«الثورة »ترصد الكارثة .. وتواكب عمليات الإنقاذ والإغاثة في مديرية ملحان بالمحويت مدير عام المديرية لـ «الثورة »: المناطق المنكوبة هي حورة والمداور والحرف وبني حريش وهمدان والقبلة
التحدي يبقى في توفير ظروف إيواء لائقة للعائلات المتضررة حتى يستعيدوا حياتهم الطبيعية
اللواء إبراهيم المؤيد رئيس مصلحة الدفاع المدني:
تقدم بطيء في فتح الطرقات في منطقة تعد الأكثر وعورة على مستوى اليمن
غرفة عمليات تنسق جهود الإغاثة والطريق الرئيسية إلى المديرية دمّرتها السيول
تم طلب الإسناد من القوات المسلحة وقوات التعبئة العامة وفرسان وطلائع فرق الدفاع المدني بدأت في الوصول إلى أولى المناطق المنكوبة
الثورة /استطلاع/ إبراهيم الوادعي
تستمر جهود الإغاثة في التقدم وفتح الطرقات المنهارة لإيصال المساعدات للمتضررين المناطق المنكوبة بمديرية ملحان محافظة المحويت بعد 3 أيام من الكارثة، جغرافية المديرية الصعبة تفرض وتيرة بطيئة في تقدم معدات الدفاع المدني نحو القرى المنكوبة، فيما تستمر أعمال الإغاثة وتقديم المساعدات عبر الأفراد.
عشية أمس الاربعاء بدأت بناء تتوارد عن كارثة نتيجة الأمطار الغزيرة في مديرية ملحان غربي محافظة المحويت إلى عاصمة المحافظة والعاصمة، تحدثت الأرقام الأولية عن 24 ضحية وعدد من المنازل والمحلات المدمرة نتيجة انفجار أحواض المياه فوق وعلى جنبات القرى بسبب استمرار الأمطار على مدى أيام، ما تسبب في ارتخاء الأرض وانهيارات طينية وصخرية جرفت معها المنازل والطرق.
تشارك حالياً فرق من الجيش وقوات التعبئة والدفاع المدني ومتطوعين من السكان المحليين في عمليات الإغاثة التي بدأت تشهد زخماً مع وصول المعدات وانحسار مياه وادي سردود، ما سمح بمرور المركبات الثقيلة لبدء عملية فتح الطرق نحو القرى المنكوبة، يعمل الجميع ضمن غرفة عمليات أنشأتها المحافظة.
حصيلة غير نهائية
وفقاً لغرفة عمليات المحافظة والدفاع المدني، فإن حصيلة الضحايا استقرت في اليوم الثالث منذ وقوع الكارثة عند 38 متوفياً ومفقوداً وهي حصيلة غير نهائية لحين وصول فرق الدفاع المدني ومعداتها إلى المناطق المنكوبة، وانتشلت فرق الدفاع المدني والفرق المساندة والأهالي حتى اليوم الثالث 16 جثماناً.
خارطة الكارثة
مدير عام مديرية ملحان غمدان العزكي أوضح لـ» الثورة» أن المناطق المنكوبة هي حورة والمداور والحرب وبني حريش وهمدان وأن 27 منزلاً دمرت في عزلتي همدان والقبلة بشكل كلي أو جزئي، كما تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث انهيارات طينية وصخرية سدت ودمرت الطرق الضيقة أصلاً والوعرة بطبيعتها.
لافتاً إلى أن فرق الإنقاذ تعمل حالياً على فتح الطرقات وتوسيعها في بعض المناطق لوصول معدات الإنقاذ إلى المناطق المنكوبة ورفع أنقاض المنازل المدمرة لكشف مصير المفقودين.
حديث مدير عام المديرية يحمل إشارة إلى أن كارثة الأمطار الغزيرة والانهيارات الناجمة عنها لم تكن الأولى تتعرض لها مديرية ملحان فثمة حوادث سابقة تعرضت لها المنطقة، ويعود ذلك إلى الأحواض المائية التي تم إنشاؤها على طول المنحدر السحيق للحصول على المياه مع تواجد منازل وبيوت أسفل وعلى جنبات تلك الأحواض، أما وعورة الطريق فتلك مشكلة تعاني منها المنطقة منذ عقود دون حل.
