هل أتاك حديث الدروع¿

أحمد مهدي سالم

 - يبدو أنه كتب علينا نحن العرب أن تتوزع حياتنا بين المآسي والمخازي وبين الفواجع والمحاذي وفتوحات إعلام المخازي.. المبرر للمغتصب أو الغازي
يبدو أنه كتب علينا نحن العرب أن تتوزع حياتنا بين المآسي والمخازي وبين الفواجع والمحاذي وفتوحات إعلام المخازي.. المبرر للمغتصب أو الغازي..مأساتنا في غزة أرض الكبرياء والعزة.. بحجم أكبر نيزك فضائي.. صدمتني كغيري بمواقف مؤلمة كثيرة وأبرز ما استوقفني بجانب مجازر الإبادة فكرة الدروع.. حيث سوغ الإسرائيليون كثيرا لها.. باتهام حماس باستخدام أو حجز المواطنين كدروع بشرية لتبرير بطش العدوان الهمجي الغاشم والظالم.
التركيب الوصفي أو مفردتا دروع بشرية أول ما سمعتها أيام حروب صدام مع الأميركان وحلفائهم في مطلع التسعينيات ولاتزال تتكرر حتى اليوم كلما جدت مناسبات النفير وقربا مربط النعامة مني.
احتجاز المدنيين في الحروب.. أسوأ تجارة وأبشع احتماء واستهانة بالدماء لكن في موضوع غزة المأساوي اختلطت الأوراق لا نظن أن حماس تتاجر بأرواح الناس بهذا التبرير الوسواسي الخناس.. كلام لا له أساس ولا يستقيم على أي مقياس وربما تعاملت حماس على طريق المثل القائل:
المبلول ما يهمة الطرش” أو على قول الشاعر القديم ألقاه في اليم مكتوفا وقال له : إياك إياك أن تبتل بالماء.
قال الإعلام الصهيوني وكرر: استخدام المدنيين كدروع.
الجرح اليمني غائر , والمأساة الفلسطينية أكثر إيلاما تحولنا من مونديال البرازيل الذي انتهى بصدارة ألمانية , ووصافة أرجنتينية إلى متابعة مباشرة مونديال غزة.. صواريخ حقيقية مش صواريخ كرات يهلل لها المعلقون تغزلا بتسديدات ميسي ونيمار وروبن.
الدروع البشرية شيء غير أخلاقي لكن الحروب الحقيرة الشرسة أو المعارك الحادة القاهرة.
تفوöت المسألة انطلاقا من باب أن الضرورات تبيح المحضورات غير أن رؤية أسرة مبادة أو انتشال جثث أطفال ونساء وعجزة من تحت الأنقاض.. حاجة جارحة ومؤلمة وصادمة.. وتنتقص من المكسب السياسي المتحقق أو الذي سيتحقق على حساب إزهاق أوراح.. ودمار بيوت وخراب منشآت وتعطيل كل الحياة العامة.
ومن الكياسة والفطنة يفترض أن يفتح المجال للمبادرات والقبول بأقربها إلى منطق الواقع وفقه الوضع المأزوم لأنك لا تستطيع أن تفرض كل ما لديك.. وخصمك معزز بدعم مذهل وإنما بإمكانك أن تضغط بشكل معقول لتمرير شيء لديك مع مواصلة النضال على مستويات مختلفة.. مثل التفاعل الإيجابي البناء مع التحركات الدبلوماسية وعدم الانجرار وراء لغة التشنج والمفردات العنترية.. لأن أي تأخير يصنع المزيد من المآسي والكوارث وما لا يدرك كله.. لا يترك جله.
إيماءات
نزع سلاح المقاومة.. شرط إسرائيلي أصعب من الصعوبة ذاتها والمراهنة عليه ضرب من الخيال.
إسرائيل توقيت خطير وخبيث للحرب على غزة بعد عزل حماس عن حواضنها.
أن تحارب إسرائيل في اللحظة الراهنة فأنت تحارب العالم.. رأي لمحلل غربي.
آخر الكلام
ألا لا يحسب الأقوام أنا
تضعضعنا وأنا قد ونينا
ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
عمرو بن كلثوم التغلبي.

قد يعجبك ايضا