الثورة / أحمد المالكي
نظمت وزارة الإعلام والمؤسسات والهيئات التابعة لها أمس الثلاثاء في صنعاء، فعالية احتفالية بمناسبة اكتمال العام الأول من عمر عملية طوفان الأقصى المباركة 7 أكتوبر المجيدة وتكريم شهداء الإعلام العربي في هذه المعركة التاريخية، وذلك بحضور نخبة من قيادات المؤسسات الإعلامية الرسمية والوطنية والعربية، وعدد كبير من منتسبي الوزارة ومؤسساتها التلفزيونية والإذاعية والصحفية.
وفي الفعالية – بحضور ممثلين عن حركات المقاومة الفلسطينية – أكد وزير الإعلام هاشم شرف الدين في كلمته بالمناسبة أن عملية طوفان الأقصى كانت نقطة تحول في تاريخ النضال والجهاد مع العدو الصهيوني، وأن اجتماع الإعلاميين اليمنيين في هذا اليوم جاء لإحياء هذه المناسبة والذكرى المفصلية في تاريخنا، والتي وثقت بعدسات وأصوات وأقلام المناضلين من الصحفيين الأحرار من أبناء أمتنا، والتي ستظل محفورة في ذاكرة كل عربي مسلم وحر إلى الأبد .
وقال ” يشرفني اليوم وأنا أقف أمامكم أن أشيد بأولئك الشجعان الذين جعلوا ذلك ممكناً، ومناسبة اليوم ليست مجرد احتفال بعملية عسكرية بل هي اعتراف بالدور المحوري والحاسم الذي لعبه الصحفيون العرب في إبراز وتقديم أصوات المقاومة وإلقاء الضوء على الظلم الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني والوقوف بثبات في وجه العدوان والحصار، حيث شهدنا خلال العام الماضي شجاعة وتفانياً كبيراً من الصحفيين العرب الذين خاطروا بحياتهم لتغطية الأحداث من الخطوط الأمامية وتحدوا التهديد وكانوا أبطالاً في عصرنا، وحريٌ بنا أن نحيّي شجاعتهم وتضحياتهم، فهم الذين أعطوا صوتاً لمن لا صوت لهم، وهم الذين كشفوا كذب ودعاية العدو اليهودي وألهموا جيلاً من الشباب العربي والعالمي ليبقوا مدافعين عن القضية الفلسطينية “.
وأضاف شرف الدين بالقول، “أنه من المؤسف أن هناك من الصحفيين من لم ينل شرف الدفاع عن قضية الأمة، واختار بعضهم التعاون والوقوف في صف الأعداء اليهود المحتلين وتبني دعايتهم والزيادة عليها، وخانوا ثقة شعوبهم وكانوا بمثابة أعداء الأمة والخير والحق والعدل والحرية والقضية وسوف يتذكرهم الناس بخيانتهم .
وأكد وزير الإعلام أنه ومع احتفالنا بهذه الذكرى يتعين علينا أن ندرك أن الجهاد والنضال من أجل الحرية والاستقلال ليس مجرد نضال عسكري بل هو أيضا جهاد إعلامي بكل المقاييس، خاصة وأن معركة الأفكار والعقول لا تقل أهمية عن المعركة في ميادين القتال على الأرض، ومن مسؤولية الصحفيين العرب أن يؤدوا دوراً ريادياً في خضم هذا الجهاد والنضال .
مشيرا إلى أنه باسم الإعلام الوطني في الجمهورية اليمنية فإن وزارة الإعلام تتشرف بتكريم 178 من الشهداء الصحفيين الفلسطينيين والعرب الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن مقدساتنا وأرضنا وكرامتنا في فلسطين ولبنان .
مشددا على أهمية مواصلة دعم وتمكين كل الصحفيين الشجعان الذين يقاتلون من أجل الحقيقة، الذين يدافعون عن كرامة أمتنا والذين يقفون متحدين لتكون فلسطين حرة مستقلة، ورفض الخونة والعملاء الذين يتماهون مع الأعداء.
بدوره اعتبر نائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي، يوم السابع من أكتوبر 2023م انطلاقة حقيقية أشعلت فتيل محور المقاومة ليواجه الكيان الغاصب حيث أصبح مصير هذا المحور واحداً، وأصبح أكثر إيلاماً للعدو الصهيوني.
