كان واضحا – من خلال حفلة التصفيق الهزلية، التي كان بطلها السفاح، ومسرحها الكونغرس الأمريكي – أن المجرم نتنياهو، نال كل ما تمنى من الدعم والتشجيع والرعاية الرسمية والضوء الأخضر، لمواصلة جرائمه ومذابحه دون خطوط حمراء أو قيود.
-دائما ما كان الدم الفلسطيني والعربي، جسور عبور للساسة الأمريكيين لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم الانتخابية، وما إن تبدأ حُمّى الانتخابات الرئاسية في بلاد (الديمقراطية والحريات)، حتى يتسابق مرشحو حزبي ” الفيل والحمار” لاستقطاب وإرضاء اللوبي الصهيوني في الداخل الأمريكي، ومغازلة الأصوات الصهيونية من خلال إعطاء القتلة في “تل أبيب” المزيد من الصلاحيات والدعم والإسناد لعمليات القتل والإبادة في الأراضي المحتلة، ومنحهم حق انتهاك سيادة البلدان، وحرمات الدماء والأعراض، في أي مكان يشاؤون مع طمأنتهم أنهم سيظلون في مأمن من العدالة والقصاص، وحتى من ردود الفعل الطبيعية لجرائمهم وانتهاكاتهم السافرة.
-عاد نتنياهو من واشنطن، بكل ما يريد ويحتاج لتنفيذ نزعاته الشريرة، وإشباع تعطشه لسفك الدماء وتدمير الحياة، فراح ككلب مسعور، يهاجم بجنون في كل مكان، فارتكب – وبدعم عسكري وسياسي أمريكي وخلال ساعات فقط – جرائم وحشية في ثلاث دول، فقتل عشرات الأبرياء في عملية إجرامية في وسط حي سكني بالعاصمة اللبنانية بيروت، وأخرى غادرة وأكثر دموية في العراق، ليتوج وحشيته باغتيال قائد سياسي فلسطيني على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو الشهيد القائد المجاهد/ اسماعيل هنية – رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي حل ضيفا مكرما في طهران، لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب، في جريمة وحشية تضاف إلى قائمة لا تنتهي من المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، والمستمرة منذ ما يزيد عن ثلاثمائة يوم، وما يزال القاتل الموتور لا يرتوي ولا يشبع من دماء أطفال ونساء فلسطين التي يهرقها على مدار الساعة والدقيقة.
– زعمت وسائل إعلام أمريكية وعالمية – نقلا عن مسؤولين أمريكيين – أن بايدن وإدارته الديمقراطية، مستاءة من تصرفات نتنياهو التي “لم يبلغ عنها واشنطن ” مسبقا، منذ عودته منها وأنها أبلغته، أن أي مغامرة صهيونية قادمة لن يكون للبيت الأبيض دور فيها، وسيجد نفسه يحارب بعيدا عن دعم وتبني الراعي الرسمي، وكأن بايدن وطاقمه ونوابه قد غاب عنهم أن المجرم، كان قد حصل على دعم مسبق وموافقة وتأييد علني، لكل جرائمه السابقة واللاحقة، وما كان له أبدا أن يتصرف من تلقاء نفسه، وما لبث الأمريكي كثيرا، حتى طفق يرسل المزيد من أسراب طائراته الحربية ومدمراته وبوارجه إلى المنطقة لحماية “إسرائيل”، والذود عن حياضها وحمايتها، من أي هجوم محتمل من دول محور المقاومة، ردا على حماقات المراهق المدلل وجرائمه العابرة للحدود، ولكل الأعراف والمنطق والمبادئ الإنسانية سعيا لتعويض فشله وإخفاقاته وعجزه المهين، أمام قوة الحق الفلسطيني، وشجاعة مقاومته الباسلة قليلة العدد والعدة، ولأجل إطالة عمره في دهاليز السياسة الصهيونية “النتنة”.