شهداء وجرحى واعتقالات في بلدة قباطية بالضفة وقوات الاحتلال تحاصر طلبة المدارس
العدو يرتكب مجازر جديدة في غزة.. والمقاومة تفجّر رتلاً من آلياته وسط رفح
الثورة / متابعة/ محمد الجبري
واصل العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ349 على التوالي، وسط تصاعد عمليات القصف والاستهداف لمنازل الفلسطينيين ومخيمات الإيواء.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 42 شخصا في قصف متواصل أقوات الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر أمس
وأعلنت الطواقم الطبية صباح أمس، استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين بقصف طائرات الاحتلال بناية سكنية قرب شركة الكهرباء بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
كما نسف العدو الصهيوني المتوغل في ذات المنطقة مبان سكنية في محيط الكلية الجامعية وسمعت أصوات الانفجارات في أنحاء القطاع.
وفي شمال غزة، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني انتشال شهيدين وعدة إصابات جراء قصف طائرات العدو منزلا سكنيا في محيط مسجد الشوربجي بمنطقة الفاخورة بمخيم جباليا.
وفي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أصيب عدد من النازحين جراء إطلاق نار مكثف من الدبابات الصهيونية صوب خيام النازحين في منطقة المواصي الساحلية.
في المقابل أعلنت المقاومة الفلسطينية، أمس الخميس، تنفيذ كمين مركب لرتل من آليات العدو الصهيوني في رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بلاغ عسكري، ” أوقعنا رتلا من الآليات الصهيونية في كمين مركب غرب المستشفى الكويتي في مدينة رفح”.
وأضافت “كتائب القسام” “فجرنا ناقلة جند صهيونية بعبوتي شواظ واستهدفنا ناقلتين أخريين بقذيفتي الياسين 105 وتاندو”.
وتواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات العدو في رفح وتنفيذ كمائن قوية لقواتها في مختلف مناطق قطاع غزة.
من جانب آخر حذرت هيئة “إنقاذ الطفولة” الدولية من أن فرص إنقاذ الأطفال في قطاع غزة باتت معدومة تقريباً، مع تزايد التحديات في توفير الرعاية اللازمة للمصابين والمولودين الجدد، جراء استمرار العدوان الصهيوني على القطاع.
واعتبرت الهيئة في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني، الوضع الحالي في غزة تهديداً مباشراً لحياة الأطفال، إذ يواجهون نقصاً حاداً في الرعاية الصحية الأساسية في خضم الحرب الصهيونية المستمرة.
وفي هذا السياق أكدت منظمات إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة أن سلطات الاحتلال منعت دخول 83% من المساعدات الغذائية إلى غزة بعد مرور عام تقريبًا على حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
ووفقًا لبيان صحافي صادر عن 16 منظمة إغاثة، فإن نسبة المساعدات الممنوعة ارتفعت من 34% في عام 2023، مما أدى إلى تقليص وجبات السكان من وجبتين إلى وجبة واحدة في اليوم.
وأشار البيان إلى أن حوالي 50 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهرًا بحاجة ملحة للعلاج من سوء التغذية بحلول نهاية العام.
وفي الضفة الغربية يستمر العدو الصهيوني باستهداف المدنيين في الأراضي المحتلة وشن عملياته العسكرية في عدة مدن هناك وتنفيذ العديد من الاعتقالات.
ففي جنين، استشهد ثلاثة فلسطينيين وأُصيب خمسة آخرون برصاص قوات العدو الصهيوني بعد اقتحام بلدة قباطية جنوب المدينة.
واقتحمت قوات العدو بلدة قباطية أمس، وحاصرت منزلا في البلدة، وقصفته بالقذائف، قبل أن تعتلي سطحه، وتسحب جثامين الشهداء الثلاثة، وشرعت جرافة العدو بهدم المنزل المحاصر.
وذكرت وزارة الصحة في بيان، إن خمس إصابات وصلت إلى مستشفى جنين الحكومي، ثلاث منها بالرصاص الحي، وإصابتان بعملية دعس من قبل آليه عسكرية صهيونية، وحالتهم مستقرة.
وكانت قوات العدو قد اقتحمت البلدة، بعد اكتشاف قوات خاصة بالقرب من مدرسة عزت أبو الرب، حيث أطلقت النار وصواريخ “الانيرجا” تجاه المنزل المحاصر.
وأفادت المصادر، بأن عشرات الطلبة أصيبوا بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات العدو بكثافة صوب مدرسة أبو الرب، التي حاصرتها مع مدرسة قباطية، ما أثار حالة من الهلع الشديد في صفوف الطلبة والهيئة التدريسية.
وأضافت أن جنود العدو منعوا طواقم الهلال الأحمر من الوصول إلى المنزل المحاصر، واعتلوا سطح أحد المنازل، وأجروا عمليات تفتيش، ثم فجروا قنبلة في المكان، كما أطلقوا الغاز السام المسيل للدموع تجاه عدد من الصحفيين المتواجدين للتغطية.
واعتقلت قوات العدو الصهيوني، فجر أمس، 19 مواطنًا فلسطينيًا؛ بينهم سيدة وصحفي وأسرى محررون، عقب دهم منازل عائلاتهم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
من جانبها حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، من خطورة انتشار الأمراض الجلدية بشكل عام وخاصة مرض “السكابيوس” بين المعتقلين، والذي بات يهدد حياتهم بشكل حقيقي، الأمر الذي دفع إدارة سجون العدو لإغلاق عدد من السجون أمام زيارات المحامين جراء هذا المرض.
وأعربت الهيئة، في بيان أمس، عن قلقها لوصول هذا المرض لغرف المعتقلين الأشبال (القُصر) في سجن “عوفر”، والذي انتشر بينهم بشكل كبير وسريع.
وأشارت إلى أن أعراضًا أصبحت تظهر على أجسادهم بشكل مزعج، حيث الحبوب والدمامل واحمرار الجلد الذي يمنعهم من النوم بسبب الحكة والألم.
وطالبت، منظمة الصحة العالمية بتحمل مسؤولياتها اتجاه كافة المعتقلين وتحديدًا القصر منهم.
وأوضحت أن قلة النظافة والحرمان من امتلاك المنظفات والمعقمات والاغتسال خلال وقت قصير جدًا، وعدم توفر الملابس والأغطية، يجعل من أجسادهم بيئة خصبة لانتشار مثل هذه الأمراض.
وأشارت إلى أن معتقل “عوفر” يضم غالبية الأسرى القصر، اذ يبلغ عددهم 150 معتقلًا من أصل 260 آخرين، ولا يتم التعامل معهم بأي خصوصية، نظرًا لأعمارهم الصغيرة وأجسادهم النحيلة، بل على العكس يستغل ذلك في الانتقام منهم وزيادة معاناتهم.
وأكدت أن الظروف الحياتية والصحية في سجن عوفر لا زالت معقدة، وأن العقوبات متواصلة والهجمة متصاعدة، فسياسات الضرب والتجويع والحرمان تفتك بأجسادهم.