العيد إشراقة فرح تعيد الأذهان إلى أيام الزمن الجميل


مع غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك يبدأ الناس بالاستعداد لأداء فريضة دينية سنها الله سبحانه وتعالى على المسلمين كجائزة جزاء ما اتموه من ركن الصيام وهو عيد الفطر المبارك الذي تنفرد أيامه ولياليه بمحافظة المحويت خصوصاٍ ومحافظات الجمهورية عموماٍ بأجواء مفعمة بالبهجة والسعادة وإحياء العادات والتقاليد الفرائحية المتوارثة عن الآباء والأجداد ابتهاجاٍ بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
ولمزيد من التفاصيل حول العادات والتقاليد التي تمتاز بها محافظة المحويت تجدونها في ثنايا هذا الإستطلاع:

في مدينة المحويت ومع اطلالة صباح يوم العيد وانقضاء برهة من الزمن تبدأ مآذن المساجد بإطلاق تكبيرات العيد ايذانا بانطلاق فعالياته رسمياٍ كما يحلو للبعض توصيف ذلك , وهي دقائق معدودة حتى تبدأ الشوارع باستقبال وفود الناس المتجهين نحو الجبانة الواقعة غرب المدينة , وتستمر الحشود في التدفق كل يتجمل بقدر استطاعة يده والبسمة تعلو وجوه الجميع والايادي ممدودة للسلام والتهنئة بالعيد ونيل رضا الرحمن بشهر الصيام.
اليوم الأول
تفاصيل اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك تكاد تكون متشابهة في كل المدن اليمنية وربما في العالم الإسلامي اجمع وان اختلفت بعض الشيء , وهنا في المحويت يتركز اليوم الأول من أيام العيد على زيارة الأرحام حيث ترى الناس أفراداٍ وجماعات يسيرون كل في اتجاه انجاز هذا الفرض إلالهي وكذا زيارة الأهل والأصدقاء ويتبادلون التهاني والتبريكات كما تقوم النساء بتحضير أعداد من اطباق العيد والتي تتكون من الفول السوداني – حب العزيز- والزبيب والمقصقص – وهو قمح مقلي ومقطع إلى قطع صغيرة أو حبوب صغيرة مثلثة – والكعك المحلي المصنوع في البيوت – وقد تتفاوت جعالة العيد مابين بعض المكسرات كاللوز والكاجو والفستق وخلافه وبحسب قدرة كل رب أسرة على توفيرها.
وفي نهاية الزيارة يقدم الرجال لأرحامهم ماتسنى لهم من مال – عسب العيد – كما يجري توزيع قطع النقد المعدنية على الأطفال المتواجدين في المنزل أو ممن تتم مصادفتهم في الشارع.
زيارة الأرحام
ويقول محمد اللساني: العيد في يومه الأول في المحويت هو مخصص فقط لزيارة الأرحام وقد يكون بالنسبة للبعض قصيراٍ جداٍ وبحلول الساعة العاشرة صباحاٍ مثلاٍ يكون قد أتم زيارة أرحامه وإعطائهم عسب العيد ومن ثم يعود إلى منزله ونظراٍ لضيق الوقت يعمد بعض أرباب الأسر وخاصة الكبيرة إلى توزيع مهمة زيارة العيد بين أولاده مثلاٍ منهم من زيارة يتولى الأهل فيما يقوم الاب او كبير الأسرة بزيارة الأرحام وهكذا .
ويضيف : درجت في مدينة المحويت عادة منذ سنوات عديدة وهي اجتماع كل أسرة أو عدة اسر يوجد بينها رابط قرابة معين في مقيل محدد منذ سنوات في عيدي الفطر والأضحى ,وبحيث صار هذا المقيل جزءاٍ من طقوس العيد يعاتب من غابه من أفراد الأسرة بدون عذر مقبول , وحتى أولئك الذين اعتادوا المقيل في منازلهم أو في أماكن محددة يجدون أنفسهم ملزمين بحضور هذا المقيل والتخلى في هذا اليوم حتى عن أصدقائهم ممن اعتادوا جلسات القات معهم , وتناول قضايا تخص الأسرة أو قضايا أخرى متعددة.
* غياب الترفيه
من جانبه يستغرب خالد الضبري لعدم التفات السلطة المحلية تماماٍ لموضوع توفير وبناء حديقة عامة تحتوي على ملاه وألعاب للأطفال كيما تكون متنفساٍ لأبناء المدينة والمحافظة بشكل عام في أيام العيد وطوال العام وللاسف غاب هذا النوع من الترفيه عن محافظة بأكملها بسبب تجاهل السلطة المحلية لذلك , وهناك عائلات تقوم بزيارة العاصمة صنعاء لغرض ترقيه أطفالها وإدخالهم إلى الملاهي والألعاب فقط .
مضيفاِ : أتمنى من الجهات المعنية وفي مقدمتها السلطة المحلية بالمحافظة الاهتمام بهذا الجانب الذي ينقص محافظة المحويت وإنشاء حدائق ترفيهية بأسرع وقت كون المحافظة مصنفة سياحيا وهي مقصد مهم للسياحة الداخلية ومن الأهمية بمكان وجود هذا النوع من الخدمات الترفيهية.

