميذة أبيها وخريجة مدرسته الأولى وبذلك كانت “سيدة نساء العالمين والمؤمنين وأهل الجنة” فكان هذا المقام العظيم المقام الإيماني والقيمي والأخلاقي والإنساني وصلت له بمؤهلات إيمانية وأسس صحيحة.
وأوضحت المؤيد أن أمر زواج السيدة بالإمام علي كان بأمر من الله سبحانه فتزوجها وانتقلت من التدليل في بيت رسول الله إلى تحمل المسؤولية فقد عاشت مع علي حياة كفاح، وحياة متواضعة، ساندته في حياته، وتحملت معه مصاعب الحياة، واهتمت ببيتها، وبتربية وتعليم أولادها الحسن والحسين وزينب، وبغرس قيم الأخلاق في نفوس أولادها؛ فكانت خير الأم المثالية والصالحة التي فنت حياتها وصبرت من أجل أولادها حتى ينشأوا تنشئة سوية إيمانية أخلاقية.
ومضت المؤيد تقول: كانت الزهراء ذات شخصية قوية التي لا تعرف معنى الانهزام وهذا يعود لتربية أبيها الذي غرس في قلبها الشجاعة، والإقدام، وعدم الخوف من أحد، ومواجهة التحديات، والمشاكل، والصعاب فهي منذ صغرها وهي مع رسول الله كانت تواجه معه حقد أهل قريش له؛ هذا جعلها تملك شخصية قوية في ذاتها، قوية في منطقها، قوية في حجتها، قوية في شخصيتها، قوية في مواقفها، قوية حازمة في تربية أبنائها.
وأكدت بشرى المؤيد ان الزهراء تعتبر “قدوة ناجحة” في كل المجالات وأوضحت انه حين نقرأ سيرتها نجد ان هذه المرأة العظيمة كانت ناجحة بامتياز في كل مجالات حياتها في علاقتها الأسرية بارة بوالديها، مربية لأولادها، عارفة لحقوقها وحقوق زوجها، واصلة لأرحامها عطوفة عليهم.
-ناجحة في علاقتها الاجتماعية كانت مجيدة، قادرة، لا تجد صعوبة في التواصل مع الآخرين، لديها ذكاء عاطفي واجتماعي؛ مما حبب الآخرين فيها وجعل البعض يغار منها لحسن تواصلها بتلقائية مع الآخرين وجميع من يحبوها لم تكن متكلفة أو متصنعة بل عفوية في تصرفاتها.
واختتمت بشرى المؤيد حديثها بالقول: نستطيع القول ان الزهراء هي القدوة المثالية في كمال إيمانها، وصبرها، وتربيتها، وحسن أخلاقها، ووعيها، واستقامتها، وتقواها، وطهرها، وزكاء نفسها، وخوفها من ربها، وجهادها، وتربيتها، ومواجهتها لأعباء الحياة.
بضعة من الرسول
وعلى ذات الصعيد ذكرت الإعلامية أفنان السلطان: ان البتول الزهراء فاطمة بنت رسول الله هي النموذج الراقي والقدوة الأسمى لكل مؤمنة حيث ان فاطمة الزهراء هي التي وصلت إلى مرتبة الأم وهي في عٌمر الصبا فكانت البنت الحنونة، والعطوفة على أبيها البارة به حتى أطلق رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم عليها لقب “أم أبيها”.
وتتابع أفنان: الزهراء “عليها السلام” هي الزوجة المجاهدة لوصي رسول الله السيف الضارب ليث الكتائب علي بن أبي طالب، والأم المربية لسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وهي من أنجبت السيدة زينب لتكون بذلك أعطت للأمة خير قادة يٌحتذى بهم على مر العصور.
وأضافت السلطان: فاطمة بضعة رسول الله هي المرأة التي وصلت إلى أعلى مقام من العبودية إلى الحد الذي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، فهي “عليها السلام” سيدة نساء العالمين هي عَلَماً بالنسبة للنساء وقدوةً لهن هي النبراس المضيء الذي يضيء لكل امرأة طريق الرشاد والهداية فمن اقتدى بها نجي ومن تخلف عنها ففي الضلال وقع.
