استكمال أعمال رصف طريق بني العراص - بني بحر في - محمية عتمة
رصف كيلو متر من سبعة كيلو مترات قابل للزيادة حلم ٥٢ أسرة في ١٩ قرية
تحقيق المشروع يجسد أهمية تعاون المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية
إنجاز طريق (مغربة الحيم بني العراص ربيعة بني بحر) بمحمية عتمة محافظة ذمار المنطقة الحيوية التي تعد من أهم نطاقات المحمية الطبيعية حيث تشرف على منطقة وجيس السياحية المليئة بالأشجار والطيور النادرة والأشجار المعمّرة التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من خمسمائة عام (اشجار الذرح) إلا أن أبناء المنطقة يعانون من وعورة الطريق التي تبلغ حوالي سبعة كيلو مترات وتحصل أبناء المنطقة على تمويل كيلو متر رصف قابل للزيادة من قبل منظمة أدرا ومساهمة مجتمعية بعد معاناة أهالي القرى المستفيدين من الطريق والذين يقدر عددهم بقرابة ٥٢٠ أسرة من أبناء قرى (المصرعي – الشرف – الراحة – الدار – الفجرة – باحض -القحلة -الذنبة- المحل -الحيمي – الرحب – الصافية – الشامة السافلة – الشامة العالية – ادم -الذربوب – الوصية – بيت سعد – بيت السيل) الذين يعانون من وعورة الطريق التي يُظهر بوضوح الدور الحيوي الذي لعبته المنظمة بمشاريعها الخيرية في ربوع قرى وعزل المحمية وكان للأهالي دور في متابعة المهندس عبد المؤمن الجرموزي – مدير عام المديرية – الذي كان له الدور البارز في إخراج عدد كبير من المشاريع التنموية إلى حيز الوجود و إنجاز هذا المشروع المتمثل في رصف الطريق حلم عشرات الأسر بل المئات منهم، بعد أن بقي فترة طويلة أحد المطالب الملحة لسكان القرى المستفيدة وأصبح واقعًا بفضل تعاون الأهالي ووجود ممولين غير حكوميين.
الثورة/ عبد الواحد البحري
طريق بني العراص الذي بدأت فيه أعمال الرصف المرحلة الثانية كان يعتبر منذ زمن طويل من الأولويات التنموية لسكان القرى والعزل المطلة على الطريق، نظراً لأن الطرق تعتبر شريان الحياة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإن عدم وجود طريق ممهد كان يعيق حركة التنقل خاصة أيام الحصاد كون المزارعين وسائقي الحصادات يعانون الأمرّين من التنقل بحصاداتهم إلى المزارعين وكانوا يفرضون رسوماً مبالغاً فيها للانتقال بمركباتهم إلى القرى بسبب وعورة الطريق كما أن الطريق يفصل بين القرى والمراكز الحيوية بمركز المديرية ويعيق الوصول إلى الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة وغيرها من الخدمات التي حرمت المنطقة منها الفترة الماضية..
المجتمع المحلي
منذ البداية، كان واضحاً أن مشروع الرصف لن يُنجز إلا بوجود ممول يساعد الأهالي في عملية الرصف التي تمول المشاريع الخدمية بالمحمية وبتكاتف وتعاون جميع الأهالي الذين ساهموا بجهدهم ووقتهم وحتى بمواردهم المحدودة على سبيل المثال، تعاون الأهالي في تقديم مواد البناء الضرورية الأحجار ثلاثين ألف حجر وتوفير القوى العاملة، الأمر الذي ساهم في تسريع وتيرة العمل وخفض التكلفة الإجمالية للمشروع الذي مولته منظمة أدراوبكلفة إجمالية تقدر بحوالي ٦٣ عاملاً يعملون لمدة ستة اشهر و١٥٠٠ كيس أسمنت ورواتب العمال تترواح بين عشرة آلاف ريال للمعلم واجر العمال تتراوح بين خمسة آلاف إلى ستة آلاف ريال يوميا وهذه التكاليف مقدمة من المنظمة إلى جانب مساهمة الأهالي ..
