الثورة / وكالات
توافد أمس الجمعة عشرات آلاف المصلين إلى مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في مراسم تشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بعد صلاة الجمعة.
وأمَّ عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، آلاف المصلين على الشهيد ومرافقه الشهيد وسيم أبو شعبان، في أكبر مساجد قطر، بحضور شعبي كبير وعدد من قادة حماس والفصائل إلى جانب الحضور القطري الرسمي من أمير قطر ورئيس الوزراء وغيرهم من المسؤولين.
وتحدث رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل عن الشهيد، مشيرًا إلى أنه “لم يخرج من غزة إلا ليناضل من أجل القضية الفلسطينية”.
وقال خالد مشعل، رئيس “حماس” في الخارج، في كلمة، إن هنية “عاش وسط شعبه في مخيم الشاطئ بمدينة غزة يتلمس آلام شعبه ويشاركه أفراحه”.
وأضاف مشعل أن هنية “خدم قضيته وشعبه والقدس. خدمها مجاهدا وداعية حافظاً للقرآن الكريم وخدم القضية رئيسا للوزراء، وكان وسط شعبه لا يتخلف عنهم”.
وشدد على أن هنية “لم يخرج من غزة إلا ليناضل من أجل قضيته على مدى العالم”.
وشارك في أداء صلاة الجنازة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية ومسؤولون آخرون ووفود رسمية من تركيا وغيرها من الدول وقيادات الفصائل الفلسطينية ورؤساء هيئات ومنظمات.
كما شارك في الجنازة مسؤولون بارزون من دول عدة في التشييع، من بينهم النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وشارك إلى جانب عدد من قادة حركة حماس، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، إضافة إلى ممثلين عن حركة فتح برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول.
وأغلقت بعض الشوارع الرئيسية والفرعية في الدوحة أمام حركة المرور مع اتخاذ الشرطة تدابير أمنية شديدة، خصوصاً في جامع محمد بن عبد الوهاب ومحيطه.
كما شهد محيط الجامع حضوراً كبيراً لصحافيين من وسائل إعلام محلية ودولية لتغطية مراسم التشييع.
وعقب الصلاة حمل نعش الشهيد لنقله مع مرافقه إلى مثواهما الأخير في لوسيل.
وعبر قطريون بما فيهم الإعلام الرسمي عن فخرهم بأن يضم ثرى قطر جثمان الشهيد إسماعيل هنية.
وقال تلفزيون قطر الرسمي: “قطر ستحتضن من هذا اليوم قطعة طاهرة من فلسطين”.
وفي خطبة الجمعة استعرض الخطيب، فضل الشهيد ومكانة الشهادة في الإسلام.
ودعا خطيب الجمعة بالرحمة لإسماعيل هنية، وبأن يتقبله “شهيدا”.
ومنذ وقت مبكر جرت الاستعدادات في الدوحة لتشييع جثمان هنية بحضور شعبي ورسمي، قبل أن يوارى الثرى.
والخميس وصل جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى الدوحة قادما من إيران.
واتخذت السلطات القطرية تدابير مشددة لتأمين مراسم تشييع هنية. وتشكلت طوابير طويلة في مطار حمد الدولي بالعاصمة الدوحة منذ ساعات الليل لحضور مراسم التشييع.
وبالتزامن مع الصلاة على هنية في الدوحة أقيمت عليه صلاة الغائب في أرجاء العالم.
ففي إندونيسيا -أكبر دول العالم الإسلامي سكانا- أقيمت صلاة الغائب على روح الشهيد إسماعيل هنية وعلى أرواح شهداء غزة وكل مدن فلسطين، في مختلف المدن والمساجد.
وفي ماليزيا شارك رئيس الوزراء أنور إبراهيم في صلاة الغائب التي أقيمت في المسجد الوطني في كوالالمبور، في حين وجهت الحكومة الأئمة بإقامة صلاة الغائب على روح الشهيد إسماعيل هنية وشهداء فلسطين في جميع مساجد البلاد.
وشارك ملايين الباكستانيين في صلاة الغائب على روح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأُديت الصلاة بعد صلاة الجمعة في جميع مساجد وجوامع باكستان، بحسب ما دعا إليه التحالف الحاكم بعد اجتماع خاص عقد مساء أمس الأول الخميس.
وفي تركيا أقيمت صلاة الغائب على هنية في العديد من ولايات البلاد على رأسها إسطنبول وأنقرة عقب صلاة الجمعة بمشاركة عشرات الآلاف.
وتدفق المصلون في وقت مبكر على جامعي الفاتح وآيا صوفيا في إسطنبول لأداء صلاة الغائب على الشهيد هنية ومرافقه.
ونعى الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، من منبر المسجد الأقصى في القدس المحتلة خلال خطبة الجمعة وسط تكبيرات المصلين.
وأقامت مساجد في نابلس، شمالي الضفة الغربية، صلاة الغائب على هنية وكل شهداء فلسطين، عقب صلاة الجمعة. وأطلقت دعوات محلية لإقامة صلاة الغائب على هنية، وعلى الشهيد نائل السخل، أحد أبناء المدينة المُبعدين إلى غزة، والذي أعلن عن استشهاده أمس جراء غارة إسرائيلية قبل أيام على مخيم الشاطئ.
وفي لبنان شارك آلاف اللبنانيين في جنازة رمزية للشهيد هنية وحارسه في العاصمة بيروت.
كذلك شارك مئات الأردنيين بمسيرات في عدة مدن تنديدا باغتيال إسماعيل هنية وتضامنا مع قطاع غزة. وشهدت العاصمة الإيرانية الخميس مراسم تشييع لرئيس المكتب السياسي لحماس بحضورٍ رسمي وشعبي، وذلك غداة اغتياله في مقر إقامته في طهران.