القدرات العسكرية اليمنية تُحرج الصناعات والتكنولوجيا الغربية
سفير واشنطن في اليابان: البحرية الأمريكية تنهار ونحتاج للاستعانة بحلفائنا
الثورة / متابعات
النجاحات المتواصلة التي حققتها قواتنا المسلحة اليمنية في إحكام حصارها البحري على كيان الاحتلال الصهيوني، انعكاس لمدى التطور للقدرات العسكرية اليمنية بالتزامن مع إرسال واشنطن قطعاً بحرية جديدة إلى المنطقة، خرج المسؤولون الأمريكيون والصحافة في واشنطن بتصريحات عبروا فيها عن فشل كل الأسلحة أمام اليمن، وأن التعزيزات الأمريكية لن تمثل سوى مزيد من الخسائر المعنوية والمادية، فالتجارب أثبتت عجز الدفاعات الجوية في إسقاط التهديدات اليمنية حتى أسلحة الليزر لن تجدي فالمهمة محفوفة بالمخاطر، أما استبدال البارجات وحاملات الطائرات، فهو دليل فشل يعززه الإقرار الأمريكي بأن انتاج السفن الحربية يمر بأسوأ حالاته منذ 25 عاما، ويزيد من المخاطر قدرة اليمن على تحديث وتطوير تقنياته العسكرية.
البحرية الأمريكية تنهار
وقال السفير الأمريكي لدى اليابان رام إيمانويل، إن البحرية الأمريكية “تنهار” ولم تعد قادرة على أداء مهامها بالشكل المطلوب بسبب تدهور عمليات الإنتاج والصيانة والإصلاح للقطع الحربية، وتمديد انتشارها، معتبراً أن الحل هو أن تستعين الولايات المتحدة بحلفائها في اليابان وكوريا الجنوبية لمساعدتها على تجاوز هذا الوضع.
وفي مقال كتبه لصحيفة “واشنطن بوست” نشر أمس الأول، تحت عنوان “البحرية تنهار، ونحن بحاجة إلى مساعدة حلفائنا لإصلاح سفننا” قال إيمانويل إنه “منذ أزمة مضيق تايوان عام 1996م، نمت قوة الصين الاقتصادية والعسكرية، وهي الآن تمتلك أكبر قوة بحرية في العالم وأكبر صناعة لبناء السفن في العالم، وهي تستعرض عضلاتها”، مشيراً إلى أنه “في الوقت نفسه، وعلى مدى الفترة نفسها، أدت التأخيرات المزمنة في الصيانة والإصلاح، وتجاوز التكاليف، والرحلات البحرية الممتدة، وتراكم أعمال البناء، إلى ضمور الأسطول الأمريكي وكسر القاعدة الصناعية البحرية”.
واعتبر إيمانويل أن “التحدي شديد”، مشيراً إلى أنه “على سبيل المثال، في الآونة الأخيرة، أمضت السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس بوكسر عامين خارج الخدمة لإجراء إصلاحات بتكلفة 200 مليون دولار، فقط لتواجه بعد ذلك مشاكل هندسية مستمرة (ومكلفة)، وقد جعلت الإصلاحات الضرورية السفينة بوكسر و1200 من مشاة البحرية غير قادرين على مساعدة سفينة شقيقة هي، يو إس إس باتان، التي كانت تحمي السفن من هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار الحوثية قبالة سواحل اليمن”.
وأضاف أن “الانتشار الموسع دفع سفينة باتان وطاقمها إلى أقصى حدود طاقتهم، فقد أمضت باتان وطاقمها الذي يزيد عدده على 1200 فرد ثمانية أشهر في البحر، سواء في مضيق هرمز أو في وقت لاحق في البحر الأحمر”.
