الثورة نت/..
أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وقوف الشعب اليمني إلى جانب سوريا والشعب السوري ضد العدوان الإسرائيلي.
وقال السيد القائد في كلمة له مساء اليوم حول آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة والتطورات الإقليمية والدولية “موقفنا من العدوان الإسرائيلي لا يتأثر بمن يسيطر على الوضع أيًا يكن، وطالما أن العدوان يستهدف بلدًا عربيًا وشعبًا مسلما فنحن إلى جانب هذا البلد”.
ودعا أبناء الشعب اليمني العزيز إلى الخروج المليوني يوم غد الجمعة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات جهادًا في سبيل الله وابتغاءًا لمرضاته ونصرة الشعب الفلسطيني والتضامن مع سوريا والشعب السوري ضد العدوان الصهيوني ومع شعب لبنان ومجاهدي حزب الله.
وأكد أن الشعب اليمني مستمر في جهاده وتحركه مناصرة للشعب الفلسطيني، وتضامنا مع أي شعب عربي يتعرض للعدوان الإسرائيلي، الأمريكي.
وأوضح “أن التزامنا بتعليمات الله وثقتنا به وتوكلنا عليه سيفشل الفتن والمؤامرات والمخططات التي سيتحرك فيها من يتحرك، وسنقابل كل تحرك يستهدفنا في إطار موقفنا الإيماني والديني والقرآني، وسنتصدى لكل مؤامرة وكل استهداف من خلال ثقتنا بالله تعالى وتوكلنا عليه، وثقتنا بهذا الاتجاه الصحيح الذي نحن فيه”.
كما أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن “الاتجاه الذي نحن فيه يحظى برعاية الله، في إطار الموقف الذي رسمه الله ونحن على بصيرة من أمرنا وعلى ثقة بصحة موقفنا، والتضحية من أجل أمريكا وإسرائيل خسارة في الدنيا وبعدها العذاب الأليم يوم القيامة”.
وأضاف “نحن منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أعلنَّا موقفا واضحا وجهنا فيه مع القول الصواريخ والطائرات المسيرة والموقف في العمليات البحرية وكل ما نستطيع وبالإنفاق المالي وغير ذلك”.
وأشار “إلى أن شعبنا تحرك في إطار موقف واضح عزيزا على الكافرين، رفعنا الصوت على الأمريكي والإسرائيلي ومعه الصاروخ والطائرة المسيرة وشهرنا سلاحنا وبنادقنا وإمكاناتنا في وجه أعداء الأمة ولم نكن في حالة ذلة ولم يكن موقفنا مكبلا بأي سقف أو اعتبارات”.
وتطرق قائد الثورة إلى تدريب مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني لاكتساب المهارة القتالية والقدرة على القتال وليصبحوا حاضرين نفسيًا وثقافيًا ووجدانيًا، مضيفًا “جاهزون لأن نقاتل أمريكا وإسرائيل ونقاتل أي طرف يستهدفنا خدمة لأمريكا وإسرائيل”.
وتابع “نحن في إطار الموقف الحق والموقف الإيماني في حالة ثبات بتأييد الله ومعونته وتماسك عظيم وقناعة تامة، وما قبل هذه الأحداث وعندما أتت نحن في مسار إيماني قرآني بعنا فيه أنفسنا من الله يوم باع الكثير أنفسهم من أمريكا وإسرائيل ووكلائهما”.
وأفاد بأن الحرية هي بيع النفس من الله في مواجهة أشد أعدائه وأعداء الإنسانية أقبح وأشر خلق الله اليهود الصهاينة المجرمين ومعهم الأمريكي ومن يدور في فلكهم، مشيرًا إلى أن البعض باع نفسه بالريال السعودي أو بالدولار أو النقد الإماراتي والبعض بأي عملة.
وأردف قائلًا “بعنا أنفسنا من الله العظيم أعظم مشتر، لأننا بذلك نكون أحرارا بالفعل واتجهنا لنبيع أنفسنا من الله بأغلى ثمن وهو الجنة” .. مبينًا أن المعايير والفرقان واضح والمقاييس ثابتة أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، الموقف من أمريكا وإسرائيل”.
