وفاة طفل كل عشر دقائق في غزة:الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي لضحايا الحروب من الأطفال و”اسرائيل” تواصل قتل أطفال فلسطين مع أمهاتهم..
الاسرة/ زهور عبدالله
احتفلت الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي باليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، وبينما كانت المنظمة الدولية الأكبر في العالم تحيي المناسبة التي تصادف الرابع من يونيو سنويا بهدف الاعتراف بمعاناة الأطفال، من ضحايا سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية، في جميع أنحاء العالم، وتأكيد التزامها كما تقول بحماية حقوق الأطفال، واسترشاد عملها باتفاقية حقوق الطفل، كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي تقتل المزيد من الأطفال الفلسطينيين مع أمهاتهم وآبائهم عندما استهدفت مركز لإيواء النازحين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ليسقط عشرات الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء ممن لجأوا إلى هذه المنطقة التي زعم جيش الاحتلال أنها “آمنة” وباتت تكتظ بآلاف النازحين الأبرياء.
يوميا ومنذ تسعة أشهر ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن خمس إلى ست مذابح بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة بينما تكتفي المنظمات الحقوقية بالصمت أو بإصدار بيانات تضامنية خجولة مع أطفال فلسطين في أحسن الأحوال دون أن ترتقى المواقف إلى حجم الفظائع والجرائم الصهيونية بحق الطفولة في ارض فلسطين المحتلة.
كيان الاحتلال قتل خلال عدوانه الوحشي المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي 15 ألف طفل فلسطيني وأصاب عشرات الآلاف منهم وشرد مئات الآلاف وجعل كل أطفال غزة في مواجهة الموت جوعا وعطشا جراء الحصار الغاشم الذي يفرضه على مناطق ومدن القطاع وتشير تقارير أممية وحقوقية إلى أن كل عشر دقائق تشهد وفاة طفل في غزة بعد أن وضع جيش الاحتلال الأطفال هدفا مباشرا لإرهابه وعملياته الإجرامية.
وعلى الرغم من الدعوات المتصاعدة حول العالم بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة ضد “إسرائيل” إزاء جرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء إلا أن الكيان لا يعير كل ذلك أي اهتمام ويمضي في طغيانه وانتهاكاته بحق الطفولة في الأراضي الفلسطينية المحتلة مسنودا بدعم مباشر ومطلق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الذين يتعامون عن رؤية ممارسات وانتهاكات حكومة الاحتلال ويحاولون تبرير تلك الجرائم والتغطية عليها بمختلف الوسائل الممكنة.
الأطفال هدف مباشر لجيش الاحتلال
أكدت منظمات سياسية وحقوقية فلسطينية ودولية ان جيش الاحتلال الصهيوني وضع أطفال قطاع غزة في مقدمة أهدافه العسكرية وما يزال يفتك بهم بصورة مباشرة وغير مباشرة تنفيذا لرغبات ونزوات ونزعات قادته المتطرفين الذين أكدوا في أكثر من مناسبة خلال العدوان الحالي وما قبله ان ليس هناك من برئ في غزة امرأة كانت أو طفلا أو شيخا مسنا وأن كل أطفال فلسطين هم في الأساس مشاريع “مخربين وإرهابيين مستقبليين” بحسب وصفهم.
حركة المقاومة الإسلامية حماس انتهزت مناسبة الاحتفال باليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء الأسبوع الماضي لتذكّر العالم بالمأساة والمعاناة التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون في ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي ومنعه وصول المواد الغذائية والدوائية إلى قطاع غزة.
ودعت حماس في بيان لها بالمناسبة منظمة الأمم المتحدة إلى إدراج دولة الاحتلال ضمن القائمة السوداء للكيانات المجرمة بحق الأطفال.
وأضافت: يأتي اليوم الدّولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء هذا العام، مع استمرار العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس المحتلة، والمتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، مارس فيها هذا الكيان الفاشي أبشع الجرائم والمجازر المروّعة بحق الشعب الفلسطيني، وفي مقدّمته الأطفال الأبرياء؛ الذين كانوا ولا يزالون هدفاً مباشراً لإرهاب وإجرام هذا الكيان النازي؛ فحسب تقارير أممية، فإنَّ طفلاً واحداً يصاب أو يموت كلّ 10 دقائق في غزة، كما أنَّ عدد الشهداء من الأطفال الذين ارتقوا خلال العدوان الصهيوني المستمر ضد قطاع غزَّة، المقدّر بأكثر من 14 ألف شهيد؛ يفوق عددهم المسجّل على مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم.
