هكذا لخص أكاديميون وخبراء دوليون قاموا بدراسة وضعية اليمن واحتياجاتها الراهنة: اليمن تحتاج دعم جهود تنمية المجتمعات الريفية باعتبارها الركيزة الأساسية لحل المشكلات الإنسانية التي يعانيها اليمنيون في الوقت الراهن.
من هنا تبدأ التنمية في اليمن والحديث عنها يجب أن ينطلق من الأرياف التي تعد من أكثر مناطق الفقر في اليمن في حين أنها تستوعب 70% من السكان.
تعلق أمة العليم السوسوة في هذا الخصوص بالقول: “علينا أن نبدأ من هذه المناطق حتى لو كان لدينا حالات عنف فاليمن يعاني من حالات مختلفة من الفقر والعنف وعلينا أن نتعامل مع المشكلات في تلك المناطق من خلال ربط العمل الإنساني بالتنمية المستدامة وإلا سنبقي هذه الفئات في دائرة الاحتياج من دون أن نوفر فرصا لهؤلاء في إيجاد حلول تساعدهم على الخروج من أوضاعهم الحرجة”.
واضافت السوسوة – خلال عرضها لتجربتها الثرية في المجالين العلمي والعملي على مسرح “تيدكس تعز” – “أن ما ينبغي علينا عمله هو أن نمد لهؤلاء يد العون إلى حين يكون لديهم القدرة على الإنتاج”.
وتحدثت عن معاناة النساء في المناطق الريفية لجلب المياه من مناطق بعيدة فضلا عن قيامهم برعاية الأبناء وإعداد الطعام والتعاون مع الزوج في العمل سواء في الحقول أو في الصناعات الحرفية اليدوية الهادفة إلى زيادة الدخل مشيرة إلى أن أبرز معاناة المرأة اليمنية الريفية تتمثل بانعدام الخدمات وفي المقدمة الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.
مستقبل
بحسب المديرة التنفيذية لجهاز استيعاب التمويلات الخارجية والخبيرة الأممية السابقة فإن التنمية البشرية هي ما تحتاجه اليمن للنهوض التنموي وتحديد ملامح المستقبل في حين أن دعم الجهود الإنسانية كما ترى السوسوة ” ربما يكون له صدى أفضل في المستقبل في حال غادر اليمنيون هذه الأزمة ما يعني أن ثمة حاجة كبيرة وماسة للتنمية والاستثمار في المناطق الريفية.
ويرى مختصون أن الأجواء الأمنية المستقرة لا يمكن أن تتحقق ما لم يتم دعم جهود التنمية وتشير أمة العليم إلى ضرورة أن تكون التنمية في المناطق الريفية في رأس أولويات المنظمات التنموية الدولية للخروج من هذه الدائرة.
وتضيف: “لا حلول سهلة للمشكلات في المناطق الريفية اليمنية والحلول الجديدة التي يجب أن نصل إليها هو التمويل والاستثمار والذي يمكن أن يعطي اليمنيين فرصا لتحسين أوضاعهم في المستقبل كما أن من شأن هذا الدور القضاء نهائيا على ظاهرة الإرهاب.
رؤى متنوعة
يعتبر الدكتور عادل محمد باحميد – مدير مؤسسة العون للتنمية وأستاذ أكاديمي بجامعة حضرموت للعلوم – التنمية البشرية المدخل الصحيح لأي مجتمع كي يلöج بواباتö التنميةö الحقيقيةö نحو نهضة شاملة تحقق الرفاهية والعيش الكريم لأبنائه.
ويقول: خلال الفترة الماضية شاعت في مجتمعöنا ثقافة التنميةö البشرية واتسع الاهتمام بها فلم يعد حöكرا على القطاعö العام بل أدرك القطاع الخاص أهميتها ومردود ذلك على عائداتöه وأرباحöه.
ويرى أن أبعد من ذلك أدرك الفرد في المجتمع هذه الأهمية المتناميةö لهذا النوعö من التنميةö الذي يضمن له المنافسة بل والبقاء في عالم تحتدم فيها المنافسة والاستقطاب للعناصرö الأكثرö قدرة ومعرفة ومهارة ما يجعل حظوظها وفرص نجاحöها في الحياةö أكبر من غيرها.