استبدال القطع البحرية مؤشر ضعف
وقبل أيام ذكرت مجلَّةُ “ناشيونال انترست” الأمريكية أن اضطرارَ البحرية الأمريكية لاستبدال حاملتَي الطائرات (آيزنهاور) وَ(روزفلت) على التوالي، يكشفُ حالةَ الاستنزاف التي تواجهُها الولاياتُ المتحدةُ في القدرات البحرية، ويسلِّطُ الضوءَ على عدم وجود ما يكفي من هذه السفن الحربية، لمواجهة كُـلّ التهديدات، مشيرة إلى أن تمديدَ نشر حاملات الطائرات كما حدث مع (آيزنهاور) يؤدِّي إلى تكاليفَ باهظة للصيانة.
وقالت المجلةُ في تقرير: إن “حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس أبراهام لينكولن) تتجه من المحيط الهادئ إلى البحر الأحمر، حَيثُ ستحل محل حاملة الطائرات الشقيقة لها (يو إس إس ثيودور روزفلت) والتي وصلت قبل أسابيعَ قليلة إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس، لتحل محل حاملة الطائرات (يو إس إس دوايت دي آيزنهاور)”.
وأضافت أن “تناوُبَ حاملات الطائرات يسلط الضوء على مدى استنزاف الولايات المتحدة في الوقت الحالي، فقد شهدت حاملةُ الطائرات (آيزنهاور) تمديدَ فترة انتشارها مرتَين، وتم اتِّخاذُ القرار بإرسال حاملة الطائرات (ثيودور روزفلت) إلى المنطقة لمنع تمديدها للمرة الثالثة”.
وقالت: إن “نشرَ حاملة الطائرات (روزفلت) في الشرق الأوسط كشف عن نقطة ضعف في البحرية الأمريكية، وهي عدم وجود عددٍ كافٍ من السفن الحربية وحاملات الطائرات، وقد أَدَّى تمديدُ نشر الحاملة (آيزنهاور) عدة مرات لضغوط شديدة”.
وأكّـدت أن “مدى استنزاف أُسطول حاملات الطائرات التابع للبحرية الأمريكية لم يتضح إلا مع اضطرار الخدمة البحرية إلى التعامل مع تهديدات متعددة في نفس الوقت؛ فحتى مع عودة حاملة الطائرات (آيزنهاور) إلى الوطن من البحر الأحمر، ستظل حاملة الطائرات (روزفلت) في المنطقة لبضعة أسابيعَ أُخرى، في حين ستعمل حاملة الطائرات (لنكولن) كحَلٍّ مؤقَّتٍ، فبالرغم من أنها تديرُ إحدى عشرة حاملة طائرات، فَــإنَّه من النادر أن تزيدَ حاملات الطائرات المنتشرة في البحر عن خمس أَو ست في وقت واحد”.
ومن الجدير ذكره، أنّ حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت” وصلت في 12 يوليو الفائت إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس الأميركي في البحر الأحمر، بعد مغادرة حاملة الطائرات “آيزنهاور” ومجموعتها.
وأتى وصول هذه المجموعة عقب مغادرة المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “داويت آيزنهاور” البحر الأحمر في 22 يونيو الماضي، بعد مرور 7 أشهر على نشرها في المنطقة وجاء انسحاب “آيزنهاور” بعد تعرّضها لعدّة هجمات عبر الصواريخ والمسيّرات من قبل القوات المسلحة اليمنية.
وفي الأسبوع الأول من أغسطس الجاري، أعلنت الولاياتُ المتحدة، عدمَ وجود أية قطعة حربية لها في سواحل البحر الأحمر، وذلك إثر استمرار الحظر اليمني المفروض على الملاحة الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية.
وأقرت نائبة المتحدثة الرسمية باسم البنتاجون “سابرينا سينغ” ، بخلو البحر الأحمر من أية سفن حربية أمريكية، للمرة الأولى منذ أُكتوبر 2023م ، وبحسب مواقعَ متخصصة في تتبع حركة السفن، فقد أظهرت البيانات انعدام تام لحركة السفن الأمريكية والبريطانية وكذا انعدام حركة السفن الإسرائيلية أَو المرتبطة بالكيان الصهيوني، على امتداد البحرَينِ الأحمر والعربي وخليج عدن؛ بسَببِ العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية؛ دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني.
