إجرامُهم.. والتزلج على اللغة!

عبد الكريم الوشلي

 

حتى ذرات الهواء التي تحمل تصريحات المسؤولين
الأمريكيين باتت تعرف وتعلم علم اليقين أن ما يقولونه دائماً هو كذب في كذب وخداع وتضليل واستغفال ليس لنا كعرب فقط بل لعقل العالم بكله..!
من الغباء إذاً تصديق الأمريكي ووعودِه وكلِّ ما يصرح به خصوصا في ماله صلة بجرائم ذراعه
الإجرامي الأول “إسرائيل” وصراعُنا كعرب ومسلمين مع هذا العدو المركَّب، بل في كل ما يتصل بسياسات أمريكا والغرب التوسعي الصهيوني المستكبر عموماً وممارساتِهم بحق الشعوب المظلومة والضحايا لهؤلاء المجرمين على مستوى العالم..
ولذلك عندما يصرح الأمريكي أو الغربي ويتفوه بشيء في هذه القضايا فعلينا أن ننظر-على الصعيد الفعلي أو العملي- إلى الاتجاه المعاكس لما يقول تماما! وأن لا نعطي أدنى تعويل أو تصديق أو مصداقية لما يقولون في أي شأن من شؤوننا
معهم، وأن نلتمس المعيار الحصري، لدى التعامل معهم، في ميدان العمل والفعل، والفعل وحده..
لأن لسانهم فاقد لكل مصداقية، وأثبتت التجربة معهم أنه منصة ممتازة وشبه حصرية للأكاذيب والوعود الجوفاء ..
هذا ما تفيدنا به تجربتنا العملية مع هؤلاء الأعداء منذ عقود طويلة، وهي تجربة مريرة ملأى بالمآسي والدموع والدماء والجرائم التي اقترفوها ومازالوا بحق أمتنا وشعوبها وقضاياها وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتعود بنا إلى بواكير المشروع الغربي الصهيوني التوسعي الاستحواذي الاستعبادي المستهدف لهذه الأمة، والذي يتصدر قافلةَ ضحاياه الشعبُ الفلسطيني، ومازال حبلُ قافلة الشؤم هذه على الجرار إلى اليوم، بل يزداد شؤما وشدة بمضي الأيام وصولا إلى اليوم الذي يجري فيه ما يجري في غزة والضفة ويَدخل لبنانُ وجنوبُه الصامد ومقاومتُه المجاهدة الرائدة في أتونه المستعرة بتصاعد مهول..
منذ تلك البواكير السوداء أكلْنا وشربْنا كفلسطينيين وكعرب ومسلمين الأطنانَ تلو
الأطنان من الهواء والأكاذيب والوعود الغربية وكذلك المفاوضات والاتفاقيات التي لم تثمر لنا سوى المزيد من الخسارات والحسرات والخيبات والمَقَاتل والإبادات، وفي المقابل التهامُ العدو المزيدَ من حقوقنا ومقدراتنا وحريتنا ومروءتنا ولحومِ ودماء أطفالنا ونسائنا والتوسعُ في أراضينا وجغرافيتنا واستحداثُ المزيد من الوقائع على الأرض أثناء وبعد كل اتفاق وجولة تفاوض يرعاها الغرب وهو المُقاوِل من الباطن للعدوان المستمر والمتصاعد علينا! لصالح ذراعه العدواني الظاهر “إسرائيل”، وغيره من الأذرع وأسِنَّةِ حرابه المسمومة..!
واليوم، ومع هذا الاتساع والتعمق لهجمتهم الدموية التي لم تُكمل جولتها الإبادية المجنونة في غزة وفلسطين وها هي تصل إلى لبنان بدءا بجنوبه المجاهد المقاوم الصابر، عبر مجازر الغدر الإلكتروني والاستهداف للمدنيين في الضاحية وما يتتالى ويتصاعد من مجازر وعدوان شامل.. يستمر الخداع والتضليل الأمريكي والغربي التغطوي لهذا الإجرام، ويستمر هؤلاء المجرمون المحترفون الأكثرُ تمرُّساً في الخداع والكذب والنصب السياسي في لعبة التزلج على اللغة الجوفاء نفسها ويواصلون بكل وقاحة الحديث عن حقوق الإنسان وتجنيب المدنيين ويلات الصراع وتجنب توسيع الحرب والسلام والأمن والحلول الدبلوماسية.. إلخ أسطوانات الكذب والدجل والتدليس والإلهاء وكسب الوقت حتى ينتهي قتلتُهم من مهمتهم وقطعِ آخر شريان للحياة في وجودنا كعرب وكمسلمين وهيهاتَ لهم ذلك..

قد يعجبك ايضا