وطريقك مسدود
الإشارة حمراء والسيارات تصرخ في وجه شرطي المرور وربما أخرج أحدهم رأسه من نافذة السيارة صارخا بنزق في وجه الشارع (هيااااااااااااااااااااااا).
معظم السيارات التي في المقدمة قد تخطت نصف التقاطع مستعدة للمرور ولم تترك للسيارات القادمة من الجهة المقابلة سوى مجال صغير وشرطي المرور لا يستطيع التصرف أمام كل هذه الفوضى التي لا ينفع كثيرا معها دفتر المخالفات الذي في يده. هذا إن حضر شرطي السير فإن غاب فحدöث ولا حرج:فوضى عارمة تعصف بالشارع وكل واحد يرى أن له أولوية المرور وتعتصد في النهاية على الكل وفي ذات اللحظة الجميع يلقي باللائمة على الجميع!
تخرج من الزحمة في الجولات لتصل إلى طريق مسدود ولوحة عريضة مكتوب عليها “الطريق مغلق.. عذرا نعمل لخدمتكم” ويكون عليك حينها البحث عن طريق فرعي يوصلك إلى الضفة الأخرى من الشارع فتقابلك أحجار كبيرة تسد الطريق ولوحة أخرى مكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية: الطريق مغلق. ولو سألت فستعرف أنك أمام بيت (شيخ) أو (فندم) ويكون من اللازم عليك المغادرة والاستمرار في رحلة البحث شارع تقطعه أعمال بناء وآخر خيمة عرس ودام الله السرور.
يهرب الناس إلى السائلة ولكن البعض يظن أنها خط واحد لا خطان و(يودف) في النهاية بعجلته فلا هو الذي مر ولا ترك المجال لغيره. وفي الجسور والأنفاق والشوارع التي تخلصت من الجولة بالدوار لا يعدم الشعب المستعجل الحيلة لصنع الزحمة وإغراق الشارع في الفوضى.
الباصات تقف في منتصف الشوارع ولا ضير في أن يحولوا هذا الشارع أو ذاك إلى فرزة وإذا وجöد مقوات فالمصيبة أعظم والجميع يصرخ ويشتكي: الدنيا زحمة!!!
وفي كل الأحوال ستجد نفسك تردد أبيات نزار قباني مع عبدالحليم حافظ: وطريقك مسدود مسدوووووود يا ولدي!