إنقاذ على مسارين
تقدم بطيء في اتجاه المناطق المنكوبة تحققه فرق الدفاع المدني نتيجة التضاريس الجبلية الصعبة للمديرية، اللواء إبراهيم المؤيد رئيس مصلحة الدفاع المدني ومن موقع الكارثة أوضح أن الفرق الإغاثية تعمل حالياً ضمن مسارين، فرق بدأت العمل من أعلى المنحدر الجبلي حيث وقعت الكارثة إلى منتصف الوادي، وأخرى بدأت من نهاية الوادي الذي يمتد إلى مديرية الزهرة في محافظة الحديدة إلى منتصف الطريق لاستعادة الجثامين التي جرفتها السيول
وأشار إلى أن فرق الدفاع المدني انتشلت جثامين 16 متوفياً بينهم 13 جثماناً من منطقة القبلة فقط جرفتهم المياه والسيول إلى الوادي، وأنقذت طفلاً رضيعاً بعد أن جرفته السيول.
ودعا إلى تكاتف الجهود في عمليات الإيواء وإيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة والتي باتت عملياً محاصرة بفعل السيول التي قطعت الطرق.
ويقول مدير أمن المحافظة العميد علي دبيش في الساعات الأولى للكارثة ولكون الطريق الرئيسية لمديرية ملحان تمر عبر وادي سردود عجزت المركبات عن التحرك، واقتصر التحرك في اليوم الأول على الجهد الفردي.
نموذج على المأساة
في منطقة العبر بني شايع أسرتان فقدتا عشرين شخصاً من أفرادِها جراء السيولِ والانهياراتِ الصخرية، تناشدان لمدّ يد المساعدة واستعادة ذويهم الذين جرفتهم الانهيارات، كما أتت المياه على كل مقومات الحياة لديهم من مأوى وغذاء.
ويقول أحدهم انه نجا مع ابنة وحيدة هي من تبقى له من أفراد أسرته وعددهم سبعة أفراد، فيما تبقى من أسرة أخيه فرد واحد، يقف على أنقاض المنزل عاجزاً عن انتشال ذويه بوسائل بدائية ويناشد الجميع لمساعدته.
يؤكد الأهالي أن جثامين الضحايا لاتزال تحت الأنقاض ويعجزون عن إخراجها بالوسائل البدائية، فيما بات الجميع في القرية محاصرون بعد قطع الطريق الوحيدة والتي تصلها بمن حولها والعالم والسبيل الوحيد لوصول الغذاء.
في قريتي العبر وبني شايع الكارثة كبيرة، حيث المنازل المتبقية مهددة بالسقوط فيما جرفت المياه والانهيارات المزارع والماشية، والجميع يواجهون الجوع مالم تصلهم المساعدات الغذائية ويعاد فتح الطريق لتدفق الغذاء واحتياجات الأهالي الأساسية.
لجنة حكومية للطوارئ
حكومة التغيير والبناء شكلت لجنة عليا لمواجهة الطوارئ وأضرار السيول برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، وعضوية وزارات الإدارة والتنمية المحلية والريفية، والشباب والرياضة، المالية، الداخلية، الدفاع، النقل والأشغال العامة، الإعلام، الشؤون الاجتماعية والعمل، الكهرباء الطاقة والمياه، بالإضافة إلى هيئة الزكاة.
على أن تتولى غرفة العمليات المشتركة المتابعة المباشرة لعمليات الإنقاذ والتنسيق بين الجهات في الميدان. وحول أسباب بطء عملية الإنقاذ والإغاثة يوضح العلامة محمد مفتاح النائب الأول لرئيس حكومة الإنقاذ الوطني لـ» الثورة» أن الأمطار استمرت بالهطول على المناطق المنكوبة لمدة 12 ساعة متواصلة وبشكل غزير، وتحركت فرق الإنقاذ في الساعات الأولى، التي اصطدمت بأن الطرق جميعها أضحت مدمرة وغير صالحة للعبور حتى بالنسبة إلى الفرق المحلية.
وأضاف: كانت المفاجأة الأولى أن الطريق الأساسية للوصول إلى المديرية تمرّ عبر وادي سردود، ومنسوب المياه كان مرتفعاً جداً، ولا يمكن اجتيازه بأي شكل مما أعاق الانتقال والوصول إلى الطريق الرئيسية لمديرية ملحان.
تم طلب الإسناد من القوات المسلحة وقوات التعبئة العامة وفرسان الميدان للوصل إلى المناطق المنكوبة بطرقهم الخاصة ومد يد المساعدة إلى المنكوبين، وفي اليوم الثالث بدأت طلائع فرق الدفاع المدني في الوصول إلى أولى المناطق المنكوبة وانتشال الضحايا.
