مالك المنزل الذي شَهِدَ معركة السنوار الأخيرة : عائلتنا فخورة كونها جزءًا من اللحظة التاريخية التي جسّدت شجاعة وإصرار الأحرار في مواجهة الاحتلال

 

الثورة /

خاض يحيى السنوار في منزل آل أبو طه، معركته الأخيرة متحديًا قوات الاحتلال حتى الرمق الأخير.
لم يكن بيت عائلة أبو طه في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة سوى مأوى بسيط لعائلة فلسطينية حتى أصبح ساحة للمعركة الأخيرة في حياة الشهيد القائد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
فبعد عام كامل من المطاردة الإسرائيلية، خاض السنوار في هذا البيت معركته الأخيرة متحديًا قوات الاحتلال حتى الرمق الأخير.
وكانت عائلة أبو طه نزحت عن منزلها تحت وطأة القصف الإسرائيلي لتترك خلفها ذكريات 15 عامًا، لكن الفقد لم يكن مجرد لحظة ألم، بل تحول إلى مصدر لفخر غير متوقع، كما تقول العائلة، بعد أن علمت باستشهاد السنوار في منزلها.
ماذا قال صاحب البيت الذي شهد معركة السنوار الأخيرة؟
قال الصحفي محمد سامي أبو طه – وهو أحد أفراد العائلة على حسابه على «إنستغرام» – “إن عائلتنا عائلة أبو طه تفتخر كونها جزءًا من اللحظة التاريخية التي تجسد شجاعة وإصرار الأحرار في مواجهة الاحتلال، حتى إننا نفخر بأن آخر عصا قد قاوم بها هذا المحتل هي من بيتنا”.
وكان أحد المشاهد التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن صورة وثقتها مسيرة إسرائيلية للسنوار وهو يجلس على أريكة داخل المنزل في لحظاته الأخيرة.
وفي سياق متصل، وصف أفراد من عائلة أبو طه هذه الأريكة بأنها الأطهر في العالم، تعبيرًا عن فخرهم بأن هذا المكان شهد صمود السنوار حتى النهاية.
وقال صاحب البيت أشرف أبو طه عن هذه الأريكة، إنها كانت هدية من والدته.
ولم يتوقع أحد أن هذه الأريكة ستصبح جزءًا من ذاكرة النضال الفلسطيني، حسبما قال كثيرون في منصات التواصل الاجتماعي.
ورغم فقدان السنوار الذي كان مهندس عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي، أكدت حماس أن المقاومة مستمرة، وأن استشهاده وكل قادة ورموز الحركة الذين سبقوه لن يزيد الشعب الفلسطيني والمقاومة إلا قوة وصلابة وإصرارًا على المضي في دربهم والوفاء لدمائهم وتضحياتهم.
إلى ذلك، أظهر تحليل أجرته صحيفة «واشنطن بوست» لصور الأقمار الاصطناعية، أن المنزل الذي استشهد فيه السنوار كان يبعد حوالي 150 مترًا فقط من مواقع عسكرية إسرائيلية نشطة، ولم يكن بالأنفاق.
ففي غزة، حيث يختلط النضال بالحياة اليومية، قد يصبح كل بيت شاهدًا على مقاومة، وكل زاوية تروي حكاية للأجيال القادمة.
ما جرى في بيت عائلة أبو طه شهادة حية على أن الأماكن العادية قد تصبح رموزًا للصمود في لحظات مفصلية من النضال الفلسطيني، وفق ما يقول رواد على منصات التواصل الاجتماعي.
وعلى هذه المنصات، نقل موقع تليفزيون «العربي» بعضا مما تداوله المستخدمون والناشطون حول المنزل الذي استشهد فيه يحيى السنوار وتصريحات عائلة أبو طه، إذ كتب عبيد الله سليم: «سوف يبقى هذا الكرسي وهذا البيت رمزًا للصمود والشجاعة والبسالة والإقدام».
أما إبراهيم خليفة فعلق قائلًا: «ستظل روائح المسك والطيب تلازم بيتهم إلى أجل بعيد، وسيعودون قريبًا إلى بيتهم بإذن الله، ويشتمون تلك الروائح الطيبة».
من جهته، كتب الإعلامي محمد شقور: «سبحان الله كانت للأريكة شأن في حياته ومماته، فالصورة الأشهر للسنوار التي كان يغيظ بها العدو، كانت على أريكة شامخًا عزيزًا واضعًا ساقًا على ساق في جلسة عزة يغيظ بها العدو. وقبيل استشهاده كان أيضًا على أريكة مصابًا إصابات بليغة، لكن لآخر لحظة كان مرابطًا يربط جرحه بسلك مجاهدًا بعصاه يرميها على عين العدو».

قد يعجبك ايضا