إمعان في الإجرام وتمادٍ مكشوف وواضح ودعم أمريكي مساند بلا خجل وتجرد من كل معاني الرحمة والإنسانية وشعوب عربية وإسلامية لم تحرك ساكناً وكأنها ليست معنية بالتحرك والدفاع عن كرامة ومقدسات الأمة وتكالب غير مسبوق في الاستهداف والتنكيل باخوتنا الفلسطينيين وكل ذلك يعتبر بمثابة مبرر شرعي للاستنهاض والمواجهة لأعداء هذه الأمة ويا ليت قومي يعلمون، فكم من المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني وسقوط للآلاف من الضحايا والجرحى وتدمير شامل، واستهداف ممنهج يطال أولاد رئيس حركة حماس الدكتور إسماعيل هنية في عملية اغتيال سافرة في شهر شوال الماضي، ليصل الأمر بالأعداء إلى التمادي في عملية اغتيال سافرة وجبانة تستهدف شخص الدكتور إسماعيل هنية، ليسقط مع مرافقيه شهيدً في داخل مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الخلف للرئيس إبراهيم رئيسي الذي استشهد مع وزير خارجيته في حادثة غامضة وأليمة، ولقائه في الليلة التي سبقت عملية اغتياله بالسيد علي الخامنئي .
بمعنى أن العدو يتربص ويتمادى وكأن لسان حاله يقول ها نحن نسرح ونمرح في الساحة فماذا أنتم فاعلون؟ ولطالما أنتم أمة متفرقة ومتباينة في الرأي والهدف والموقف فلا ضير ولا خوف ولا وجل والله المستعان .
إن مظلومية غزة لوحدها كفيلة بأن تستنهض أمتنا العربية والإسلامية ليكون لها الموقف المشرف في مواجهة الأعداء وبتر واستئصال الصلف الصهيوني وكذا كسر هيبة الأمريكي وزوالهم وتخليص الأمة من شرهم .
إن المرحلة الراهنة تستدعي أن يكون هناك اعتصام وتعاون مشترك ووحدة هدف وسداد في الرأي والموقف والاستفادة من المشروع القرآني العظيم الذي قدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وكذا المضي على المنهجية القرآنية التي يتحرك بها السيد -القائد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي- حفظه الله ورعاه، بين أوساط أبناء الأمة لعلهم يفقهون ويعون حجم الهجمة الشرسة التي يقودها أئمة الكفر بقيادة اللوبي الصهيوني العالمي لينأى الناس بأنفسهم من شبح الاضطهاد والاستعباد ويعيش الناس أحرارا لا عبيدً تحت رحمة الأمريكي، كما هو حال أغلب الزعامات العربية والإسلامية للأسف.
إن ما اقترفه العدو الأمريكي والإسرائيلي من جرائم إبادة في غزة وما رافقتها من مؤامرات ومكايد واغتيالات كفيلة بل مؤشر لنهايته وسقوطه المدوي بمعنى أنه لا بد من الاستمرار وتكاتف الجهود بين دول محور المقاومة لتوجيه دعوة صادقة وجادة لبقية شعوب الأمة للتحرك المسؤول في الاستنهاض وتوجيه ضربات مسددة تعصف بدول الاستكبار وتضرب بيدٍ من حديد لا ترحم الظالم العنيد الذي حكم على نفسه بالزوال، فذلك أقل واجب يمكن القيام به للخلاص من هذا الداء الذي أثقل كاهل الأمة ونغص عيشها وأمعن في استهداف قوتها ومقدراتها وطال الملايين من أبنائها ومعركة اليوم تعد هي الفرصة الأخيرة والسانحة والمهيأة وضياع الفرصة غصة .. وما ذلك على الله بعزيز ..الرحمة والخلود لشهدائنا العظماء.