وبين “أن البعض يتساقطون كالذباب والفراشات في الولاء لأمريكا وإسرائيل ويسارعون فيهم، والبعض يؤسفه أن تنجح جهة هنا أو نظام هنا في فتنة لصالح أمريكا ولا ينجح فيريد أن يبادر لينجح وهم خاسرون، ونحن نؤمن بالله وبصدق وعوده وكلماته بما أخبرنا به في القرآن بأن كل الذين يسارعون في خدمة اليهود والنصارى فاشلون خاسرون”.
وعرّج السيد القائد على عمليات جبهة الإسناد في يمن الإيمان ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، مؤكدًا أن هناك عمليات وكثيرة هذا الأسبوع، نفذت بـ19 صاروخا باليستيا ومجنحا ومسيرة، واستهدفت “يافا المحتلة، وأسدود وعسقلان”.
وقال “عمليات هذا الأسبوع ما هو في البحار باستهداف 5 سفن أمريكية في خليج عدن، منها بارجتان حربيتان، وتم استهداف السفن الأمريكية بالرغم من أنها مارست أقصى درجات الحذر والتمويه والتخفي”.
وتحدث عن العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق ضد العدو الإسرائيلي والتي تم الإعلان عنها وتبنيها.
وعلى مستوى الأنشطة الشعبية، أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن اليمن في كفة وكل دول العالم التي فيها تحرك لنصرة الشعب الفلسطيني في كفة، وكفة اليمن أرجح، والمظاهرات والمسيرات في بلدنا لم تتوقف منذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وبين أن المظاهرات والمسيرات في بلدنا بلغت حتى الآن 14026، ومخرجات التعبئة زادت على 600 ألف متدرب، مشيرًا إلى هناك تظاهرات في كثير من بلدان العالم في هذا الأسبوع كان منها في المغرب العربي التي خرجت مظاهرات في 56 مدينة مغربية، وأيضًا مظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف في بيشاور في باكستان، وهناك مظاهرات في هولندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وأستراليا وكندا والدنمارك والسويد وإيرلندا.
وأشاد بالموقف العظيم والمميز الذي يبرز للمجاهدين في فلسطين وهم يواجهون العدو الإسرائيلي على مدى كل هذه الفترة، التي تدخل الشهر الثالث من العام الثاني والمعركة لم تتوقف يوما واحدا في قطاع غزة والمقاومة مستمرة في جهادها في سبيل الله.
ونوه السيد القائد بما نفذته كتائب القسام هذا الأسبوع من 16 عملية بينها كمائن نوعية منكلة بالعدو الإسرائيلي، وكذا بما نفذته سرايا القدس من عمليات مؤثرة على العدو ومنها قصف لتجمعات الأعداء شرق رفح.
وعاود الحديث عن سوريا وما يتعرض له من عدوان صهيوني سافر، مضيفًا “كيان العدو الإسرائيلي اعتبر تطورات سوريا فرصة حقيقية لإنهاء اتفاقية فض الاشتباك، وهو يستفيد من ذلك ويسعى لاختلاق الكثير من الفرص، ويسعى لصنع الفرص لاستغلالها بشكل كبير ضد شعوب الأمة بكلها، بدءًا من محيط فلسطين في الشام ومصر”.
ونبه قائد الثورة، من أطماع العدو الصهيوني في المنطقة المحيطة لفلسطين، مضيفًا “العدو طامع في المنطقة المحيطة بفلسطين وهذا موجود في برامجه التثقيفية الإعلامية وضمن خططه السياسية ومؤامراته المشتركة مع الأمريكي”.
وتطرق إلى ما تحدث به المجرم نتنياهو من أن سقوط نظام الأسد يخلق فرصًا جديدة ومهمة لـ”إسرائيل”، وتم ترجمة هذه الفرص بالفعل، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي على سوريا تمّ باتجاهين، الأول بتوغل قواته في العمق وصولًا إلى الاقتراب من ريف دمشق، والثاني تدمير المقدرات العسكرية.