ظروف جغرافية صعبة
حيث لعبت منظمة أدرا دوراً هامًا في تمويل وتخطيط وتنفيذ المشروع المرحلة الثانية لعمل الرصف حيث قامت بالتمويل وأيضا بتقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم، كما ساعدت في تنظيم الجهود المجتمعية وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المشتركة.. ووفرت أيضاً ألفاً وخمسمائة كيس أسمنت و٣٦ فردا كأيادٍ عاملة بين (معلم وعامل ) يعملون لمدة ستة أشهر متواصلة بأجر يومي يقدر بعشرة آلاف ريال للمعلم وستة آلاف ريال للعامل تدفعها المنظمة إلى جانب معدات البناء الحديثة والتقنيات التي ساعدت في توفير الأحجار للمساهمة المجتمعية لرصف مسافة كيلو متر قابلة للزيادة من الطريق الممتد بين طريق ذمار الحسينية الدولي (مغربة الحيم ومرورا بقرى عزل حتى طريق ربيعة بني بحر ) لتلتقي بطريق القفر بمحافظة إب حيث تجرى عملية الرصف بسلاسة ويسر وتحت إشراف نخبة من مهندسي الطرق وإشراف فني أيضا من مهندسي مكتب الأشغال بمديرية عتمة.. على الرغم من النجاح الكبير للمشروع لم يكن الطريق ممهداً دون تحديات من أبرزها الظروف الجغرافية الصعبة، ونقص التمويل، والتحديات اللوجستية المتعلقة بنقل المعدات والمواد إلى موقع العمل. ومع ذلك، بفضل إصرار ودعم رئيس المجلس المحلي مدير عام المديرية المهندس عبد المؤمن الجرموزي والإخوة في منظمة (أدرا) وتعاون المجتمع المحلي تم التغلب على هذه التحديات وأصبح المواطن يتطلع إلى اكتمال المشروع بمرحلته الثالثة ليكتمل الحلم ويودّع المواطنون المعاناة والخسائر في الأرواح والمركبات التي تكبدها أبناء المحمية بسبب صعوبة الطريق ووعورتها .
النتائج والتأثير
إنجاز الطريق كان له تأثير كبير على حياة الناس في القرى المستفيدة. فقد أصبح من السهل الآن الوصول إلى المدارس والمراكز الصحية بالمديرية، كما تحسنت حركة المواطنين والمزارعين والتنقل بين القرى المجاورة. ويعتبر الطريق اليوم رمزًا لنجاح التعاون بين المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية، وأصبح مثالاً يُحتذى به في مشاريع التنمية الريفية بمحمية عتمة .
تعزيز روح التعاون
من جانبه أكد المهندس عبد المؤمن الجرموزي – مدير عام المديرية – ورئيس المشروع، أن المشاركة المجتمعية في شق الطرقات ورصفها في عزل وقرى المديرية تعتبر من أهم المبأدرات التي تساهم في تحسين البنية التحتية وتعزيز التنمية المستدامة في قرى وعزل المحمية، حيث دائما ما يُكتب النجاح لهذه المبأدرات المجتمعية حيث يشارك سكان القرى والعزل النائية في عملية التخطيط والتنفيذ والصيانة، مما يعزز من روح التعاون والانتماء ويؤدي إلى تحقيق نتائج أكثر استدامة.
وأشاد المهندس الجرموزي بالجهود والدعم الذي تقدمه المنظمات غير الحكومية في مجالات رصف الطرقات والمياه.. مؤكدا أهمية تعزيز جهود التنسيق بين السلطة المحلية والمجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة أدرا في توسيع تدخلاتها بالمديرية في مجال رصف الطرقات ومشاريع المياه وإمكانية التدخل بمشاريع جديدة في المجالات الإنسانية والخدمية.
التعاون المجتمعي
من جهته أكد عضو المجلس المحلي الشيخ جلال علي السمحي – مدير صندوق مشروع طريق (مغربة الحيم بني العراص ربيعة بني بحر)، أهمية دعم وتمويل أدرا للمشاريع التنموية بالمديرية، موضحا أن هذا المشروع لم يكن ليُنجز بدون دعم وتمويل المنظمة، حيث يأمل الأهالي استكمال بقية أعمال الرصف للمرحلة الثالثة حتى يكتمل حلم وتطلع أبناء القرى والعزل المستفيدة والمحرومة من بقية الخدمات نتيجة وعورة الطريق التي تعد شريان الحياة..مشيدا بجهود مدير عام المديرية الذي أشرف وتابع بنفسه أعمال الرصف والتنفيذ للطريق مما يؤكد على أن التعاون المجتمعي يمكن أن يحقق تغييرًا حقيقيًا ومستدامًا في حياة المواطنين..