ونوّه مفتاح بالتكاتف الذي أبدته القرى غير المتضررة لإغاثة القرى المتضررة رغم صعوبة الحال للجميع، وقاموا بأولى عمليات الإنقاذ للمصابين وإخراجهم للعلاج، في مديرية هي من أكثر المناطق وعورة في اليمن.
وعود رئاسية بجبر الضرر
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط أكد أن الدولة ستبذل أقصى الجهود لإنقاذ وإغاثة المتضررين من السيول في محافظة المحويت وبقية المحافظات، وأشاد بجهود اللجنة العليا لمواجهة الطوارئ، والفرق الميدانية التابعة للسلطات المحلية التي تقدم خدمات الطوارئ والإنقاذ والمساعدة الطبية للمصابين، وتعمل على استعادة الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة.
ولفت الرئيس المشاطـ، إلى أنه وجه الحكومة وكافة الجهات المعنية بإعطاء الأولوية لسلامة المواطنين واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع المزيد من الضرر والعمل على تقييم كامل لحجم الأضرار ووضع خطة شاملة لإعادة البناء والتعافي من هذه الكارثة.
وعبّر الرئيس عن التعازي لأسر الضحايا جراء ما تشهده البلاد من أمطار غزيرة وسيول مفاجئة وانهيارات صخرية في المحويت والحديدة وحجة.
التحدي القائم
وفي هذا السياق يضيف الأخ غمدان العزكي مدير المديرية لـ»الثورة» أن هذا الاهتمام الرئاسي وجد صدى طيباً لدى أبناء المديرية والذين يعانون ظروفا حياتية صعبة يصعب معها إعادة ما فقدوه، ويشكل أحد ركائز جبر الخواطر للدولة تجاه مديرية ملحان التي عانت عقوداً من الإهمال والتجاهل الحكومي .
مشيراً إلى أن التحدي الحالي يبقى في توفير ظروف إيواء لائقة للعائلات المتضررة حتى يستعيد أبناء المنطقة حياتهم الطبيعية ويتم بناء ما دمرته الأمطار من مساكن وبنى تحتية للعيش .
لافتاً إلى أنه تم نقل العائلات المتضررة في المساجد والمدارس كحل طارئ مع ما يمثله ذلك من ظروف صعبة، ونقل العائلات في المناطق شديدة الخطورة إلى وضع إيواء مؤقت كالمدارس، مع يتطلبه ذلك من توفير الغذاء والدواء، وهو ما يستدعي اهتمام وتكاتف السلطات المحلية بالمحافظة وعلى مستوى الحكومة فالكارثة كبيرة، ووضع المنطقة والسكان يجعلها أكثر صعوبة.
مشهد الكارثة بعد 4 أيام
في اليوم الرابع للكارثة تستمر عمليات الإنقاذ والإغاثة، ويتلخص المشهد، استمرار تقدم معدات الدفاع المدني في فتح الطرقات لوصول المعدات إلى كل المناطق المنكوبة وفتح الطرقات التي انهارت أو قطعتها الانهيارات الأرضية، فيما تستمر الفرق الميدانية المساندة في نقل مواد الإغاثة من غذاء وبطانيات وأدوية ومستلزمات حياة أساسية بوسائل مختلفة وسيراً على الأقدام إلى المناطق المنكوبة والقرى المحاصرة نتيجة انقطاع الطرق ووقوع المناطق المنكوبة عمليا تحت الحصار.
مديريه ملحان تقع غربي محافظه المحويت وإحدى مديرياتها الثمان، تتميز ملحان بطبيعة جبلية بديعة ووعرة وتشكل محمية طبيعية وبيئية، وتضم عدداً من المواقع الأثرية
وتقدر مساحة المديرية ب320 كم مربع، يحدها من الشمال مديرية حفاش ومن الجنوب مديرية الضحي محافظة المحويت ومديرية بني سعد ومن الغرب مديريتا الزيدية والمغلاف محافظة الحديدة وتتكون المديرية من 20 عزلة هي (الروضة، قبلة ملحان، الشجاف، الشمارية، عزلة العصافرة باحش، بني علي، بني مليك، المعازبة، همدان، هباط، العمارية، بدح، جبع، الشماسنة، الشعاب، العسوس، بني وهب، الغزاونة، بني العصيفري) ويقع مركز المديرية في محل بني حجاج عزلة الروضة ويقدر عدد سكان المديرية بموجب تعداد 2004م حوالي (89.224) نسمة، ويعتمد معظم السكان على النشاط الزراعي وتربية الثروة الحيوانية والنحل.