يقال (الحاجة أم الاختراع).. صحيح أن ما نحن بصدده ليس اختراعا لكن الحاجة للعمل دفعت أصحاب الدراجات النارية بعد قرار منعها في شوارع العاصمة إلى فكرة إضافة إطار ثالث وتركيب كرسي أشبه بعربة صغيرة وربطه بالدراجة النارية لتصبح بثلاثة إطارات أو كما يسمى (تكتك) لكن بالطريقة اليمنية.
الفكرة التي استخدمها أصحاب الدراجات النارية وبرزت مع قدوم شهر رمضان المبارك عادت بفوائد عليهم وعلى غيرهم.. حيث أصبح الركوب عليها آمنا نوعا ما وأصبحت مريحة عما كانت عليه في شكلها السابق.
الفكرة لدى أصحاب الدراجات النارية واحدة بتركيب إطار وكرسي لكن تعددت الأشكال فالبعض يكتفي بإضافة الكرسي والإطار والبعض يضيف على ذلك مظلة ليستظل هو والراكب والبعض يتفنن بإضافة المظلة ويجعلها تشبه الهودج.
والأهم من ذلك أن أصحاب الدراجات النارية بهذه الفكرة ـ التي بدأها شخص ـ تمكنوا من العمل عليها مرة أخرى دون خوف أو قلق بعد أن كان قد تم منعهم ومطاردتهم وبذلك حصلوا على فرص عمل تعولهم وأسرهم خاصة في الشهر الكريم.. كما حدثت حركة تجارية في هذا الجانب لدى تجار إطارات وقطع غيار الدراجات النارية وأصحاب ورش اللحام.. وقوبلت الفكرة بارتياح..
انضباط
أصحاب السيارات الذين كانت تشكل لهم الدراجات النارية مصدر قلق ـ كما يقولون ـ إذ كانت سببا في كثير من الحوادث التي يتحمل نتائجها أصحاب السيارات.. يقول الأخ وليد القبيلي ـ صاحب سيارة ـ بصراحة هدأنا وارتحنا عندما تم منع الدراجات النارية فأصبح كل سائق السيارة يقود سيارته مطمئنا ولا يقلق من الدراجات النارية التي عادة يفاجأ بدراجة نارية تقفز أمامه ولا يعلم من أين متسببة بحادث لا يعلمه.
ويرى الأخ خالد الحامدي ـ سائق سيارة ـ أنه عندما تغير وضع الدراجات النارية من الشكل السابق إلى الشكل الحالي الذي هو بثلاثة إطارات وكرسي أدى ذلك إلى انضباط سائق الدراجة النارية بقواعد المرور مما أدى إلى قلة الحوادث وهذا الشيء المطلوب..
حلت مشكلتنا
أصحاب الدراجات النارية استحسنوا الفكرة لم يتوانوا عن تركيب كرسي وإطار ثالث لأنهم رأوا في ذلك مخرجا وحلا لمشكلتهم ليتمكنوا من العمل.. يقول الأخ شوقي الوصابي ـ صاحب دراجة نارية ـ الفكرة بدأها صاحب دراجة نارية بعد أن تم منع الدراجات النارية وعندما وجدنا أنه يشتغل ولا أحد يمنعه عملنا مثله وكانت فكرة جيدة أن نتمكن من العمل على الدراجات النارية مرة أخرى بعد أن منعنا ولم تكن لدينا فرص أو بدائل فكانت حلا مناسبا خاصة ونحن كنا على مشارف استقبال الشهر الكريم ويضيف الأخ شوقي أن العمل لديهم تحسن وأن الحوادث قلت بانخفاض سرعة الدراجات بعد إضافة الإطار الثالث..
مضايقات ومنع
أصحاب ورش اللحام عمتهم الفائدة حيث الفائدة حيث توافد عليهم أصحاب الدراجات النارية لعمل الكراسي.. لكنها لم تستمر إذ تم منعهم من تركيب الكراسي والإطار الثالث لأي دراجة نارية..
يقول الأخ فيصل قايد – مهندس صاحب ورشة لحام – فجأة وبدون ذنب أخذوني إلى قسم الشرطة وتم توقيفي في القسم يوما كاملا وقيل لنا بأن هناك توجيهات بإيقافنا ومنعنا من تركيب الكراسي للدراجات النارية بحجة أنها تسبب ازدحاما وهذا مبرر غير منطقي.. ويضيف: على رغم أننا وجدنا عملا وساهمنا في حل مشكلة أصحاب الدراجات النارية لكن على ما يبدو وكما نسمع أن هناك صفقات مع تجار يقومون باستيراد عربات فتم منع وإيقاف كل أصحاب ورش اللحام.
ويختتم الأخ فيصل بالقول: بدلا من منع الدراجات النارية ومصادرتها يفترض أن يوجدوا البدائل لأصحابها وأن تتم معالجة مشكلة الدراجات النارية المجمركة كونها قد تم جمركتها وهي تعمل بصورة رسمية وفي نفس الوقت يتم منع وإيقاف الاستيراد وأما أن يتم منع الدراجات الموجودة ومصادرتها بدون إيجاد البديل ودون منع الاستيراد فهذا ظلم وليس عدلا.
فكرة إيجابية لا تخلو من العيوب
طبعا فكرة الدراجات النارية بثلاثة إطارات قد تكون جيدة وساهمت في حل مشكلة أصحاب الدراجات وأصبح الركوبع عليها مريحا وآمنا وقللت من الحوادث لكنها طبعا لم تخل من بعض العيوب والحوادث إذ يقول الأخ عبدالحميد أنه رأى إحدى الدراجات النارية ينفصل عنها الكراسي والإطار الثالث وسقط الراكب أرضا.. لكن مع ذلك فإن الفكرة إيجابية وساهمت في حل مشكلة ويمكن تلافي ومعالجة العيوب مع الأيام.