وأردف قائلًا “تقدر المعلومات أن جيش العدو يبعد 25 كيلومتر عن دمشق وهذا يشهد على حجم التوغل الإسرائيلي مع احتمال أن يواصل التمدد والاجتياح”.
ومضى بالقول “العدو الصهيوني تقدّم دون أي مواجهة أو اكتراث بالشعب السوري ولا بالجماعات التي سيطرت على سوريا أو داعميها ودون أي مبالاة بالعالم كله، وبتوغل كيان العدو في سوريا لم يبال بالقوانين والأعراف الدولية ولا مواثيق الأمم المتحدة”.
وجدّد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التأكيد على أن العدو الإسرائيلي يسعى لاحتلال البلدان طالما توفرت له الفرصة بل يسعى لصناعة الفرص وتهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ مخططاته، لافتًا إلى أن الاحتلال الأمريكي في سوريا يتركز على منابع النفط وهو يمارس عملية النهب الواضح والعلني والمكشوف للنفط السوري.
وقال “العدو الإسرائيلي دمر القدرات العسكرية لسوريا في أكبر عدوان جوي منذ نشوء الكيان الغاصب، ولم يسبق للعدو الإسرائيلي أن استهدف القدرات العسكرية لأي بلد عربي كما حصل في سوريا إلى مستوى أنه أعلن تدمير 80 بالمائة في ليلة واحدة”.
كما أكد أن تدمير سوريا بلطجة ووقاحة أمام مرأى ومسمع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، موضحًا أن العدوان الإسرائيلي على سوريا تثبيت لمعادلة الاستباحة، وهو يعمل بدعم وشراكة أمريكية لفرضها على شعوب وبلدان الأمة.
وأفاد بأن العدو يعمل على فرض الاستباحة على كل بلدان الأمة سواء كانت في مواجهة معه أو متعاونة معه، مضيفًا “استعداد بعض الدول للتعاون مع الكيان ليس مجديا أمام معادلة الاستباحة التي يسعى الأمريكي والإسرائيلي فرضها على منطقتنا”.
وحذر قائد الثورة من “سعي الإسرائيلي لتكون شعوبنا مهدرة الدم ليقتل فيها بالأفراد أو الإبادة الجماعية، وأن يجتاح الأراضي ويصادرها دون ردة فعل، ونهب الثروات ومصادرتها في معادلة الاستباحة ضمن إعلانه عن “الشرق الأوسط الجديد”.
وتابع “معنى “الشرق الأوسط الجديد” أن تكون كل بلداننا مستباحة للإسرائيلي والأمريكي، والعدو يريد أن يأخذ المناطق التي يريدها لتكون قواعد عسكرية دون اعتراض أو احتجاج، ويريد العدو أن يصل بشعوبنا وبلداننا إلى أن تكون راضية ومرحبة ومؤيدة وغاضة للطرف عن كل ما يفعله مهما بلغ في العدوان والظلم”.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني يسعى لمصادرة حرية واستقلال بلداننا وحقوقها وثرواتها، ويتحرك أولا لتثبيت معادلة في سوريا ثم يتحرك إلى ما بعد سوريا، مؤكدًا أن المعادلة الثانية التي يحاول العدو الإسرائيلي فرضها هي أن تكون القدرات العسكرية لبلداننا تحت سقف معين لضمان التفوق العسكري.
وذكر السيد القائد، أن العدو الإسرائيلي والأمريكي يسعى لمنع الشعوب العربية والإسلامية من امتلاك كل وسائل الدفاع وحماية نفسها في مواجهة أي عدوان، ويسعى لتدمير القوات الجوية والبحرية والقدرات الصاروخية والدفاع الجوي كما حصل في سوريا.
واستطرد قائلًا “العدو يقبل بأن يبقى لدى شعوبنا مستوى معين من الأسلحة للاستفادة منها في الاقتتال الداخلي والتناحر بين أبناء أمتنا، ولو اكتملت مهمة الاقتتال الداخلي سيسعى العدو إلى تجريد أمتنا من كل وسائل القتال والدفاع، ويُريد لأمتنا أن تكون كالدجاج والغنم، أمة مدجنة لا تمتلك أيًا من وسائل القتال والدفاع عن نفسها ودينها وأرضها ومقدراتها”.