وأكدت أفنان على انه و بالرغم مما اتصفت بها الزهراء عليها السلام من الارتقاء الإيماني والسمو الأخلاقي والثقافي إلا أنها غيبت عن المناهج ليس بمحضِ الصدفة وإنما بتخطيطٍ ممنهج من قبل أعداء الأمة فمعركتهم معنا كأمةٍ مسلمة، هو السيطرة علينا سواءً كان رجلاً، أو كانت امرأة في مجالات عديدة وخاصةً فيما يتعلق بالقدوات يركزون على هذا الجانب بشكلٍ كبير جدًا جدًا ،فمن الخطر عليهم أن تنشد الأمة إلى قدوة مثل الزهراء “عليها السلام ” فيمّا تمثله من نموذج حقيقي في الجهاد والصبر والأخلاق القرآنية التي إذا استلهمت منها الأمة ذلك استطاعت أن تضرب عدوها، لأن النتيجة الحتمية والسنن الإلهية التي وعد الله بها من يسيرون على نهج آل البيت هو النصر والغلبة على العدو؛ ولذلك سعت جهود الأعداء إلى تغييب فاطمة الزهراء وغيرها من القدوات من المناهج وإبراز قدوات وهمية وهشة على الساحة الثقافية وملأت المنصات الإعلامية برموز منحرفة وقدوات سيئة تترك أثرًا سلبيًا على نفسية الإنسان وعلى المرأة بوجه الخصوص، فتتصرف التصرفات الخاطئة والمغلوطة في واقع الحياة؛ وكله نتاج أبعاد المرأة عن النموذج الصحيح.
وأضافت السلطان :اننا اليوم أحوج ما نكون إلى أن نرجع لفاطمة البتول الزهراء كأسوة نتأسى بها وأن نستلهم منها التربية الإيمانية والسمو الأخلاقي فهي من بلغت ذروة الكمال الإنساني في عفتها وطهارتها ومبادئها العظيمة.
واختتمت أفنان السلطان حديثها بالقول: لذلك احياء يوم ميلادها يٌعتبر يوماً عالميا للمرأة المؤمنة فهذا هو اليوم الذي يستحق أن تحتفل به المرأة بعيدًا عن العناوين والتواريخ الزائفة التي يأتي بها الغرب وهم من يمتهنون المرأة ويريدون لها الانحراف عن الطريق القويم وذلك بإبعادها عن الضوابط الشرعية، ولكن الإسلام أعلى ورفع من مكانتها ووصى بها في كل مواقعها في الحياة، وقدم للمرأة أيضًا أرقى وأسمى نموذج عالمي وهي فاطمة الزهراء” عليها السلام” التي إذا حذت حذوها فازت بخير الدنيا والآخرة فسلام الله على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها.
الطهر البتول
بدورها الإعلامية منال العزي قالت إن فاطمة البتول الزهراء –عليها من الله أفضل السلام وأتمِّه– هي بضعة الحبيب المصطفى محمد صلوات الله عليه وعلى آله، ابنته ونور عينيه وريحانة فؤاده، هي الطهر الزكيَّة الرَّضية المرضيَّة، سيدة نساء الدنيا والأخرى، سيدة نساء أهل الجنة، لو نصف لها أوصافًا ونضع لها ألقابَّا لما كفانا مِداد الأرض بكله ولكنَّا مازلنا مقصرين في حقها ووصفها، الزهراء عليها السلام التي تربت في بيت النبوة والطهارة فنشأت على العفة والحشمة والدين والأخلاق، رباها أبيها المصطفى محمد صلوات الله عليه وعلى آله فكانت له الابنة والأم والأب والابن وكل شيء جميل في حياته،
وأشارت العزي إلى أن فاطمة الزهراء هي القدوة في كل شيء لكل نساء الدنيا فهي من عانت وكابدت مع أبيها صلوات الله عليه وعلى آله أثناء تبليغه لرسالة الإسلام فكانت العون والجندي له آنذاك، كانت المعين المخفِّف، الحضن الدافئ الذي يرمي رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله رأسه فيه فينسى هموم الدنيا بكلها.