* خيارات متعددة
مع حلول اليوم الثاني لعيد الفطر تتعدد الخيارات أمام أبناء المحافظة حيث ينقسمون إلى ثلاثة أقسام فمنهم من يفضل الانخراط في المواكب الشعبية ويقوم بزيارة بعض وجاهات المدينة أو المناطق المجاورة , ومنهم من يفضل اخذ أسرته في إجازة والتوجه إلى مدينة الحديدة التي تبعد زهاء الساعتين عن مدينة المحويت وقضاء يوم أو يومين قرب البحر ومن ثم العودة , وصنف ثالث يواصل زيارة ارحامه ممن يقطن خارج مدينة المحويت وفي هذه المناسبة كليا حيث تنشط حركة السفر بشكل ملحوظ بين العاصمة صنعاء ومدينة المحويت لاستكمال طقوس العيد.
* عادات متفردة
فيما تحدث الشيخ احمد مفلح عن العادات الخاصة بمدينة المحويت والمتمثلة في المواكب الشعبية وزيارات الوجاهات والمناطق العيدية والذي يرى أنها عادة تكاد تتميز بها محافظة المحويت وعدد قليل فقط من المناطق في اليمن, ويضيف: يبدأ الناس في التجمع ثاني أيام عيد الفطر المبارك في ساحة المدينة الرئيسية حيث يقوم – شخص بدق طاسة البرع لجمع الناس واستعجالهم للخروج مع حلول الساعة الثامنة والنصف صباحا , وخلال نصف ساعة إلى ساعة يتم أداء الرقصات الشعبية ممن حضروا حتى يكتمل عدد لابأس به , ومن ثم يتحرك الجمع ومن يلحق بهم بعدها إلى منازل محددة من كبارات العائلات في مدينة المحويت أو من الشخصيات الاجتماعية , والذين يكون لديهم علم مسبق بهذه الزيارة بحسب ما درجت عليه العادة أو إبلاغهم إن جرى استحداثهم هذا العام , وفي منزل المضيف يتم تقديم سلام العيد باسم أبناء مدينة المحويت ويقوم المضيف بتقديم جعالة العيد والعصائر , ومن ثم يجري اصطحابه إلى منزل شخصية أخرى , أو التوجه إلى ريف مدينة المحويت للتهنئة وتقديم سلام العيد حيث يجري استقبال أكبر وله طقوس محددة ومرتبة ومتعارف عليها منذ سنوات.
العيد بين احضان الطبيعة
أما الأخ عبدالمجيد شرف قال: العيد يمثل فرحة بلم الشمل فهو كذلك يمثل معاناة تستدعي الإعداد المسبق من رب الأسرة لتوفير مستلزمات الضيافة للأهل والأبناء والاخوة كذلك الذين يفضلون ترك العاصمة صنعاء وقضاء العيد بين احضان ريف المحويت الجميل والتمتع بهواء مدينة المحويت العليل وطابعها المدني والريفي الممزوجين معا بنكهة تجعل للعيد مذاقاٍ خاصاٍ.
ويصيف: ففي هذه المناسبة المباركة تشهد منازلنا ازدحاماٍ أسرياٍ يكون طابعه القبول والبهجة بالتئام شمل الأسرة المتفرقة , ولاينغصه فقط سوى ارتفاع الأسعار وثقل أعباء الحياة الأخذة في التزايد عاماٍ بعد آخر , لكنك في نفس الوقت وخاصة خلال السنوات الأخيرة ومع الغلاء المستمر بتنا نسمع عن مشاركة يقدمها الوافدون لقضاء العيد وإجازته للمساعدة في تحمل ولو جزء بسيط من الأعباء الاقتصادية عن رب المنزل أو عاقل الأسرة كما نسميه نتيجة زيادة النفوس بداخل المنزل.

قد يعجبك ايضا