وعبر عن مدى الألم والحزن لما فعله العدو الإسرائيلي في سوريا من توغل واجتياح واحتلال وتدمير للقدرات العسكرية دون أي ردة فعل، مشيرًا إلى مسؤولية الشعب السوري والجماعات التي سيطرت على سوريا في التصدي للعدوان الإسرائيلي.
وشدد قائد الثورة على المسؤولية الملقاة على الأمة في الوقوف إلى جانب الشعب السوري ضد العدوان الإسرائيلي، مضيفًا “لم يصدر حتى الآن أي موقف ولا أي ردة فعل من الجماعات التي سيطرت على سوريا تجاه المخاطر المستمرة من العدو الإسرائيلي”.
وأكد أن الجماعات التي سيطرت على سوريا أمام اختبار حقيقي تجاه العدوان الإسرائيلي وتجاه القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أنه أمام الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين ولبنان وسوريا، غابت العناوين التي تحضر عندما تكون المسألة للفتنة بين أبناء الأمة.
وقال “أمام العدو الإسرائيلي غابت عناوين الوقوف في وجه الظلم والجهاد في سبيل الله والعروبة والأمن القومي العربي، وما نراه هو الصمت والجمود”، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يمثل خطرًا حقيقيًا على الأمة بكل أطيافها ومذاهبها واتجاهاتها.
وعدّ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ما حدث من العدو بعد سيطرة تلك الجماعات على سوريا شاهدًا دامغًا على أن المسألة ليست من أجل ملاحقة إيران كما يردد الإسرائيلي، موضحًا أن موقف الجماعات المسلحة التي سيطرت على سوريا معروف في عدائها الشديد لإيران ومع ذلك يستهدف العدو الإسرائيلي سوريا.
وأضاف “من يتبنى موقف عدم المعاداة لإسرائيل هو في دائرة الاستهداف والإسرائيلي يتحدث بأن بعض الجماعات في سوريا حاولت تطمينه بعدم معاداته، وقد أكد الله تعالى في الحقائق القرآنية على عداء اليهود للأمة في كل الأحوال، وهذا ما تؤكده الشواهد”.
وتساءل “هل استثار الشعب الفلسطيني اليهود يوم توافدوا من بلدان كثيرة لاحتلال فلسطين؟ بل جاؤوا ابتداء من غير أي مشكلة ولا تحرك معادي”، مؤكدًا أن اليهود يسعون لإقامة “إسرائيل الكبرى” والتي تشمل الشام وأجزاء واسعة من العراق ومصر والسعودية.
وأعاد قائد الثورة التذكير للجميع بأن العدو الإسرائيلي استهدف سوريا وقتل الآلاف من الشعب السوري قبل الثورة الإسلامية في إيران وقبل حضور العنوان الإيراني، والحقائق واضحة عن العدو الإسرائيلي، والبعض يتنكر لها ويتجاهلها عمدا، لكن هل يفيد التنكر لهذه الحقائق والتجاهل لها؟.
وأوضح “أن الإسرائيلي هو العدو لكم جميعا يا أيها العرب، يا أيها المسلمون، وهو لا يتردد عن استهدافكم وفرض معادلة الاستباحة لكل شيء، ويسعى لاستنزاف قدرات الأمة من خلال الاقتتال الداخلي لتصل إلى مستوى الانهيار التام وتصبح أمة مفرقة ومتناحرة وضعيفة”.
وتحدث السيد القائد عن سعي العدو لمسخ الهوية الدينية للأمة لتبتعد عن القرآن الكريم، ويعمل على تحريك كل العناوين لصالحه حتى العنوان الديني.
وخاطب أبناء الأمة العربية الإسلامية بالقول” وجهوا سلاحكم نحو العدو الإسرائيلي، والتحريض والتعبئة وإعلان الموقف الصريح منه، وكونوا واضحين في عداوتكم للكيان الإسرائيلي وكونوا جادين وصادقين في عداوتكم له”، مشخصًا المشكلة لدى البعض من أبناء الأمة في أنهم لم يعادوا “إسرائيل” لكنهم يقاتلون بشراسة واستبسال ضد من يتخذونه عدوا.