القدوة للمرأة
وأكدت العزي أن الزهراء عليها السلام كانت نعم القدوة للابنة، ونعم القدوة للزوجة، ونعم القدوة للأم، كانت مثالاً رائعًا لو اقتدت به نساء العالم لكنَّ في أفضل حال، ويوم ميلادها هو يوم ميلاد لكل الحرائر من المؤمنات الطاهرات يُستلهم منه دروسًا وعبرًا عظيمة ومهمة، ميلادها ميلاد للطهر والكمال والحشمة والأخلاق التي تحتاج إليه المرأة المؤمنة في مسيرة حياتها.
وأوضحت منال العزي أن ميلاد البتول ليس شعارًا يُردد بلبيكِ يا زهراء دون عملٍ وفعلٍ، بل هو تجسيد لكل قيمها وأخلاقها ومبادئها، هي منهج تحتذي به المرأة التي تنتمي لهذا الإسلام، يوم ميلادها هو يوم ميلاد لكلِ امرأةٍ مسلمة، لتستعيد وتجدد اقتدائها وخطاها من السيدة الزهراء عليها السلام، لتتذكر قدوتها فتكون نموذجًا يُجسِّد نموذج الزهراء عليها السلام في كل تصرفاتها وأعمالها وجهادها وكل تفاصيل حياتها.
وكما أكدت العزي على ان تغيب الزهراء عليها السلام بمخطط صهيوني لعين هدفه حرف بوصلة الاقتداء الحقيقية، وتزييف القدوات، والعدو عَمِل هذا بتخطيط ممنهج مدروس، لأنه يعرف حق المعرفة ماذا يعني الزهراء، وماذا يعني أن تكون قدوة يُقتدى بها، فإذا كنَّ النساء منشدَّات للزهراء عليها السلام فذلك يعني نساء صالح عفيفات ينتج عنهن أجيالاً صالحة عظيمة، وهذا بالطبع ما لا يريده العدو.
فعَمِل على تغييبها عن المناهج الدراسية بكلها حتى لا يكون هناك نموذجً صالحًا يصلح به المجتمع، وعندما تُغيَّب القدوة الصالحة، ف بالطبع الإنسان لا يبقى خالياً من قدوة بل سيتجه للقدوة السيئة ويجعلها نموذجًا له، وهذا ما وجدناه حقيقةً في نساء عصرنا، عندما غُيِّبت الزهراء كان هناك البديل عنها في الساحة من القدوات السيئة الفاسدة العاهرة، وهذا ما كان ينشُدُه العدو أن يبقى نموذج المرأة المؤمنة نموذجًا سيئًا يتجه بها إلى الفساد لأن المرأة هي أساس الأسرة والمجتمع فإن فسدت فسد المجتمع بكله وفسدت الأسرة بكلها وضاع الدين وانتهى.
اليوم العالمي
ونوهت العزي إلى أن هذه التداعيات الخطيرة للنموذج السيئ والقدوة السيئة هو الذي يودي بالأمة إلى الهلاك والدمار ويُسهِّل من سيطرة العدو وتَمَكُنِه.
وتابعت :إن إحياء يوم ميلاد السيدة فاطمة البتول الزهراء عليها السلام له دلالات مهمة وكبيرة جدًا، يجب على جميع المؤمنات التوجه لإحياء ذلك اليوم المبارك والاستلهام منه اعظم الدروس والعبر للاقتداء والتأسي بذلك النموذج القرآني الراقي، فإذا كانت قدوتنا الزهراء، وتَمَسُكُنا بالزهراء، فإن العدو مهما عمل ومهما خطط لن يستطيع أن يخدش حياءنا ولا أن يفسدنا ولا أن يبرِّجنا ولا أن يذهب بديننا؛ لأننا تمسكنا بقدوة تقودنا إلى الله وإلى العزة والقوة، والعفة والحياء والطهارة،
واختتمت منال العزي حديثها بالقول: اقتداء المرأة المؤمنة بالزهراء عليها السلام وجعلها يوم ميلاد الزهراء هو يوم ميلاد لها سيصنع منها امرأة تعادل آلاف الرجال في عصرنا، ومن المهم أن تبقى الزهراء ويبقى يوم ميلادها تاريخًا يُرسَّخ في الأذهان ويُورَّث للأجيال.
