السنوار

أحمد المعرسي

 

أعتى الرجال لموتِها تختارُ
لا، لن يموتَ الصارمُ البتارُ
ما زال في غمدِ البطولةِ خنجرٌ
وبكفِّ كلِّ مجاهدٍ إعصارُ
فالموتُ كلُّ زعامةٍ مبطوحةٍ
بصق الخنوعُ بها، وبالَ العارُ
تلك الكراسيّ اللعينةُ ما لها
صمتت، وسافحَ عهرَها الفجارُ
عاشوا بلا شرفٍ، ومِتّ مُكرماً
عرشُ الكرامةِ أنت يا (سنوارُ)
…..
قولوا لغزةَ: إن أشرفَ حاكمٍ
بيدِ العدوِ مطبعٌ سمسارُ
ناموا، وسيفُ الذلِّ في أعناقِهم
لا، لن يغارَ لعرضهِ الجرارُ!
من ماتَ في أرضِ البطولةِ حاملاً
سيفاً، فقد ضحكت له الأقدارُ
ولأنهم شهداءُ غزةَ أسرجوا
روحَ الجهادِ إلى السماءِ وطاروا
فهمُ همُ أرقامُ كلِّ فضيلةٍ
والحاكمونَ جوارَهم أصفارُ
…..
يا أرضَ غزةَ، أنتِ جنةُ عِزِّنا
وسكوتُ حكامِ الخنوعِ النارُ
حكامُنا لبسوا المذلةَ خوذةً
من تحتها كم لوّحَ الزّنارُ
واللهِ لو كانوا بعصرِ المصطفى
لرأَوا بأن لا تُنصَرَ الأنصارُ!
لو هاجرَ المختارُ في أوطانِهم
كانوا الأفاعي حين خافَ الغارُ
ولأنهم ذلُّ العبيدِ يُغيضُهم
إن كُفِّنت بدمائها الأحرارُ
…..
يا أرضَ غزّةَ، كلُّ بيتٍ دُمِّرت
أركانُها في مهجتي تنهارُ
إن ماتَ طفلٌ مِتُّ، كم موتٍ بقى
حتى نُجيرُ جراحَكم ونُجارُ؟!
لا موتَ أنكى من مذلةِ حاكمٍ
أمجادُهُ التطبيعُ والأوزارُ!

قد يعجبك ايضا