الثورة / حمدي دوبلة
يحاول الكيان الصهيوني إلصاق مسؤولية استهداف أطفال مجدل شمس في الجولان السوري المحتل بالمقاومة الإسلامية في لبنان فيما بدأت تتكشف تفاصيل مثيرة تثبت تورط جيش الاحتلال في الجريمة باستهداف ملعب كرة القدم بصاروخ”إسرائيلي” اعتراضي مضاد للصواريخ، وفق ما أكده مسؤولون لحزب الله للأمم المتحدة.
ودعا لبنان أمس إلى تحقيق دولي في الحادثة وسط تأكيدات من قبل محللين وخبراء عسكريين أن الجريمة لا تحمل بصمات حزب الله الذي حرص منذ بدء الحرب على الحدود الشمالية لدولة الاحتلال على ضرب أهداف عسكرية بحتة، بينما سارع وزراء في حكومة الاحتلال إلى المشاركة في مراسيم تشييع الضحايا حيث واجههم الأهالي بهتافات الرفض لوجودهم في البلدة، معبرين عن رفضهم لمحاولة استغلال وتوظيف مأساة القرية لمصلحة الاحتلال ليغادروا مطرودين وفقا لوسائل إعلام عبرية.
وعارض محتجون غاضبون من أهالي بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل مشاركة وزراء صهاينة في جنازة 12 شخصا قضوا جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم وطالبوهم بالرحيل.
وبثت وسائل إعلام عبرية مقاطع فيديو تظهر احتجاج السكان على زيارة الوزراء، بمن فيهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي غادر المنطقة مطرودا.
وهتف أحد سكان مجدل شمس في وجه سموتريتش: “ارحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان”.
وقال آخر: “نريد الهدوء ولم نحصل عليه.. لقد سئمنا وعودكم”، وفق ما أوردته القناة “13” الخاصة.
كما تعرض لأمر مشابه وزراء حزب الليكود بقيادة الإرهابي نتنياهو الذي قطع زيارته الاستعراضية لواشنطن على اثر الحادثة، ومن الوزراء الذين تعرضوا للاهانة في الجولان بحسب الإعلام الصهيوني وزراء حماية البيئة عيديت سيلمان، والاقتصاد نير بركات، والطاقة إيلي كوهين وسمعوا اتهامات صريحة من الاهالي لهم بمحاولة الاستثمار السياسي للمأساة والرقص على دماء أطفالهم.
في سياق متصل، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بأن منتدى السلطات الدرزية بعث برسالة إلى الوزراء الصهاينة طالبهم بعدم حضور الجنازة.
وقال المنتدى في رسالته: “لا تأتوا.. نظرا لحساسية الوضع فإننا نطالب بعدم تحويل المجزرة إلى حدث سياسي.. نطالب بجنازة دينية هادئة حسب العادات الدرزية”.
إلى ذلك نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أمريكي قوله إن “مسؤولين في حزب الله أبلغوا الأمم المتحدة” أن الحادث في مجدل شمس “كان نتيجة سقوط صاروخ إسرائيلي اعتراضي مضاد للصواريخ على ملعب لكرة القدم”. وتحدث المسؤول الأمريكي للموقع عن “قلق إدارة الرئيس جو بايدن البالغ” من أن يؤدي ما حدث إلى “حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله”. وقال المسؤول إنّ “ما حدث اليوم قد يكون المحفّز الذي كنا نشعر بالقلق بشأنه، وحاولنا تجنبه مدة 10 أشهر”.
وفي السياق، أشارت مراسلة شبكة “بي. بي. سي” الإخبارية البريطانية، في منشور لها في موقع “أكس”، إلى أنّ “هناك عدداً من الأسئلة بشأن ما حدث في مجدل شمس، إذ في الوقت الذي ينفي حزب الله مسؤوليته عن الحادث يصر جيش الاحتلال على اتهامه”.
وأضافت المراسلة نفيسة كهنفارد أن “نمط هجمات حزب الله في الأشهر الـ10 الماضية يُظهر أنه كان يركز، بصورة أساسية، على الأهداف العسكرية”، حتى بعد كل هجوم على “أهداف مدنية في الجانب الآخر ، كان يبرر بأن المكان المستهدف يستخدمه الجنود الإسرائيليون”.
وكانت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله – نفت، السبت، نفياً قاطعاً، الادعاءات التي أوردتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية، ومنصات إعلامية متعددة، بشأن استهداف مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
وأكّدت المقاومة الإسلامية، في بيان، أنّ لا علاقة لها بالحادث على الإطلاق، نافيةً نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة في هذا الخصوص.
ومن جهته دعا لبنان أمس الأحد، إلى إجراء “تحقيق دولي” في القصف الذي قتل 12 فتى وفتاة ببلدة في الجولان السوري المحتل محذراً من أن أي هجوم كبير على لبنان قد يُشعل حرباً إقليمية.
ودعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب امس إلى “إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل لمعرفة حقيقة الأمر” في تصريح نقلته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وتضم اللجنة الثلاثية مسؤولين من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، إلى جانب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ودعا بو حبيب إلى “التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701” الصادر عن مجلس الأمن الدولي من الجهتين، وأنهى هذا القرار حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل وينصّ على حصر الانتشار المسلّح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني وقوة اليونيفيل الأممية.
وأشار بو حبيب إلى أن أي “هجوم كبير من قبل إسرائيل على لبنان سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية”.
وتوعد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أمس، “بضربة قوية ” في أعقاب ضربة مجدل شمس، بينما حذرت إيران إسرائيل من أن أي “مغامرات” عسكرية جديدة في لبنان قد تؤدي إلى “عواقب غير متوقعة”.
واستبعد بو حبيب “فرضية أن يكون حزب الله قد نفذ الهجوم على قرية مجدل شمس”، مشيراً إلى أنه “منذ بدء النزاع في الجنوب، لم يستهدف الحزب مواقع مدنية بل عسكرية فقط”.
واحتلّت إسرائيل مرتفعات الجولان في العام 1967 وضمتها في العام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وأعلن حزب الله في بيان امس- في أول عملية له بعد حادثة مجدل شمس- أنه استهدف “تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي قرب الحدود”، رداً على “اعتداءات العدو على القرى الجنوبية”.