وقال “كم نتمنى أن تحضر التكبيرات والبنادق والرايات في مواجهة الجنود الإسرائيليين، كم نتمنى أن تواجه الجماعات المسلحة التي سيطرت على سوريا الاجتياح الإسرائيلي ببنادقها ودباباتها وكل القدرات السورية”.
وأضاف “لو واجهت الجماعات التي سيطرت على سوريا العدو الإسرائيلي فذلك كان سيرفع من قدرها ويعزز من دورها وحضورها”، مؤكدًا أن الحقائق تشهد أن الأمريكي والإسرائيلي هم أعداء للأمة بكلها مهما كان اتجاهها السياسي ومذاهبها ومهما كانت مواقفها.
كما خاطب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الجميع بالقول “على الجميع مسؤولية الوقوف ضد العدو الإسرائيلي ويكون هناك موقف صريح ومعلن، لا أن تتعاملوا بالصمت والجمود، والمقام ليس للتسامح مع العدو”.
وعبر عن الأسف من تسامح معظم الأنظمة العربية والإسلامية بشكل كبير مع الإسرائيلي والأمريكي بأكثر من تسامحها فيما بينها، مستعرضًا موقف الكثير من القوى والجماعات والتيارات تجاه الأمريكي والإسرائيلي، وهو فوق تسامحهم حتى مع آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم وشعوبهم.
ووصف قائد الثورة تسامح لأنظمة وجماعات عربية وإسلامية بالعجيب تجاه جرائم مهولة ورهيبة يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الأسرى والمخطوفين الفلسطينيين.
وتابع “ليس هناك تسامح ولا تغاضٍ لدى بعض الأنظمة والجماعات العربية والإسلامية بل قسوة وشدة رهيبة إلى حد يندهش منها الإنسان”، مؤكدًا أن الحديث الأمريكي والإسرائيلي عن تغيير ملامح الشرق الأوسط يعني أن هناك مشروع ومؤامرة أمريكية إسرائيلية لاستهداف شعوبنا وبلداننا.
وشدد السيد القائد على ضرورة إدراك الجميع للاستهداف العدائي للأمة .. مضيفًا “يجب أن نعي وندرك أن الاستهداف العدائي لأمتنا ليس مسألة عادية بل استهداف يحقق الأهداف الإسرائيلية الأمريكية”.
وأردف قائلًا “استهداف أمتنا يعني أن تكون الشعوب والبلدان مستباحة للإسرائيلي والأمريكي ليفعل فيها ما يشاء ويريد وتصبح خاضعة بالمطلق له، وأن يأخذ الأمريكي والإسرائيلي ما يشاء ويريد من الأراضي والثروات ومنابعها ما أراد ويسيطر عليها بقدر ما يريد وينشأ له القواعد العسكرية أينما يريد”.
ومضى بالقول “استهداف أمتنا يعني أن يفرض الأمريكي والإسرائيلي عليها التغيير في ثقافتها وهويتها الدينية ويتدخل في المناهج الدراسية والخطاب الديني، ويتدخل على مستوى إنشاء اتجاهات جديدة في هذه الأمة تحت العناوين الدينية والمذهبية ليصل بها إلى التناحر والاقتتال الداخلي بما يساعده على تحقيق أهدافه”.
وأفاد بأنه من المؤسف ومن المحزن للغاية بأن يتجه الأمريكي والإسرائيلي لتنفيذ عنوان “الشرق الأوسط الجديد” أو تغيير ملامح الشرق الأوسط إلى تفعيل أنظمة وجماعات وتيارات إسلامية وعربية، مشيرًا إلى أن تنفيذ الأنظمة والجماعات والتيارات العربية والإسلامية للمخطط الأمريكي والإسرائيلي يجنب الأمريكي والإسرائيلي الكلفة المادية والبشرية.
