اليوم وقبل أن يكتمل العام العاشر من عمر ثورة الـ ٢١ من سبتمبر المباركة يحق لنا أن نفخر بهذه الثورة البيضاء ونعتز بمنجزاتها العظيمة وفي مقدمتها أنها صححت مسار عمل الأجهزة الأمنية وأولها جهاز الأمن والمخابرات، فهذا الجهاز كان عبارة عن جهازين استخباراتيين أيام النظام السابق هما الأمن السياسي والأمن القومي وكان كلاهما مسلطين على الشعب اليمني لحماية أزلام النظام السابق وكأدوات لتنفيذ مؤامرات بعض الدول الخارجية المعادية لليمن والمتدخلة في شؤونه والمحاربة لمصالح شعبه أمريكا وإسرائيل والسعودية، وكانت مهمة الجهازين الأمنيين الرئيسية هي كتم أنفاس الشرفاء الأحرار من أبناء الشعب التواقين للتحرر من رجس الوصاية وذل التبعية، وقمع المنادين بوقف التدخلات الخارجية والتنكيل بكل المطالبين بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة واعتقال كل المعارضين لسياسة النظام السابق ومنهجيته.
لم يقدما للشعب أي مصلحة، ولم يعملا يوما من أجل مصلحته، بل كانا مصدرا لإرهابه وتكميم أفواه أبنائه، وكان أي مواطن يدخل سجن أي منهما يعد في عداد الأموات ومن ينجو من الموت فيهما ويخرج فلا يخرج إلا وهو مجنون بلا عقل ولا إدراك ولا ذاكرة .
لكن اليوم وضع الأمس تغير وتحول الجهازان الأمنيان السابقان إلى جهاز أمني واحد هو جهاز الأمن والمخابرات وأصبحت مهمته الرئيسية هي حماية الشعب وصون حرياته ووظيفته الجوهرية تأمين مصالحه والدفاع عن أمنه وعن مصالح ومجالات حياته الحيوية وعن مقدراته وموارده من كل عابث خارجي وخائن داخلي وصار صمام أمان لكل أبناء الشعب بفضل الله وفضل قائد ثورتنا العلم وكمنجز عظيم من منجزاتها العظيمة.
لقد حقق جهاز الأمن والمخابرات منجزات عظيمة وكبيرة وتطور في أداء مهامه القانونية التي تصب في خدمة الشعب وتحقق مصالحه وأمنه واستقراره، وحقق نقلة نوعية في أدائه وتفوقه رغم شحة الإمكانيات وقلة الموارد ،وآخر هذه الإنجازات الكشف عن خلية جواسيس كانت تعمل لصالح العدوين الأمريكي والإسرائيلي، خصوصا خلال السنوات العشر الماضية بعد إغلاق السفارة الأمريكية في صنعاء مطلع العام ٢٠١٥م، حيث اعتمدت عليهم المخابرات الأمريكية للحصول على المعلومات الاستراتيجية ولتنفيذ مؤامراتها القذرة في اليمن، وتضم هذه الخلية عدداً من الخونة الذين استقطبتهم المخابرات الأمريكية منذ فترات متباينة أقلها تزيد عن عقد، وقد أدلى بعض أفراد هذه الخلية عقب البيان الأمني الذي تلاه رئيس الجهاز اللواء المجاهد عبدالكريم الخيواني باعترافات عن بعض ما قاموا به من أعمال ومؤامرات تخريبية لصالح المخابرات الأمريكية، شملت مختلف مناحي الحياة للمواطن اليمني وتستهدف أمنه وحياته وموارده.
إن هذا الإنجاز التاريخي وغير المسبوق يؤكد للداخل والخارج حجم التغيير الذي أحدثته ثورة الـ٢١ من سبتمبر المباركة في حياة المواطن اليمني، والنقلة النوعية التي أحدثتها في تصحيح مسار عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية، وهو في ذات الوقت يحمل بشرى كبيرة للشعب اليمني بوطن حر مستقر لا مكان فيه للعملاء والخونة ولا مجال فيه للمفسدين والمجرمين وأن أمن الشعب اليمني ومصالحه خط أحمر لا يمكن لأي قوة أن تتجاوزه مهما كانت قدرتها وإمكانياتها.