الثورة نت../
شهد الحراك النقابي الأمريكي المتضامن مع غزة تصعيد غير مسبوق خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن الأسبوع الماضي ، لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة للكونجرس ولقاء كبار المسئولين الأمريكيين.
وعلى مدى الأشهر العشرة الماضية، قاد نتنياهو حملة وصفها كثيرون بأنها إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. وأمام الكونجرس، دعا الولايات المتحدة إلى “تزويدنا بالأدوات بشكل أسرع، وسننجز المهمة بشكل أسرع”.
ورفض نحو أربعين عضوا ديمقراطيا في الكونجرس حضور الخطاب. وكانت نائبة الرئيس كامالا هاريس غائبة بشكل ملحوظ، حيث حضرت بدلا من ذلك مناسبة سابقة (رغم أنها التقت بشكل منفصل مع نتنياهو في اليوم التالي).
وحضرت النائبة رشيدة طليب، الديمقراطية من ميشيغان، لكنها بدلاً من التصفيق، رفعت لافتة صغيرة كتب عليها “مذنب بالإبادة الجماعية” على أحد الجانبين و”مجرم حرب” على الجانب الآخر.
احتجاجات متزايدة
بموازاة ذل خارج مبنى الكابيتول، احتشد الآلاف من المحتجين في شارع بنسلفانيا حاملين رسالة الحراك القنابي بضرورة وقف حرب الإبادة على غزة.
وقال الصحفي اليساري يوجين بوريير من على خشبة المسرح وهو يخاطب المتظاهرين: “لا توجد إمكانية للنظر إلى هذا الأمر بطريقة مختلفة عن كونه إبادة جماعية مروعة وجريمة حرب. لقد قُتل عشرات الآلاف من المدنيين بسبب نتنياهو”.
وبحسب مجلة (progressive) الأمريكية، أصبحت الاحتجاجات الضخمة ضد الإبادة الجماعية المستمرة في غزة حدثًا متكررًا في العاصمة واشنطن.
وفي يونيو الماضي دعت احتجاجات ” الخط الأحمر ” حول البيت الأبيض الرئيس جو بايدن إلى خفض التمويل لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والضغط من أجل وقف إطلاق النار. هذه المرة، انضمت النقابات العمالية إلى النشطاء تضامنًا.
وفي اكتوبر 2023، مع بدء القتل الجماعي للفلسطينيين في غزة ، قال الرئيس السابق للنقابة الدولية لعمال الموانئ والمستودعات المحلية لاري رايت، “من المهم حقًا أن تخرج النقابات وتعارض هذا العنف الرهيب ضد الفلسطينيين”.
و يوم الأربعاء الماضي، نزل أعضاء اتحاد عمال السيارات، واتحاد عمال البريد الأمريكي، والرابطة الوطنية للتعليم، واتحاد عمال الأبجدية إلى شوارع واشنطن، وانضموا إلى المتظاهرين الذين ينددون بالإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو في غزة.
صعد مارك دياموندستاين من اتحاد عمال البريد الأميركي (APWU) إلى المنصة وانتقد بايدن والحكومة الأميركية بسبب دورهما في قصف إسرائيل لغزة، معلناً أن “البيت الأبيض، بصفته الداعم المالي الرئيسي للآلة العسكرية الإسرائيلية، لديه القدرة على وقف المذبحة”.
كما ندد دياموندشتاين باستمرار الحكومة في “ترويج كذبة مفادها أن انتقاد حكومة (إسرائيل) يعادل بطريقة ما معاداة السامية أو معاداة اليهود”.
تضامن مع الضحايا
أكد براندون مانسيلا، عضو نقابة عمال السيارات المتحدة، أن الصلة بين عمال النقابات الأميركيين والضحايا في غزة ليست مجردة، مذكراً الحشد بأن العديد من زملائه في النقابة في الولايات المتحدة لديهم أقارب هناك.
وقد أوضح مانسيلا سبب اهتمام اتحاد عمال السيارات على وجه الخصوص بهذه القضية الدولية: “إن اتحادنا له تاريخ طويل في معارضة انتهاكات حقوق الإنسان والحروب والصراعات الخارجية. والسبب في ذلك هو أننا متورطون بشكل مباشر. ثم إن أموال دافعي الضرائب لدينا تدفع ثمن الدعم السياسي والأسلحة والموارد العسكرية التي تتعهد بها العديد من الدول التي تنتهك حقوق الإنسان”.
وعلى نحو مماثل، لاحظت القيادية النقابية بارول كول، أنه بعد أشهر من مشاهدة مقاطع الفيديو ورؤية صور لعمليات القتل التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، يبدو أن الأميركيين يعيدون ببطء تعلم أهمية التضامن الدولي.
وقالت كول: “في الولايات المتحدة، غالبًا ما نتلقى هذه الرواية بأن ما يحدث في الخارج لا يتعلق بنا حقًا. ولكن على مدار الأشهر التسعة الماضية، تلقى الناس قدرًا كبيرًا من التعلم حول كيفية تمويل الآلة السياسية للولايات المتحدة للإبادة الجماعية، وبذلك، إهمال احتياجات الناس هنا في الوطن”.
وأضافت “النقابات الأمريكية تريد وقف الحرب على غزة وإنهاء التمويل الأمريكي لها فورا”.