دفاع مكلف وهزيمة رخيصة
وتواصلت الاعترافات الأمريكية بقوة اليمن العسكرية مؤكدة أن التقنيات الغربية المتطورة فشلت في مواجهة الجبهة اليمنية المساندة لغزة، حيث ذكرت “مجلة جاكوبين- jacobin “ أن التقنيات العسكرية الغربية المتطورة أثبتت فشلاً واضحاً في الحرب غير المتكافئة، وإن المواجهة مع الجيش اليمني في البحر الأحمر أظهرت ذلك.
وتحت عنوان “عدم كفاءة سادة الحرب” نشرت المجلة، الأحد الماضي، تقريراً جاء فيه أن “شركات الدفاع الغربية العملاقة تتباهى بالتكنولوجيا المتطورة، لكن أنظمتها المتطورة غالباً ما تفشل في الحرب غير المتكافئة، بدءاً من أنظمة الدفاع الصاروخي المعيبة إلى حاملات الطائرات باهظة الثمن، والشيء الوحيد الذي يعمل باستمرار هو آلة الربح”.
وذكر التقرير أنه “عندما بدأت الحركة السياسية والعسكرية اليمنية (أنصار الله) في إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ على السفن التجارية في مضيق باب المندب، تضامناً مع غزة، وبدلاً من معالجة الأهداف المعلنة للحوثيين، رد الغرب بالقوة المسلحة”.
وأضاف أنه “بعد ثمانية أشهر من أعنف المعارك البحرية التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، أصبحت الحقيقة غير المقصودة وراء التهويل الأمريكي الفارغ أكثر وضوحاً مما كان مؤلفوه يقصدون على الإطلاق”.
وأشار إلى أنه “في يونيو، انسحبت حاملة الطائرات (يو إس إس دوايت دي أيزنهاور) وهي مثال بارز للقوة الصلبة الأمريكية، من مياه البحر الأحمر المتاخمة لليمن، وظهرت تقارير متضاربة حول ما إذا كان الجيش اليمني قد نجح بالفعل في ضرب السفينة وإتلافها، أو ما إذا كانت السفينة قد استنفدت ببساطة صواريخها الاعتراضية في مواجهة وابل الطائرات بدون طيار التي أطلقها الجيش اليمني”.
واعتبر أنه “بغض النظر عن السبب الدقيق، فقد أظهر الموقف أن نشر أقوى بحرية في التاريخ ــ وربما خسارة أقوى سفنها ــ كان أكثر تكلفة بشكل كبير، من الناحية المالية البحتة، من التكلفة التي قد يتحملها خصومها في حالة الهجوم”.
واعتبر التقرير أن “انتشار الأسلحة الرخيصة والفعّالة من حيث التكلفة بين خصوم الغرب غير المتكافئين، أدى إلى إضعاف قوة أنظمة الأسلحة التقليدية بشكل كبير، والتصرف العقلاني الذي ينبغي لنا أن نفعله هو قبول هذا وإعادة توجيه هذه المئات من المليارات من الدولارات المهدرة إلى البرامج الاجتماعية والبنية الأساسية، إن أي شيء تقريباً سيكون أكثر قابلية للدفاع عنه من الوضع الراهن”.
حتى أسلحة الليزر لا يمكنها هزيمة أسلحة اليمن
بعد إقرار الولايات المتحدة بعجزها التام أمام أسلحة اليمن، بدأت بالبحث عن أسلحة خارج المألوف للتغلب على أسلحة اليمن، فقد أوضحت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية في تقرير لها، الأحد الماضي، أن أسلحة الليزر التي يتم الترويج لها كبديل لتخفيف تكلفة الصواريخ الدفاعية باهظة الثمن التي تستخدمها البحرية لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية في البحر الأحمر، لن تكون في الحقيقة بديلاً فعالاً أو حتى متاحاً في الوقت الحالي أو في المستقبل القريب، لأنها تتطلب طاقة كهربائية عالية لا يمكن توفيرها على متن السفن الحربية، كما أن مداها محدود جداً، وحتى يتم إدخالها مستقبلاً فستكون ضمن الطبقات الدفاعية الموجودة …
… الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن بالصواريخ والطائرات بدون طيار، فهل تستطيع البحرية الأمريكية استخدام الليزر للدفاع عن نفسها؟”.
