يكتبها اليوم / مطهر الأشموري

استهداف الضاحية الجنوبية.. خلفيات وخافيات!!

 

تصوروا لحظة يستمر فيها الإنسان وهو يتابع القصف التدميري الإجرامي للكيان الصهيوني الإرهابي المحتل على الضاحية الجنوبية من بيروت، فهل من إرهاب أو جنون أكثر من هذا؟..

ستة مبانٍ تسوى بالأرض ولكم أن تتصوروا ماذا سيحل بسكان كل هذه العمارات أو المباني؟!

كأنما هذا الكيان المجرم مثلما مارس الإبادة الجماعية والدمار الشامل في غزة يقوم بمثل هذا في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأمريكا أصلاً هي الإرهاب العالمي وهي الإجرام العالمي وإسرائيل إنما جيء بها للمنطقة لدور وظيفي لصالح الاستعمار القديم الجديد، وأمريكا هي الأشنع كاستعمار وهي الأكثر إجراماً في التاريخ البشري بقدر ما عُرف خلاله من جرائم ومجرمين..

كأننا أمام قرار أمريكي ليست إسرائيل مجرد أداة تنفيذه، ينص على وجوب أن يتخلى حزب الله عن خيار إسناد غزة وإلا فإن الضاحية الجنوبية ستكون كما غزة التي يسندها ويساندها..

في هذا السياق يقول ضابط وقائد إسرائيلي كبير ومتقاعد بأنه حتى لو أفنى كل لبنان فإن حزب الله سيبقى وسيظل يطلق الصواريخ على الكيان الصهيوني ولن يتخلى عن إسناد غزة، فماذا عساني أن أقول أو أضيف لطرح هذا الجنرال الصهيوني؟..

في ظل هذا الدم وهذا الدمار في غزة ولبنان ستجد إعلاماً عبرياً يحتفظ بمسمى “عربي” يقول إن إبادة جماعية ودماراً شاملاً في غزة لكون إسرائيل تبحث عن “السنوار”..

هذا الإعلام لا يعنيه أبشع إبادة جماعية ولا أكبر وأوسع دمار والذي يعنيه شرعنة كل هذه الإبادة والدماء والدمار كأنما هو حق لهذا المجرم الصهيوني للوصول إلى السنوار أو لقائد من قادة حزب الله، فكيف لنا فهم هذا الإعلام وماذا نسميه من أفعاله وتفعيله؟..

حزب الله بثقله وبقيادته ومجاهديه هو في الجنوب اللبناني، وهذا قد يحتمل تبرير أو الشرعنة للاجتياح كحرب كما كل الحروب مع أنه لا شرعية ولا مشروعية لكل ما يعمله الكيان المسمى “إسرائيل” منذ تأسيسه كرأس حربة للاستعمار..

لماذا إذاً لا يبدأ هذا الكيان الغاصب والإرهابي والإجرامي بالاجتياح الذي يهدد به قرابة العام ولا زال؟..

إذا أمريكا تمارس أشنع العقوبات على الشعب اللبناني اقتصادياً وهي وراء نقل أموال المصرف اللبناني إلى الخارج وبمنطق أن الشعب اللبناني عليه محاربة حزب الله وإلا فإنها ستقتله بالتجويع فكل هذا هو الممارس صهيونياً في غزة، وما يحدث في الضاحية هو مد وامتداد في واحدية إجرام وجرائم أمريكا والكيان الصهيوني وإن ظل تموضع أمريكا يستعمل لأداء أدوار وإظهار تباينات بين أمريكا والكيان لا وجود لها ولكنها للتضليل والشرعنة الباطلة لباطل مبين على الحق المبين..

ما يحدث للضاحية الجنوبية هو تنفيذ إسرائيلي لقرار أمريكي ولا تصدقوا كل فلاسفة وجهابذة التحليل في الفضائيات، وبين ما يضحك فيما يصلون إليه أو يوصلونه أنه ما دامت أمريكا لا تريد حرباً إقليمية فهي مجبرة أو مضطرة أن تعطي لنتنياهو حق الإبادة والتدمير للضاحية الجنوبية..

يقول أيضاً إن إيران لا تريد حرباً إقليمية لأنها بذلك إنما تخدم نتنياهو الذي هو الوحيد من يريد هذه الحرب بل وهذه الحرب لصالحه وحده..

هذا الطرح يبرئ أمريكا وهي الإجرامية والمجرمة قبل ما تسمى “إسرائيل”، وفي مثل هذا الطرح ما يحمل شرعنة “ضمنية” لكل الإجرام والجرائم المرتكبة في غزة وفي الضاحية، ومع الأسف فمثل هذه الأطروحات باتت تتسلل بل تتوغل في أداء الإعلام العربي..

إذا لم نعد نستطيع الفصل بين عبرية إعلام وعربيته التي تستعمل عبرياً، فالمستحيل الفصل بين أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية، بينما هم يريدون فصلنا بل وإعادة تفصيلنا كمقاومة ومحور مقاومة.!!

قد يعجبك ايضا