كشفت مباريات دور الـ8 للمونديال أن التاريخ لعب دوره مع الفرق الكبيرة والعريقة ومنحها الأفضلية في التأهل على حساب الفرق الصغيرة رغم أنها كانت تملك أفضلية الأداء.
التاريخ لم يرحم أصحاب الأداء الأفضل لتكون النهاية للعراقة وللمنتخبات التي لها باع طويل وتمتلك الخبرة ولها أفضلية التواجد والمشاركة في بطولات كأس العالم.
فالتاريخ لم يرحم تشيلي التي كانت الأفضل أمام البرازيل لتعبر الأخيرة إلى ربع النهائي وكذلك الحال انطبق على منتخب فرنسا أمام نيجيريا رغم أن الأخيرة قدمت أداء رائعا وكبيرا إلا أن العبور ذهب للديوك.
الجزائريون كانوا الأروع والأفضل وقدموا مباراة تاريخية أمام العملاق الألماني.. فالمانشافت ذاق المر على أيدي المحاربون ولكن النهاية لم تمنح الجزائر أي شيء ليقف التاريخ بجانب الألمان السويسريون أيضا عذبوا الأرجنتينيين وقادوهم إلى أشواط إضافية لتأتي النهاية أرجنتينة بأقدام دي ماريا ومن صنع ميسي.
من وجهة نظري ان التاريخ كانت له كلمة الفصل في تلك المباريات وباستثناء مباراة كولومبيا وأورجواي ولقاء كوستاريكا واليونان والتي لم يكن للتاريخ فيها أي دور فإن بقية المواجهات حسمها الأعرق والأقدم ممارسة لكرة القدم والأكثر مشاركة في بطولات كأس العالم بغض النظر عن أفضلية الفرق الأخرى وأدائها الرائع.
فتشيلي ونيجيريا والجزائر وسويسرا أرهقت خصومها وعذبت البرازيل وفرنسا وألمانيا والأرجنتين وكانت الأفضل إلا أن بطاقة العبور حسمت وفقا للتاريخ فجميعنا يعرف التاريخ الذي تتفوق به المنتخبات التي عبرت إلى ربع النهائي.
وهكذا هي كرة القدم التاريخ فيها لا يرحم ويسير لصالح الأعرق حتى وان كانت هناك منتخبات أفضل وسيظل التاريخ لا يرحم إن لم تحدث مفاجآت من ذات الوزن الثقيل.
—