وتحدث عن مميزات عملية “طوفان الأقصى” والتي من أبرزها إيقاف عمليات التطبيع، ووقوف محور المقاومة في مواجهة “الكيان الصهيوني” الذي انعدم أفقه السياسي وتعددت أزماته، وتعاظمت المسؤولية الملقاة على الجميع من أجل مقارعته، وكشفت حقيقة الأنظمة المطبعة مع هذا الكيان.
وأشار نائب وزير الإعلام إلى أن من أبرز ما يميز عملية السابع من أكتوبر أنها كبدت العدو الصهيوني الخسائر الاقتصادية الكبيرة وأدت إلى فقدان الوظائف وزيادة نسبة البطالة وهروب المستثمرين وإغلاق الموانئ وارتفاع أسعار السلع والخدمات في هذا الكيان الغاصب.
ونوه بموقف اليمن المشرف بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم ومجازر صهيونية أمام مرأى العالم ومسمعه.
وأكد أهمية التلاحم بين محور المقاومة في مواجهة العربدة الصهيونية والأمريكية، لافتا إلى أن عملية “طوفان الأقصى” أكدت حتمية زوال الكيان الصهيوني الذي يرتبط زواله بزوال العديد من الأنظمة العربية التي زرعها الكيان الصهيوني والأمريكي والبريطاني في منطقتنا العربية.
وفي الفعالية التي حضرها القائم بأعمال وكيل وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة والتلفزيون يحيى حُميد، والقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر أحمد راصع، ومدير مكتب حركة حماس في اليمن عمر السباخي، أشار ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اليمن إبراهيم نصوح، إلى أن عملية “طوفان الأقصى” لم تكن بداية تاريخ العمل المقاوم، بل مثلت الانفجار في وجه العدو لما سبقها من قهر وظلم وطغيان من عصابات الصهيونية على مدى عقود طال البشر والحجر والأرض والمقدسات.
وأكد أن الطغيان الصهيوني بلغ ذروته مع حكومة صهيونية يراها العالم تجاهر بعدم الاعتراف حتى بوجود شعب فلسطين وتمارس التطهير والإبادة الممنهجة في الضفة والقدس وغزة، وتحرض على الوجود الفلسطيني وتعتدي على شعب لبنان لموقفه وإسناده لشعب فلسطين.
وأوضح نصوح أن قدرة فصائل المقاومة على القتال والصمود وإرادتهم لمواجهة العدو، باتت أكبر وأعظم مما مضى، وأن نار الانتقام التي أشعلها العدو بجرائمه ووحشيته كافية لحرقه وإحباط كل مخططاته، وستنشئ جيلاً فولاذياً يحمل إرادة المقاومة والجهاد والتصدي للعدو.
وأفاد بأن ما يجري من تصاعد مستمر لعمليات المقاومة في الضفة المحتلة في جنين وطولكرم ونابلس وكل محافظات الضفة والداخل المحتل، ما هو إلا رد وخيار الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة الممنهجة والتهويد والاستيطان الذي تنفذه حكومة العدوان والإجرام.
من جانبه تحدث مدير البرامج في قناة المسيرة حميد رزق، عن دور القنوات الوطنية في معركة “طوفان الأقصى”.. مؤكداً أن المعركة الإعلامية مع العدو وأذنابه، شرسة وخطيرة وهامة وحيوية، ولو لم تكن كذلك لما سخر لها العدو إمكانيات ضخمة جداً لقلب الحقائق والوقائع.
واستعرض نقاط القوة التي يمتلكها الإعلام الوطني، وإبراز القضية العادلة، وعرض الحقائق كما هي دون كذب وتزوير، والقدرة على الوصول إلى أرض الواقع والتعبير عن ضمير الأمة وشعوبها.
مشيراً إلى النجاحات التي حققتها القنوات التلفزيونية ومنها نقل المظلومية والمشهد الحقيقي.
فيما تطرق مدير إذاعة “سام إف إم” حمود شرف الدين إلى دور الإذاعات الوطنية في المعركة.. مؤكداً أن جبهة الأثير عملت من منطلق ديني ووطني وتجاوزت الحزبية والطائفية.
واستعرض الإنجازات التي حققتها الإذاعات الوطنية منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” حتى أصبحت جبهة موحدة في الرؤى والأهداف.
تخلل الفعالية عرض فيلم وثائقي عن دور إعلام محور المقاومة في نقل الحقائق ومواجهة الآلة الإعلامية للعدو الصهيوني وأذنابه، وأوبريتان بعنوان “السابع من أكتوبر” و”روح نصر الله” قدمتهما فرقة أنصار الله الإنشادية.
تصوير: فؤاد الحرازي