ولفت إلى أن هناك أنظمة عربية مسلمة تتحمل مسألة التمويل وأخرى تتحمل التنفيذ لتدمير الأمة من الداخل، مؤكدًا أن مخطط الأعداء في المرحلة الأولى يشمل فرض حالة ما يسمونه بالتطبيع وتدمير العوائق أمام تصفية القضية الفلسطينية ثم يأتي الدور على بقية الأمة، وتشمل المرحلة الثانية في مخططات الأعداء تمزيق الأمة إلى كيانات كثيرة ومبعثرة.
وبين السيد عبدالملك الحوثي أن الدول الكبرى في الأمة مستهدفة بتحويلها إلى دول صغيرة وكل دولة تجزأ إلى دول صغيرة، ثم تكبر المساحة التي يسيطر عليها العدو الإسرائيلي، مضيفًا “عندما تكون مساحة العدو الإسرائيلي قد شملت الشام بكله وأجزاء من مصر والعراق والمملكة العربية السعودية تكون البلدان قد جزأت إلى دويلات وكنتونات صغيرة”.
واستطرد قائلًا “من المؤسف جدا أن كل العناوين التي غابت تجاه المأساة الكبرى للشعب الفلسطيني ستحضر عندما تكون المسألة تحرك في المخطط الأمريكي والإسرائيلي، وعندما يمزق ويحرق الإسرائيلي المصاحف ويهدم المساجد ويدمر المسجد الأقصى ويسب رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله ويقتل المسلمين كبارهم وصغارهم ويجوع الملايين، غابت المسؤولية الدينية كعنوان عند الكثير من أبناء الأمة ولا أتى عنوان الجهاد في سبيل شيء”.
وقال “في إطار مخطط الشرق الأوسط سيكثر الحديث عن الجهاد والاستشهاد وعن حمل الرايات الجهادية وستحضر التكبيرات والتهليلات وستتحرك العناوين الطائفية بأشدها من أجل المخطط الأمريكي الإسرائيلي، وعندما تكون المسألة استهداف شعب هنا أو هناك في إطار المخطط الأمريكي والإسرائيلي لتغيير ملامح الشرق الأوسط سيحضر العنوان العربي الذي كان غائبا تجاه ما يرتكبه العدو الإسرائيلي بفلسطين”.
وأضاف “يمكن للجامعة العربية في إطار المخطط الأمريكي أن تجتمع وتكون خطاباتها نارية وعباراتها قوية بشكل يختلف تمامًا عن الذي رأيناه تجاه القضية الفلسطينية، وفي إطار المخطط الأمريكي والإسرائيلي سيحضر عنوان الحضن العربي والأمن القومي العربي وتهديد مصالح الدول ويحضر معها السلاح والقصف والقتل والتدمير والحملات الإعلامية المكثفة”.
وتابع قائد الثورة “لقد رأينا البعض أذلة بكل ما تعنيه الكلمة تجاه الإسرائيلي فلم يجرؤوا أن يتخذوا أي موقف ضد الإسرائيلي ولا أن يمولوا المجاهدين ضده، ومع الأسف ارتسم الذل وتجسد في موقف البعض من العدو الإسرائيلي”.
وأردف قائلًا “عندما يتنمر البعض ويتحرك في إطار مخطط الشرق الأوسط الجديد نراهم يخالفون المعايير الإلهية لأنهم كانوا أذلاء أمام الكافرين الحقيقيين، والبعض ممن يسمّون بعلماء يقولون إن الأولوية للأمة قبل مواجهة الأعداء الحقيقيين للأمة أن يركزوا على أحكام البول”.
وأشار السيد القائد إلى أن من يخدمون المشروع الأمريكي والإسرائيلي يتجهون كأذلاء تجاه كل ما يفعله الإسرائيلي ثم يكونون أعزة على شعوب الأمة في فتاواهم وعناوينهم وتحريضهم وتحركهم، لافتًا إلى أن الأمة قد تقدم تضحيات كبيرة لخدمة المشروع الأمريكي والإسرائيلي فيقاتل من أبنائها في سبيل أمريكا وإسرائيل ويتحدث وفق ما تمليه عليه بما يعزز هيمنتها وسيطرتها وغلبتها في مختلف المجالات.
