الثورة /
تشهد الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة تصاعُداً في عمليات المقاومة ضد جنود العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ما أدى إلى مصرع وإصابة العشرات منهم، وتتوزع هذه العمليات بين إطلاق نار ودهس وطعن، واستهداف نقاط عسكرية ومستوطنات مختلفة وأدت إلى مصرع 50 صهيونياً على الأقل منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وجاءت عملية الدهس البطولية قرب قاعدة “غليلوت” الصهيونية العسكرية شمال “تل أبيب”، أمس الأحد، كواحدة من أكثر العمليات قوة منذ بدء حرب الإبادة على غزة في السابع من أكتوبر 2023، ليس فقط من ناحية عدد القتلى والمصابين من الجنود حيث قُتل فيها ستة جنود صهاينة وأصيب 50 آخرون، بل أيضاً من حيث موقع التنفيذ قرب قاعدة عسكرية تضم مقرات الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، بما في ذلك “الموساد”، و”وحدة 8200″ التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية.
وبعد ساعات من عملية الدهس هذه التي نفذها سائق فلسطيني صدم بشاحنته حشداً من المسافرين في محطة للحافلات بـ”غليلوت” شمال “تل أبيب”، سجلت شرطة العدو الصهيوني، مساء الأحد، محاولة دهس جديدة استهدفت جنودا صهاينة بالقرب من قرية “حزما” بالضفة الغربية المحتلة.
ولم تقتصر هذه النوعية من العمليات البطولية الفردية غير المنظمة على العمليات الفدائية فقط، بل ظهرت أيضاً من خلال تصدي المقاومين الفلسطينيين لاقتحامات جيش العدو الصهيوني للمناطق المحتلة، وإعدادهم المُسبق باستخدام العبوات المتفجرة محلية الصنع وغيرها من وسائل المقاومة.
وبحسب إحصائيات فلسطينية رسمية، فقد شهدت مناطق الضفة الغربية المحتلة خلال شهر سبتمبر الماضي 168 عملية إطلاق نار، وأربع عمليات دهس وطعن، و130 إلقاء لعبوات وزجاجات حارقة استهدفت جنود العدو الصهيوني في مناطق عدة.
وذكرت إحصائية لمركز معلومات فلسطين (معطى) أنه ومنذ الحرب على غزة، نُفذت 63 عملية نوعية من بينها 23 عملية دهس، و40 عملية طعن، عدا عن 1840 عملية إطلاق نار، أسفرت عن مصرع 50 جندياً ومستوطناً صهيونياً، وإصابة 379 آخرين.
وكشف جيش العدو الصهيوني، في بيان له مؤخراً، حصيلة عمليات إطلاق القذائف والصواريخ ضد الكيان الغاصب منذ اندلاع الحرب قبل عام، في السابع من أكتوبر.. قائلاً: إن “إسرائيل” تعرضت “لأكثر من 26 ألف عملية إطلاق”، دون تفسير نوعية القذائف وعدد كل منها.
وأشار البيان الصهيوني إلى أنه “تم إطلاق 13.200 صاروخ من قطاع غزة، و12400 عملية إطلاق من لبنان، و400 من إيران، و180 من اليمن، و60 من سوريا”.
وتُشكّل العمليات الفردية التي ينفذها شبان فلسطينيون تحدّياً صارخاً لكيان العدو الصهيوني، الذي يسعى بممارساته الوحشية ضد الفلسطينيين أن يثنيهم عن تنفيذ هذا النوع من العمليات، متناسياً أنَّ الممارسات الوحشية لجيشه، والمجازر المرتكبة بحق قطاع غزة منذ أكثر من عام، ما هي إلا وقود لهذه العمليات.
من جانب آخر برزت العمليات الفدائية القادمة من الحدود الشرقية الأطول مع كيان العدو الصهيوني، عبر عمليات فردية بادر إليها شبان أردنيون عبر الحدود، عكست فيها عملية معبر الكرامة التي نفذها الشهيد ماهر الجازي في الثامن من سبتمبر، وعملية البحر الميت في 18 أكتوبر للشهيدين حسام أبو غزالة وعامر قواس، إثر عملية “طوفان الأقصى” في فتح جبهات جديدة لطالما عبرت سلطات العدو الصهيوني عن مخاوفها الأمنية منها.