الثورة / أحمد المالكي
أوضحت تقارير جديدة عن الحج هذا العام أن السعودية تشتري مليون رأس غنم من أستراليا سنوياً بسعر 60 دولاراً أمريكياً للرأس الواحد، وتباع للحجاج بسعر 450 دولاراً أمريكياً للرأس الواحد، ثم يلزمون الحجاج بذبحها في أماكن مخصصة بسعر 50 دولاراً أمريكياً للرأس الواحد ثم يترك الحجاج كل شيء ويتوجهون إلى المطار والمراكز الحدودية للعودة إلى بلدانهم بعد ذلك تقوم السعودية بإعادة بيع اللحوم مرة أخرى.
يشار إلى أن سعر الأضحية لموسم حج هذا العام، يبلغ 450 ريالاً لرأس الأغنام، وهو ما يعادل 120 دولاراً أمريكياً.
استثمار الأضاحي
وأكد المهندس موسى العكاسي – المشرف العام على مشروع السعودية للهدي والأضاحي، زيادة عدد الأضاحي التي نفذها المشروع منذ إنشائه قبل 35 عاماً، بنسبة تجاوزت 1000 %.
وأوضح العكاسي في تصريحات صحفية أن عدد أضاحي رؤوس الأغنام التي نفذها المشروع لصالح حجاج بيت الله الحرام، ارتفع من 63 ألف رأس في موسم حج عام 1403هـ، إلى 712 ألف رأس من الغنم في مواسم الحج الأخيرة، وبنسبة ارتفاع بلغت 1130 %
ووفقاً للعكاسي، فإن مشروع السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي والفدية، والعقيقة والصدقة، يتيح خدماته عن طريق المسار الإلكتروني لوزارة الحج، على أن يتم دفع المبالغ المالية من قبل المتعاملين معه عبر خدمة «سداد»، من خلال شبكة الإنترنت والهاتف المصرفي وأجهزة الصراف الآلي المنتشرة في مناطق المملكة كافة، وأما حول العالم، فالدفع يكون بواسطة بطاقة الائتمان «الفيزا»، أو «الماستر كارد» حسب العكاسي.
وأضاف أن جهات تسوق للمشروع في مكة المكرمة والمدينة المنورة، تشمل مؤسسة البريد السعودي، ومصرف الراجحي، وشركة الخدمات الآمنة، و«هدية الحاج والمعتمر».
ووفقا للتقارير يتم ذبح 1.2 مليون رأس من الأضاحي وتشمل الماشية والأغنام والماعز والجمال من قبل أكثر 16000 عامل مسلخ.
بسبب الحر
ما يجدر ذكره أن خدمات الحج لهذا العام 1445 هجرية متردية جداً، حيث تناقلت وسائل إعلام وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً مؤسفة لحجاج ملقون على الأرض في الطرقات، قضوا بسبب شدة الحر، وغياب وسائل التبريد والتكييف ومحدودية الخدمات الصحية.
وعلق محمد طاهر أنعم مستشار المجلس السياسي الأعلى، وعضو الهيئتين التأسيسية والعليا لحزب الرشاد السلفي، عضو رابطة علماء اليمن، في تغريدة له على منصة أكس على هذه المشاهد المؤسفة بقوله:
”فساد وعجز النظام السعودي في الحج ظهر في اليومين الماضيين بكارثة سقوط عشرات الحجاج إثر ضربات الشمس دون إسعافهم حتى مات العديد منهم في الشوارع والطرقات.
وأضاف أنعم: إن مئات الفيديوهات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي توضح استلقاء عدد من الحجاج ميتين على قارعة الطريق، وفي السكك، والناس يقومون بتغطية وجوههم والترحم عليهم، ولا وجود لأي سيارات إسعاف أو مسعفين.
وتساءل عضو رابطة علماء اليمن: “لماذا يأخذ النظام السعودي مئات ملايين الدولارات كرسوم من الحجاج إن كان لا يقوم بشيء تجاه مثل هذه الكارثة المميتة؟!
حجاج أقل واستثمار أكثر
مع العلم أن حجاج هذا العام أقل بنسبة 41 % عن حجاج عام 2012م، كما أن وفيات الزحام في عهد سلمان أكثر بنسبة 111 % عن عهد عبدالله بن عبدالعزيز.
وبالرغم من انخفاض أعداد الحجاج في عهد سلمان بن عبدالعزيز بفرق كبير عن عهد عبدالله بن عبدالعزيز فقد تضاعف إنفاق الحجاج بعد فرض الرسوم والضرائب والتأشيرات على الحج إلى أكثر من 320 %، ووفقاً لهيئة الإحصاء، وبيانات واس الرسمية فأن، الحكومة السعودية تفرض الرسوم التالية على الحجاج.
– السرير = 8000 ريال سعودي.
– رسوم أرضية عرفة ومزدلفة (ليوم وليلة واحدة) = 5200 ريال.
– رسوم منى فقط (ليلتان) = 1120 ريالاً سعودياً.
أسعار مرتفعة
يترافق الحج هذه السنة مع ارتفاع فاحش للأسعار والخدمات، ومصاعب اقتصادية متزايدة تواجهها الغالبية من أبناء الدول العربية والإسلامية الراغبة بأداء فريضة الحج، وتتمثل هذه المصاعب في ارتفاع أسعار الخدمات المرتبطة به وعلى رأسها أجور الفنادق وأسعار تذاكر السفر.
وقد تراوح هذا الارتفاع على صعيد الكثير من الخدمات بين 50 إلى 100 % وخاصة في بلدان مثل تونس ومصر ولبنان، وهو الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى العدول عن فكرة الحج من أساسها في الوقت الحاضر رغم ورود أسمائهم في قوائم القرعة الخاصة بالمقبولين للسفر من أجل أداء الفريضة.
أكبر مصدر
ويعد الحج ثاني أكبر مصدر دخل للملكة العربية السعودية بعد النفط، حيث تقدر إيرادات الحج بأكثر من 8 مليارات دولار أمريكي، والتي يتم احتسابها جزءًا من القطاعين العام والخاص غير النفطي كما تحتسب في الناتج المحلي الإجمالي، ويتوقع أن تنمو الإيرادات المتوقعة من الحج لأكثر من 150 مليار دولار أمريكي، وأن يوفر أكثر من 100 ألف وظيفة دائمة خلال 5 سنوات، ويحقق الحج 25 إلى 30 % من دخل القطاع الخاص في مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال تلك الفترة، وفقًا لجمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين العالمية.
نمو الاستثمارات
ويتوقع أن تنمو الاستثمارات في البنية التحتية للحج إلى 112 مليار ريال سعودي بحلول عام 2025م، متقدمة في حجم الاستثمارات عن المعدلات التي سجلت خلال الفترة بين أعوام 2018م و2020م والتي سُجل خلالها 93 مليار ريال سعودي.
ويشكل قطاع الحج والعمرة المصدر الأساسي لدخل قطاع الضيافة والفندقة وتجارة التجزئة في المملكة العربية السعودية، ووفق البيانات والإحصاءات تخصص 25 % من ميزانية الحاج للسكن والطعام وتختلف معدلات الإنفاق بين الحجاج، وعادة ما ينفق الأجانب أثناء الحج أكثر من السكان المحليين، حيث يتراوح متوسط المعدلات بين 5600 دولار أمريكي للحاج الإندونيسي إلى 44000 دولار أمريكي للحاج القادم من دول الخليج.