ومضى بالقول “ندرك أهمية وعظمة وضرورة الموقف والاتجاه الصحيح حتى لو كان فيه تضحية، لأنه النجاة للأمة ولشعوبها وفيه خير الدنيا والآخرة، كما ندرك أهمية التحرك الصحيح وفق المعايير القرآنية لنكون أعزة على الكافرين في هذا العصر أمريكا وإسرائيل”.
وتساءل “من هو الأعز في مواجهة إسرائيل؟ فليبرز بصوته وسلاحه وموقفه، فلماذا يسكت البعض ويختفون؟، لماذا تختفي الأموال التي تدفع للفتن تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا ويجد مجاهدوه صعوبة كبيرة في الحصول على الرصاصة لمواجهة العدو الإسرائيلي”.
ولفت قائد الثورة إلى أن الموقف من أمريكا وإسرائيل معيار واضح، فالعزيز هو العزيز على أمريكا وإسرائيل في موقفه وسلاحه، مضيفًا “من الأسى أن تحضر عناوين المسؤولية الدينية والجهاد في سبيل الله والعروبة والأمن القومي العربي لخدمة الأمريكي والإسرائيلي وتتلاشى وتتبخر تجاه مأساة الشعب الفلسطيني ومظلوميته الرهيبة”.
وتابع “ليطمئن وليثق من يتحرك في إطار الموقف والاتجاه الصحيح الذي رسمه الله في تعريف من هو العدو وتعريف المعايير والمقاييس الصحيحة التي تعبر عن صدق النيات والتوجهات وصحة المواقف، وسننظر في كل أرجاء أمتنا بمعيار النور والفرقان لنقيم على أساسه كل نظام في فعله وموقفه وكل جماعة في تحركها وفعلها لنحدد موقفنا”.
وتناول السيد القائد في سياق كلمته ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من مجازر جماعية يومية من قبل العدو الصهيوني حصيلتها هذا الأسبوع 1800 شهيد وجريح.
وأكد أن الهجوم الصهيوني على مستشفى كمال عدوان بمختلف الإمكانات، يعكس توحشه وكأنه يشن هجومًا على قلعة عسكرية محصنة، معتبرًا استهداف العدو المباشر لمحطة الأوكسجين في المستشفى، جريمة متعمدة لقتل الأطفال الخدج والمرضى في غرف العناية.
وأشار إلى أن العدو يواصل الإبادة بالتجويع وقد وصل الحال بأكثر النازحين في قطاع غزة لاستخدام أعلاف الحيوانات إن وجدت، وقال “المعاناة كبيرة جدًا بالقطاع ويسعى العدو لتفريغ شمال القطاع من السكان بشكل كامل، ويواصل جرائم القتل والاختطاف وتدمير البيوت وتجريف الأراضي ومصادرة كثير منها لبناء مغتصبات جديدة في الضفة الغربية”.
وعبر قائد الثورة عن الأسف لارتكاب عناصر السلطة الفلسطينية جرائم القتل بحق مقاومين في الضفة خدمة للعدو الإسرائيلي إلى جانب التعاون الأمني، مؤكدًا أن كل أنواع الجرائم التي يمارسها العدو الإسرائيلي تحدث في ظل حالة تخاذل تام من معظم المسلمين والعرب.
وأضاف “الكثير من المشاهد المأساوية التي تشهد على المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني أصبحت لدى الكثير من المسلمين اعتيادية مع طول الوقت، ولم تعد المأساة الفلسطينية تستفز المسلمين ولا تحرك وجدانهم ولا تحيي ضمائرهم ولذلك ينسون واجباتهم الإنسانية والدينية”.
ولفت إلى أن عناوين العروبة والعقيدة والجهاد أصبحت منسية ويتم العمل على شطبها من القائمة عندما يتعلق الأمر بفلسطين، وأمام جرائم الإبادة الصهيونية في فلسطين كان ينبغي لأمتنا الإسلامية التحرك لإيقافه ومنعه ولنصرة الشعب الفلسطيني وإغاثته ونجدته”.