وأوضحت أن “أسلحة الليزر التي يتم الترويج لها كبدائل فعالة من حيث التكلفة، تعتبر في مرحلة التطوير ولكنها تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك متطلبات الطاقة العالية والمدى المحدود”.
وأشار التقرير إلى أن “أنظمة الليزر الحالية، مثل نظام الدفاع الليزري الطبقي من إنتاج شركة لوكهيد مارتن ونظام دراجون فاير من إنتاج المملكة المتحدة، تعتبر واعدة ولكنها غير قادرة بعد على استبدال أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية”.
عجز أمريكي عن تحديث أسطوله البحري
وكشفت المعركة البحرية عن العجز الأمريكي عن ابتكار أو تطوير أسلحته البحرية، واكتفى بالمبادلة بين القطع البحرية، وهو ما سهل للجيش اليمني الوصول لأغلب القطع البحرية الأمريكية واستهدافها.
وفي هذا الجانب ذكرت وكالة The Associated Press أن البحرية الأمريكية تواجه تحديات في بناء سفن حربية منخفضة التكلفة تتضمن قدرة على إسقاط صواريخ “الحوثيين” في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن إنتاج السفن الحربية في الولايات المتحدة يمر بأسوأ حالاته منذ 25 عاما حيث تعتمد قدرة البحرية الأمريكية على بناء سفن حربية منخفضة التكلفة في البحر الأحمر على مجموعة عمال يبلغون من العمر 25 عامًا كانوا يصنعون في السابق قطع غيار لشاحنات القمامة.
وذكر تقرير وكالة The Associated Press أن ” نقص العمالة يعد أحد التحديات التي لا تعد ولا تحصى والتي أدت إلى تراكم إنتاج السفن وصيانتها في وقت تواجه فيه البحرية تهديدات عالمية متزايدة، وإلى جانب الأولويات الدفاعية المتغيرة، وتغييرات التصميم في اللحظة الأخيرة، وتجاوز التكاليف، فقد جاءت الولايات المتحدة خلف الصين في عدد السفن المتاحة لها والفجوة آخذة في الاتساع”.
وقال المحلل المخضرم في مكتب الميزانية بالكونجرس إريك لابز إن ” بناء السفن الحربية يمر بحالة رهيبة وهي الأسوأ منذ ربع قرن ولا أرى طريقة وسهلة للخروج من ذلك واشعر بقلق كبير”.
وأضاف ان ” شركة مارينت مارينز ابرمت عقدا لبناء ست فرقاطات ذات صواريخ موجهة وهي أحدث السفن الحربية السطحية التابعة للبحرية الأمريكية مع خيارات لبناء أربع فرقاطات أخرى، لكن لم يوجد لديها من العمال ما يكفي لإنتاج فرقاطة واحدة فقط سنويًا”.
وأوضح التقرير أن ” إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجهها الصناعة هي النضال من أجل توظيف العمال والاحتفاظ بهم للقيام بالعمل الصعب المتمثل في بناء سفن جديدة ومع تقاعد العمال القدامى فهم يأخذون معهم عقودًا من الخبرة”.
وأشار التقرير إلى أن ” الكثير من اللوم عن المشاكل الحالية التي تواجه بناء السفن في الولايات المتحدة يقع على عاتق البحرية، التي تغير المتطلبات بشكل متكرر، وتطلب ترقيات وتعديل التصميمات بعد أن بدأت شركات بناء السفن في البناء، ويظهر ذلك في تجاوز التكاليف والتحديات التكنولوجية ؛ والتقاعد المبكر لبعض السفن القتالية الساحلية المدرعة بشكل خفيف التابعة للبحرية، والتي كانت عرضة للانهيار.