يافا وما بعد (تل أبيب)

عبدالفتاح علي البنوس

 

 

شكلت عملية استهداف (تل أبيب ) نقطة تحول نوعية فريدة في مسار عملية الدعم والإسناد اليمني لإخواننا في قطاع غزةـ العملية بحد ذاتها تشكل إنجازا عسكريا يمنيا جديدا ـ إنجاز كان ينظر إليه الكثير على أنه بمثابة المستحيلـ سلاح الجو المسير بالقوات المسلحة اليمنيةـ تستهدف أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلةـ التي يطلق عليها كيان العدو الصهيوني اسم تل أبيب والتي يتخذ منها عاصمة لدولته المزعومةـ العملية التي نفذها سلاح الجو المسير اليمنيـ نفذت بواسطة لاعب يمني جديدـ لاعب جوي مسير يحمل اسم ( يافا )ـ المسيرة اليمنية الجديدة بمواصفاتها الفائقة الدقة والتقنيةـ اخترقت بعون الله وتوفيقه نظام الردادات الصهيوني المتطور ـ كما اخترقت كافة المنظومات الاعتراضية الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية لتضرب تل أبيب معلنة تدشين خط جديد للطيران المسير اليمنيـ خط ساخن يحمل من الأهمية ما يجعل الصهيوني بحسابات العقل والمنطق مطالبا بمراجعة حساباتهـ والعودة إلى صوابهـ والمسارعة بإيقاف العدوان على قطاع غزة وإنهاء الحصار المفروض على سكانها.
خط اليمن – يافا الجوي المسير يجعل من يافا المحتلة منطقة غير آمنة هذا أولاـ كما أنه سيجعل منها هدفا أساسيا ومباشرا للقوات المسلحة اليمنيةـ بحسب ما تضمنه بيان القوات المسلحةـ والذي أشار إلى أن يافا المحتلة في مرماهاـ وأنها ستقوم بالتركيز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخليةـ مع التأكيد على الوصول للعمق الصهيونيـ يعني الأمر يحمل من الجدية الشيء الكثيرـ ولم يعد الرد اليمني المساند لإخواننا في قطاع غزة مقتصرا على العمليات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسطـ ولم تعد الهجمات الصاروخية والجوية مقتصرة على أم الرشراشـ بل وصل الأمر إلى يافا ( تل أبيب ) وهو ما يضع الكرة في ملعب قادة هذا الكيان الغاصبـ الذي ما يزال تحت تأثير الصدمة حتى اللحظةـ بعد أن وجد نفسه في مأزق خطيرـ بوصول المسيرات اليمانية إلى عمق كيانهـ وعاصمته المزعومة وهو ما سيخلق حالة من الرعب في أوساط الصهاينة في تلك المدينة التي ظنوا أنها بمأمن عن قوة الردع والتأديب اليمنية المساندة لمظلومية غزة وأهلها .
من بركات (يافا ) اليمانية المسيرة أنها ضربت بعون الله وتأييده وتوفيقه ( يافا ) الفلسطينية المحتلةـ بكل تلكم الدقةـ والفاعلية في التأثير على الهدفـ كما أظهرت مقاطع الفيديو التي عرضت على منصات التواصل الاجتماعي التي وثقت لحظة وصولها واستهدافها للهدف والمشكلة بالنسبة للصهيوني لا تكمن هناـ فيما يخص هذه العملية فحسب؛ ولكنها تمتد إلى ما بعد هذه العملية التي يدرك أنها عملية افتتاحية وهي أشبه بعملية قص شريط افتتاحي لعمليات قادمة على ضوء ما جاء في بيان القوات المسلحة والأمنـ الذي أعقب العملية والذي أشار إلى ذلك بقوله ( إن القوات المسلحة اليمنية وهي تعلن عن هذه العملية النوعية تؤكد امتلاكها بنكا لأهداف في فلسطين المحتلة منها الأهداف العسكرية والأمنية الحساسةُ وستمضي بعون الله تعالى في ضرب تلك الأهداف ردا على مجازر العدو وجرائمه اليومية بحق إخواننا في قطاع غزة)ـ والتي يدرك جيدا أنها ستكون أكثر دقة وتركيزاـ وأبلغ ضررا وأكثر وجعا وإيلاماـ علاوة على الانعكاسات والتأثيرات والتداعيات التي ستخلفها على مختلف الأصعدة وفي مختلف المجالاتـ والتي ستزيد من حالة الاحتقان في الشارع الصهيونيـ المنزعج والغاضب من تصرفات حكومة النتن ياهو المعيقة لعملية تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ـ هذه الحكومة الفاشلة المفلسة التي حاولت التغطية على فشلها وهزيمتها بشن عدوانها الغادر على الحديدةـ من باب إظهار القوةـ وعدم الانكسارـ وهي محاولة بائسة ومفضوحةـ فتحت عليها أبواب جهنم .
بالمختصر المفيد، وحدة التصنيع الحربي التابعة للقوات المسلحة اليمنية تعمل على مدار الساعة على صناعة وتطوير الأسلحة اليمنية التي تمثل قوة ردع للأعداءـ ولن تتوقف إنجازاتها النوعية عند الطائرة الهجومية المسيرة ( يافا )ـ فالعقول اليمنية المتسلحة بقوة الإيمانـ وثقافة القرآنـ ماضية في صنع كل ما تقر به أعين اليمنيين وكل المستضعفين على امتداد المعمورةـ وسنسمع ونشاهد تباعا الجديد والجديد في هذا الجانبـ الذي يصل إلى ما بعد يافا ـ وستكون هذه الأسلحة حاضرة بكل قوة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تخوضها قواتنا المسلحة البطلة دعما وإسنادا لإخواننا في قطاع غزةـ ما دام العدوان والحصار مفروضا عليها .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا