يكتبها اليوم / مطهر الأشموري

أمركة وصهينة بلا حُمْرَة خجل!!

 

الرئيس الأمريكي السابق “ترامب” أعلن وأكد أنه سيمنع إيران نهائياً من تصدير نفطها .. وأعلن ما أسماه “التصفير” لتصدير النفط الإيراني..
الصين وإيران بعد ذلك اتفقتا على صفقة بأكثر من أربعمائة مليار دولار تزود إيران بموجبها بالنفط مقابل مشاريع صناعية وإنمائية تنفذها الصين في إيران، والصين بذلك أنهت تصفير النفط الإيراني “ترامبياً”..
هذا المثل يقدم تلقائية التشابك بين الصراعات الدولية وأي صراعات أخرى..
أنموذج إسرائيل وبريطانيا ثم مع أمريكا هو شيء آخر لا يقارن، فهذا الكيان زرع وظيفياً لتفعيل الاستعمار بعد رحيله الشكلي الظاهري، وبالتالي فهذه العلاقة الاستعمالية الاستعمارية لا يمكن أن تكون ذات قيم أو مبادئ أو إنسaانية ونحو ذلك مهما رفعوا شعارات الغطاء على ذلك مثل حقوق الإنسان والمرأة والطفل، فما يقوم ويرتكز على باطل فهو باطل ويظل باطلاً في ظل أي متغيرات وأباطيل وتضليلات وتغطيات..
ولهذا فعلاقة إيران بالصين أو روسيا لا تقاس بمعايير حلف وارسو أو الناتو ولا تقارن هذه العلاقة بتموضع الكيان الصهيوني استعماليا استعماريا، وبالتالي فعلاقة الكيان بالاستعمار القديم ومن ثم الجديد هي اختراع استعماري استعمالي، كما اختراع المثلية في تماثل مسار جديد وتجديد “المثلية”..
بريطانيا ثم أمريكا قررتا فرض الباطل في المنطقة فوق كل الحقائق والحقوق..
ربما كنا نختلف مع الاتحاد السوفيتي فقط في فرض أو اشتراط الخيار الشيوعي، ولكن السوفييت لم يسيروا أو ينجروا مع الباطل كما الغرب الاستعماري بل إن السوفييت قادوا ودعموا كل حركات التحرر لإنهاء الاستعمار القديم..
الصين وقفت مع حق إيران في تصدير نفطها وفق المعمول به عالمياً وإيران وافقت على بيع نفط بالكمية التي تحتاجها الصين والباطل هو في استعمال القوة لمنع هذا الحق الطبيعي لإيران أو حتى للصين، فماذا يكون الاستعمار لبلد أو منطقة أوضح وأكثر من هذا؟..
العالم بكله بات يقر أن فلسطين هي أكبر مظلومية عرفها التاريخ البشري، وبالتالي فإن من يقف مع فلسطين هو يقف ضد الظلم وينتصر لمظلومية على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم وذلك ما يقدمه مشهد الصراع القائم في المنطقة وعالمياً..
هذه المظلومية العالمية تجعل من يقفون مع فلسطين القضية والشعب يطالبون بالوقوف مع الحق وضد الباطل وليس أكثر..
البعض وفي إطار الصراعات السياسية التي اختلقها وغذاها الاستعمار القديم والجديد يحاول استخدام عنوان “الشيعية” كما “الشيوعية” التي قيل إنها “الإلحاد” والأولوية دينياً بالطريقة التي عرفت في أفغانستان والشيشان كحروب أمريكية ولكن بالإسلام وبالمسلمين، وهذا يمارس صراعياً على مستوى المنطقة أو في البلدان كما اليمن والعدوان على فلسطين وامتداده على غزة أثبت أن هذه تخريجات للصراع مصنعه بريطانيا ثم أمريكا كما صناعة وتصنيع الإرهاب، وبالتالي فهذه التخريجات لم تغن في الواقع وللواقع شيئاً غير متراكم الأمركة والصهينة والضخ المادي المالي وفي إطار التمصلح والمصالح..
الذين يرفعون شعار “المشروع الإيراني” لم يعودوا بذلك إلا يؤكدون أمركتهم وصهينتهم، والإبادة الجماعية في غزة والعدوان الهمجي على لبنان جعل هؤلاء أمام الشعوب في وضع من يلقى القبض عليه وهو متلبس بالجريمة ليصبح إنكاره إدانة له لأن الأدلة والثبوتيات باتت لها قوة فوق تخريجة الإنكار كغباء مركب..
ولهذا فالمتابع العادي وحتى من العوام بات أسهل عليه فهم أي علاقة مع إيران أو روسيا أو الصين بأنها علاقة تعاون أو مستوى من الشراكة والمصالح المتبادلة فيما العلاقة مع النظامين السعودي والإماراتي هي علاقة اتباع تختلط فيها عبودية التبعية المركبة المعقدة وهي في الأخير تنبثق من الأمركة والصهينة وتؤول إلى مزيد الأمركة والصهينة..
في رأيي الشخصي دعو هؤلاء يواصلون “ولولة” عبودية واستعباد لأن ذلك بات يفضح ويعري أمركتهم وصهينتهم أكثر مما يؤثر على أي واقع وفي أي واقع..
قد أفهم أن نظاماً شيوعياً في عدن هو مشروع سوفييتي وأفهم أن قتل الرئيس الحمدي هو تفعيل لمشروع سعودي يتمحور حول “الوصاية”، ولكنه لايوجد مشروع لا من هذا ولا من ذلك ومشروع الأمركة والصهينة الذي تقتدي وتهتدي به هذه المسوخ هو الوحيد الذي له أفعال وتفعيل من قبل كبار وصغار الفاسدين والمرتزقة والعملاء والخونة وكل ما لديهم هي عبوديات مركبة ومصالح “مكركبة” كما “السرة في جحر كلب” كما يقال في اليمن كمثل..
الصين كان لها الفضل في تبرئتنا من المجوسية باتفاق رعته بين إيران والسعودية، فهل سيصار إلى اتفاق يؤكد اللامجوسية واللامشروع إيران في اليمن، والمشكلة منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م كانت فقط في الوصاية السعودية وربطاً بها وامتدادا للأمركة والصهينة..
إذا كان رفض الوصاية والأمركة والصهينة هو المجوسية والمشروع الإيراني فارجعوا إلى الإماراتية التي تقول “قول عني ما تقول” واسترشدوا بـ “شمعة”.

قد يعجبك ايضا