المتاحف المتخصصة ..بوابة رائعة للمعرفة

اعداد:محمد ابوهيثم
خلال الأسابيع الماضية تمت في بلادنا إعادة افتتاح المتحف الوطني ومتحف الموروث الشعبي بعد إغلاق استمر لبعض سنوات نتيجة للظروف التي مر بها البلد.
لقد كان الافتتاح بشرى للجمهور ظل ينتظرها بكل شوق للطواف في أروقة المتحفين والاطلاع على عروضهما الجميلة والزاهية.
حيث صارت للمتاحف مهام وأدوار جليلة في تعريف الجمهور بالماضي والحاضر والمآثر وصون التراث والحفاظ عليه، كما تساهم في التعريف بهوية اﻟﻤجتمعات وتنوعها، والارتقاء بأذواق الشعوب وتنمية ثقافة ومعرفة كل فرد في المجتمع، وأصبحت كل قطعة تحتويها بين جنباتها درسا تاريخيا وثقافيا واجتماعيا.
والحمد لله بلادنا يوجد بها متاحف أخرى ننتظر افتتاحها وهي لازمة للجمهور المتعطش لزيارتها والتزود من معارفها ومعايشة مراحلها المختلفة وخاصة المتاحف المرتبطة بالعلوم الطبيعية وعلوم الأرض والمنتجات التي اشتغلها الإنسان في حقب تاريخية مختلفة.
ولا يقتصر دور المتاحف على الدور المحلي بل يمكن للمتاحف أيضاً أن تعمل على حل المشاكل العالمية، وتسعى جاهدة لمواجهة تحديات المجتمع، وكمؤسسات في قلب المجتمع، تتمتع المتاحف بالقدرة على إقامة حوار بين الثقافات، وبناء الجسور من أجل عالم يسوده السلام وتحديد مستقبل مستدام.
وعن أهمية دور المتاحف في حياة المجتمع، فهي تقوم على صون التراث والحفاظ عليه؛ والحفاظ على التراث الثقافي ونشره؛ والتفاعل بين الثقافة والطبيعة؛ والتعرف على هوية اﻟﻤجتمعات وتنوعها.
كما أنه من الضروري العمل على أهمية إعادة تأهيل المتاحف اليمنية وفتحها أمام الجمهور ليتعرف على ما تحتويه من آثار وكنوز حضارية تعكس الموروث الحضاري لليمن وما وصلت إليه من رقي حضاري وما حققته من مكانة حضارية شامخة عبر مختلف العصور حيث كانت اليمن هي السباقة في كثير من المجالات وهو ما تعكسه تلك الآثار والشواهد المعروضة في متاحف اليمن المختلفة .
إن الاهتمام بالمتاحف والاستمرار في دعمها سيساعد على انتشار الثقافية المتحفية في وسط المجتمع اليمني وسيفتح بوابة للمستقبل أكثر اهتماما وإقبالا على إنشاء العديد من المتاحف المتخصصة في مختلف الوطن الحبيب.
كما نتمنى العمل مع الجهات المختصة على نشر الثقافة المتحفية وإتاحة الفرصة لها عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائل التعليم المختلفة، بما يساعد ذلك على تواصلها مع جميع طبقات المجتمع.
كما تلعب مراكز ومتاحف العلوم وظائف مهمة في نشر الثقافة العلمية في كل أوساط المجتعات، فهي توفر مكانا فريدا من نوعه يمكن فيه تقديم الوجه الواضح للعلم. وتنتشر المراكز والمتاحف العلمية بشكل كبير في الدول المتقدمة، التي خصصت لها الميزانيات والبرامج المناسبة كي تقوم بدورها المطلوب على أكمل وجه.
والجدير بالذكر أنه تم تأسيس اليوم العالمي للمتاحف سنة 1977م من قبل المجلس الدولي للمتاحف (إكوم- أنشئ سنة 1946م)، من خلال قرار الجمعية العامة للأيكوم في موسكو بروسيا، حيث كان الهدف إنشاء حدث سنوي “بهدف زيادة توحيد الطموحات الإبداعية والجهود التي تبذلها المتاحف ولفت انتباه الرأي العام العالمي لنشاطهم”.
ويتم في هذه المناسبة التذكير بأن “المتاحف وسيلة هامة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون والسلام بين الشعوب”.
وابتداءً من سنة 1992م تم تحديد موضوع سنوي للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، وفي سنة 1997م تم تخصيص هوية بصرية لهذا اليوم عن طريق إصدار ملصق رسمي لهذا الحدث يمثل الموضوع المحتفى به.
وتم تخصيص موضوع خاص للاحتفال لهذا العام تحت شعار “تاريخ النزاعات: سرد ما لا يقال في المتاحف”، وهو تقليد اتبعه “المجلس العالمي للمتاحف” (ICOM) عام 1992م، وذلك من أجل زيادة الوعي بأن “المتاحف هي وسيلة هامة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون والسلام بين الشعوب”، وفضاء لعرض تاريخ النزاعات من خلال المجموعات المتحفية التي تعتبر شواهد مادية تقدم رؤية وانعكاسات لعدة أحداث تاريخية تكون مؤلمة في غالب الأحيان.
نأمل التوفيق والنجاح لكل الخطوات في افتتاح متاحف متخصصة جديدة في بقية المحافظات.
تصوير/ حامد فؤاد

 

قد يعجبك ايضا