تربية إيمانية
فيما تقول صفاء المتوكل ان فاطمة الزهراء بنت رسول الله سيدة نساء العالمين، جسدت في حياتها قيم وأخلاق الإسلام على أرقى مستوى تربت على الإيمان والتقوى ومكارم الأخلاق، كانت -عليها السلام- تقوم بمسؤوليتها من دون كلل أو تعب وعلى درجة عالية ومستوى رفيع من التواضع، وكانت علاقتها بالله عابدة ناسكة تتورم قدماها من كثرة التهجد والمناجاة.
وأوضحت المتوكل أن السيدة فاطمة ولدت في مكة المكرمة ونشأت في بيت النبوة محاطة بتعاليم الإسلام وقيمه السامية كانت تجسيدًا للطهارة والعفة والصبر وارتبطت حياتها ارتباطًا وثيقًا بالدعوة الإسلامية وعليه فالزهراء قدمت مدرسة متكاملة للمرأة ونموذج راق للنساء المؤمنات كانت أمًا لأبيها وزوجة صالحة وأمًا عظيمة لأبنائها، فهي مدرسة ومعلمة تربى على يديها سيدا شباب الجنة الحسن والحسين -عليهما السلام- وجبل الصبر زينب وكانت نموذجا في وعيها وإيمانها وحيائها وحشمتها وجهادها وصبرها وإحسانها وإيثارها، قدمت للمرأة القدوة الحقيقة والنموذج الراقي يحتذى به من قبل كل نساء الأمة.
صبر وجهاد
وأشارت إلى أن حياة الزهراء -عليها السلام- كانت مليئة بالجهاد والصبر والاحتساب فهي لم تتوانى لحظة واحدة في نصرة الحق والوقوف بكل شموخ واعتزاز واقتدار مع أبيها وزوجها، فمسيرة حياتها الجهادية تحكي عن عظيم وعي وثقة راسخة بالله ومواقف لامرأة قوية تقف بوجه الأعداء كصخرة تتحطم معها كل المؤامرات.
وعن لقبها الذي اطلقه النبي الكريم عليها «أم أبيها» .
ولفتت المتوكل إلى أن الزهراء لقبت بأم أبيها وهي كنية تحمل دلالات عميقة تعكس علاقتها الوطيدة بوالدها وحنانها عليه ودورها المحوري في حياته حيث كانت حريصة على تلبية حاجاته ومواساته فكان الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:(فاطمة بضغة مني من أحبها فقد؛ أحبني ومن أبغضها فقد أبغضني).
مرجعية ومنهج
وواصلت المتوكل بالقول : ان الزهراء أم أبيها نالت بكمال إيمانها وأخلاقها مقامات عالية شهدت لها آيات قرآنية وأحاديث من والدها تحكي لنا ما كانت عليه من طهر وعفة وتقى وأنها قدوة وأسوة لنساء العالمين، ويجب أن تكون منهجا ترجع إليه كل امرأة مؤمنة.
وكما أوضحت ان السيدة فاطمة كانت تهتم بروضة الشهداء وتزورهم وتصلحها وترممها وفي ذلك: إحياء لقضية الجهاد وفضيلة الشهادة وتربية الأجيال على حب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله.
وأكدت المتوكل على ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قدمت مثالًا عظيمًا للمرأة المسلمة التي تجسد قيم الطهر الصبر، والتفاني في خدمة الحق من خلال سيرتها العطرة التي أظهرت كيف يمكن للمرأة أن تكون ركنًا أساسيًا في بناء المجتمع الإسلامي تحمل مسؤولياتها بكل عزم وإيمان وكانت قدوة في العبادة والشجاعة والإصرار على العدالة وعاشت حياتها بكل تواضع وتضحية من أجل المبادئ التي آمنت بها.
واختتمت صفاء المتوكل حديثها بالقول: إن إرث السيدة فاطمة الزهراء يظل حيًا في قلوب المسلمين، ومشعل نور يضيء الطريق للأجيال القادمة كما كانت الزهراء، وبالتالي فإن كل امرأة مسلمة تكون قدوتها الزهراء يمكن أن تكون صانعة للمستقبل، وأما لأجيال بها تمضي بها الأمة في طريقها نحو التقدم والعدالة والانتصار على أعدائها أمة لا تُهزم ولا يمكن ان تهزها كل هجمات الغرب الكافر.

قد يعجبك ايضا