الثورة / متابعة / محمد هاشم
أثارت عملية “يافا” اليمنية في “تل أبيب” حالة من الرعب والخوف في قلوب الصهاينة وصدمة كبيرة لقوات العدو الإسرائيلي، كون طائرة يافا اخترقت وأصابت هدفاً بدقة عالية من مسافة بعيدة المدى، متعددة المهام، وبرأس حربي شديد الانفجار وأنظمة تخف عن الرادارات والدفاعات، مما أرعب الإسرائيليين والأمريكيين على حد سواء، الذي سارع كيان العدو إلى المحافل الدولية ليقدم الشكاوى، متجاهلاً عملياته العسكرية العدوانية في عزة.
والأمر المخيف بالنسبة للعدو ليس أن اليمن تمكن من قصف “تل أبيب”، بل إن هذه الحادثة صدمت المؤسسة الحربية في الكيان، وهذه العملية وصفها مسؤول كبير في جيش الاحتلال بأنها “7 أكتوبر الدفاع الجوي الإسرائيلي” .
ويعيش جيش الكيان حالة من التأهب والاستنفار في الجيش والأسطول الإسرائيلي خوفاً من الرد اليمني القادم على خلفية الهجمات الأخيرة على ميناء الحديدة في اليمن خاصة بعد.
نجاح القوات المسلحة اليمنية في إطلاق المسيّرة إلى وسط “تل أبيب” هو فشل مدوٍ لنظام الدفاع الجوي الصهيوني والذي يمثّل نهاية عصر السماء النظيفة الذي كانت تتغنّى به “إسرائيل” لعدّة سنوات حيث قطعت الطائرة المسيّرة اليمنية مسافة تزيد عن 2200كيلومتر، متجاوزة السفن الحربية الأمريكية قبالة سواحل اليمن وأنظمة الرادار الأمريكية المنتشرة في المنطقة، بالإضافة إلى “القبة الحديدية” وأنظمة الدفاع الجوي في “تل أبيب”، ناهيك عن احتياجها لعدة ساعات للوصول إلى هدفها.
الرد على العدوان الإسرائيلي
السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي توعد أمس الأول في كلمته حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية، بالرد الحتمي على العدوان الصهيوني على اليمن وهو ما يجعل الصهاينة – وفقا لمراقبين – يعيشون المزيد من الخوف والقلق والذعر، مؤكدا أن المزيد من العمليات التي تستهدف “تل أبيب” آت بإذن الله”، مضيفا أن عملياتنا العسكرية ستستمر في البحار وإلى عمق فلسطين بإذن الله تعالى، والاعتداءات على بلدنا لن توقفنا عن التصعيد.
وأكد أن موقف شعبنا اليمني قوي جدا، وهو ثابت عليه لن يتزحزح عنه مهما كانت ردة فعل العدو استعراضية أو مهما نتج عنها وكل ما يحصل من جانب العدو الإسرائيلي سيكون محفزا أكثر على الانتقام ومواصلة نصرة الشعب الفلسطيني وهو الهدف الأساس.
عملية يافا وتأثيراتها
أكد السيد القائد في كلمته حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية، أننا في جبهة الإسناد من اليمن دشنا المرحلة الخامسة من التصعيد بعملية يافا إلى يافا المحتلة نهاية الأسبوع الماضي، موضحا أن العدو اندهش من عملية يافا وصُدم لأهمية الهدف المستهدف وهي “تل أبيب” مركز القرار، والمسافة الكبيرة التي قطعتها الطائرة.
وكشف السيد أن طائرة يافا قطعت مسافة أكثر من 2200 كم مخترقة كل الأسوار والأطواق التي يحتمي بها العدو من قبل حماته ومن يتجندون لدعمه، مؤكدا أن استهداف “تل أبيب” الوكر الذي فيه أهم المنشآت والمراكز، يمثل نقطة حساسة لألم العدو وتكبره وغطرسته.
وأوضح أن عملية يافا أصابت المحتلين بالهلع بخروج الكثير منهم إلى الشوارع لا سيما في الحي الذي وصلت إليه الطائرة، مؤكدا أن طائرة “يافا” يمنية الصنع تميزت بقدرتها على قطع المسافة الكبيرة واختراق أنظمة الحماية المتطورة وقوة التدمير والتفجير التي هزت الحي بأكمله.
فشل ” نتنياهو” في ردع الجيش اليمني
وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد أكدت أن “نتنياهو” أمام خيار صعب، إما أن يستسلم لمطالب “الحوثيين”، مما قد ينقذ الأرواح على المدى القصير ولكن سيعرض “إسرائيل” لخطر أكبر على المدى الطويل، مضيفة أن الخيار الثاني أن يتخذ نتنياهو إجراء حاسما ويشن هجوما “وقائيا” ضد “الحوثيين”، مع المخاطرة بتصعيد الوضع إلى حرب شاملة.
وسائل الإعلام العبرية، أكدت أن هناك حالة من التأهب والاستنفار في الجيش والأسطول “الإسرائيلي” على خلفية الهجمات الأخيرة على ميناء الحديدة في اليمن.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” بأن سلاح الجو الإسرائيلي دخل في حالة استنفار عال، خوفًا من رد فعل من قبل القوات اليمنية. كما رفعت البحرية “الإسرائيلية” درجة التأهب في منطقة إيلات على البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة تأكيدات لمسؤول سياسي صهيوني بأن المواجهة مع “الحوثيين” في اليمن ستكون طويلة الأمد.
إلى ذلك علق الباحث في ما يسمى بمعهد دراسات الأمن القومي الصهيوني داني سيترينوفيتش، على الهجوم الذي نفذته العدو الصهيوني ضد ميناء الحديدة في اليمن.. واصفًا إياه “بالمهم والمثير للإعجاب”.
وشكّك سيترينوفينش – بحسب ما نقلته وسائل إعلام العدو الصهيوني – في إمكانية مساهمة هذه العملية في إحداث تغيير على التحديات الاستراتيجية التي تواجه “إسرائيل” منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال: “لقد حققت هذه العملية الضرورية بالنسبة “لإسرائيل” هدفها من الناحية العملياتية؛ إلا أن تهديدات “أنصار الله” بعدها تدل على أنها ستشجعهم للاستمرار ولزيادة عملياتهم ضد “إسرائيل”.
واستدل بذلك على قدرة “أنصار الله” في الحفاظ على قدرتهم على العمل تحت الضربات التي وجهها لهم ما أسماه “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا وما لديهم من سلاح يكفي لاستهداف “إسرائيل”.
وأضاف: “التهديدات المتبادلة تدل على أن العملية “الإسرائيلية” لن تكون الأخيرة وستضطر للرد على عمليات “أنصار الله”، وهو ما يزيد من احتمالات الدخول في معركة إقليمية خصوصًا في ظل استمرار ضربات الفصائل العراقية وحزب الله.
ونوه سيترينوفينش بضرورة التوصل لوقف إطلاق النار باعتباره حاجة ضرورية لمنع معركة إقليمية، لا سيما أن العمليات التي قامت بها “إسرائيل” في إيران وعمق لبنان وفي اليمن مهما كانت مهمة لم تنجح في فصل العلاقة بين المحور وحماس، وشكّك في أن هذه الحقيقة ستتغير في المستقبل.
واختتم الباحث الصهيوني قائلًا: إذا أرادت “إسرائيل” إنهاء الحرب وتجنب معركة إقليمية فإن وقف إطلاق النار في غزة هو الطريق الوحيد.