وأشار بيان “حماس” إلى انه يقبع في سجون الاحتلال الفاشي أكثر من 200 طفل فلسطيني، أغلبهم من طلبة المدارس، تمارس بحقّهم أبشع السياسات العقابية والانتقامية الحاقدة، بينهم أكثر من 20 طفلاً من قطاع غزَّة، تُرتَكب ضدّهم صنوف من الضَّرب والتَّحقيق القاسي، والتعذيب الجسدي والنفسي، والتنكيل اليومي والإهمال الطبّي المتعمَّد، والمنع من زيارة الأهل والطواقم الصحية والمنظمات الحقوقية والإنسانية.
وأكدت “حماس” بإنَّ احتفاء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بهذا اليوم كل عام، ليذكّرهم مجدّداً بمعاناة وآلام أطفال فلسطين، داخل فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات، ويضعهم أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية وإنسانية، لوضع حدّ أمام استمرار الاحتلال الصهيوني في انتهاكاته الجسيمة وجرائمه المروّعة بحق أطفال فلسطين.
مشددة على أهمية مسارعة الأمم المتحدة إلى إدراج الاحتلال الصهيوني في قائمته السوداء للكيانات التي تستهدف الأطفال بالقتل والتعذيب والتشريد والمنع من الحقوق الأساسية للحياة الطبيعية، والتي يمعن الاحتلال في ممارستها يومياً بحق الطفولة البريئة في كل من قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية المجتمع الدولي، دولاً وحكومات، والمؤسسات المعنية بحقوق الطفل، إلى تحمّل مسؤولياتهم السياسية والإنسانية، تجاه أطفال فلسطين، والعمل على إطلاق سراح المعتقلين منهم في سجون الاحتلال، والتحرّك لإنقاذهم وحمايتهم من وحشيته وساديته، ووقف وتجريم عدوانه وجرائمه ضدَّ أبناء الشعب الفلسطيني وأطفاله، والانتصار لحقوقهم المشروعة، في الحرية والعيش الكريم.
واختتم البيان بالتأكيد على إنَّ استمرار الصمت والتقاعس والعجز الدولي عن تجريم انتهاكات الاحتلال وعدوانه المتصاعد ضد الأطفال في فلسطين، وعدم التحرّك بكل الوسائل لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم ومحاسبتهم؛ يمثّل وصمة عار على جبين هذا العالم، المتخاذل عن وضع حدّ لجرائم هذا الاحتلال النازي ضد الشعب الفلسطيني.
سلاح التجويع
ويتفنن كيان الاحتلال في ابتكار أساليب القتل والإبادة للشعب الفلسطيني ومن تلك الوسائل الوحشية سلاح التجويع وفي هذا الإطار حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”، الأربعاء الماضي من أن أكثر من مليون شخص في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو القادم.
جاء ذلك في بيان بشأن تقريرها التحذيري المبكر للفترة بين يونيو وأكتوبر 2024 بخصوص الأماكن التي تشهد فيها أزمة الجوع ويتوقع أن يتفاقم فيها انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأشار تقرير “فاو” إلى أن انعدام الأمن الغذائي الحاد سيتفاقم بأكثر في 18 مكان تشهد أزمات جوع.
وشدد على وجود حاجة إلى توفير مساعدات عاجلة لمنع الجوع وخاصة في قطاع غزة .
وأظهرت بيانات نقلها التقرير، أن 100% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في المستوى الثالث وما فوق، الذي يعرف بـ”الأزمة” في تصنيف الأمم المتحدة المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وفي البيان المتعلق بالتقرير قالت المنظمة “من المتوقع أن يؤدي “الصراع” الدائر في فلسطين إلى تفاقم الجوع الحاد الذي بمستوى كارثي حاليًا، مع حدوث مجاعة ووفيات، فضلا عن تشريد جميع سكان قطاع غزة”.
وأضاف البيان “قد يواجه أكثر من مليون شخص (قرابة نصف سكان غزة) المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو القادم.