طه العامري

وقفة أمام مضمون كلمة السيد القائد

 

 

في كلمته التي أ لقاها عصر مساء أمس الأول الخميس 31 أكتوبر 2024َم، شخَّص السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- واقعنا العربي والإسلامي والتحديات التي تواجهنا، كما شخَّص رغبة وإرادة العدو الذي يريدنا مجرد دول مرتهنة وشعوب مقهورة مجردة من الكرامة غارقة في الملذات ومشغولة بمهرجانات الترفيه.
رؤية شاملة قدمها سماحة السيد القائد هي بمثابة خارطة طريق لذوي العقول الراجحة، فهو استعرض واقعنا العربي الإسلامي واستعرض تداعيات معركة طوفان الأقصى وأكد على أن 75٪ من القدرات التسليحية للعدو جاءت من أمريكا وأن الـ 25٪ الباقية جاءت من بريطانيا وألمانيا وبعض العرب، وقال إن وحشية وهمجية العدو ورد فعله على معركة الطوفان هي أن رغبة هذا العدو وخلفه الأمريكي والبريطاني تكمن في تجريد الدول العربية والإسلامية من أي قدرات عسكرية أو مادية أو معنوية، وأن عدونا يريد أن يكون هو الوحيد المتفوق وصاحب القرار في المنطقة وأن علينا جميعا أن نخضع له وأن نبقى تحت رحمته وأنه ليس لنا الحق في امتلاك أي من عوامل القوة وخاصة القوة العسكرية.. واسترسل سماحته بالقول: إن معركة طوفان الأقصى أربكت العدو وأرعبته كما اربكت حلفاءه بصمود أبطالها الذي امتد لعام وها نحن نلج إلى العام الثاني والمقاومة وأبطال الطوفان في فلسطين من غزة إلى رام الله والقدس يقفون في مواجهة اعتى الأعداء الذين لا ينحصر عداؤهم على الشعوب العربية، بل هم أعداء لله ورسوله وأديانه والبشرية جمعاء..!
مستعرضا المواقف البطولية للشهيد البطل يحيى السنوار وقدرته الخارقة والاستثنائية في ضرب العدو بمقتل ومن ثم الصمود الأسطوري والبطولي لكتائب القسام وسرايا القدس وبقية الفصائل المقاومة التي اصطفت في وجه العدو، في منازلة هي الأكبر والأعظم التي يخوضها مقاومون عرب ومسلمون في وجه العدو الصهيوني الذي يقف خلفه العالم مشاركا ومسانداً في حرب إجرامية يقر ويعترف بها كل رجال القانون في العالم بأنها جرائم حرب..
فيما يتعلق بالمقاومة اللبنانية، وقف سماحة السيد أمام جبهة الإسناد اللبنانية التي ضربت أروع الأمثلة النموذجية في المواجهة الميدانية التي كان العدو يتوهم أنه بعد اغتيال القادة وفي مقدمتهم شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله، بإمكانه القضاء على المقاومة اللبنانية، معتمدا على تفوقه الجوي وعلى قنابل وصواريخ أمريكا التدميرية والمحرمة دوليا، لكنه فيما يتعلق بالمواجهة البرية وجد العدو نفسه عاجزا أمام صلابة وشموخ وصمود أبطال المقاومة، وقد أثبت العدو أن جيشه أكثر خبثا وجرما وجبنا، وهو في حالة ذهول من صمود أبطال حزب الله، ورغم حذره في عدم الزج بآلياته العسكرية إلى الميدان، متذكرا ما حدث لهذه الآليات في حرب تموز عام 2006م، وهو ما دفعه إلى الاعتماد على وحشية وهمجية القصف الجوي وإبادة أحياء وتجمعات سكنية بما فيها من المواطنين الأبرياء، لكنه وبرغم ذلك أخفق في مواجهة قدرات حزب الله وخاصة الطائرات المسيَّرة، وقد اعترف العدو بهذا علنا، ويكفي أن قادة الكيان أنفسهم من يقرون بفشلهم في التصدي للمسيَّرات، وهو ما جاء مخالفا لمعتقدات العدو الذي كان يتوهم انه قد قضى على قدرات حزب الله..
في كلمة سماحة السيد القائد -حفظه الله- حقا هناك الكثير من المحددات التي يجب أن نتوقف أمامها ومنها نبلور خارطة طريق لسمو وتقدم الأمة وإعادة النظر في سياسة رسمت لهذه الأمة، وظلت أنظمة ودول تتبعها وكانت سبباً في انهيار الأمة وسبب ضياع حقوقها، وسبب إطالة قضية الشعب العربي في فلسطين..
لقد تحدث سماحته عن المقاومة في فلسطين، وإبراز مواقفها البطولية وتحدث عن الجبهة اللبنانية وموقف حزب الله وقدرته التي تواصل إيلام العدو، وعرج لجبهة الإسناد العراقية ودورها في إسناد الأشقاء، وصولا إلى دور جبهة الإسناد اليمنية وخاصة فيما يتعلق بالبحر الأحمر والعمليات التي تقوم بها اليمن في معركة إسناد الأشقاء.. مؤكدا على ثبات ومبدئية الموقف اليمني إلى جانب جبهات الإسناد الأخرى في محور المقاومة.
مشيرا إلى انزعاج الأمريكان والبريطانيين من دور وموقف اليمن التي استطاعت إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الصهيونية رغم محاولة الأمريكي إعطاء الأمر بعدا دوليا للتغطية على هدف أمريكا الحقيقي وهو حماية الملاحة الصهيونية.
خلاصة القول إن ما حملته كلمة سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي شملت مختلف المواقف السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية، ليس إلا غيضا من فيض عن معركة وجودية تخوضها الأمة من خلال المقاومة وجبهات الإسناد التي تسطر بصمودها ومواجهتها بداية تاريخ أمتنا العربية والإسلامية وهذا ما سوف تؤكده تداعيات قادم الأيام..

قد يعجبك ايضا