تقترب الدورات الصيفية لهذا العام 1445 هـ من الختام بعد أن شهدت إقبالاً واسعاً تجاوز حاجز المليون طالب وطالبة في اكثر من 11 الف مركز صيفي في أمانة العاصمة وبقية المحافظات وبعد ان نجحت في بناء وتقويم وتنمية قدرات النشء والشباب، وتسليحهم بكتاب الله عز وجل والثقافة القرآنية وتعزيز الولاء والهوية الإيمانية في أوساطهم بما تتضمنه من أنشطة وبرامج دينية وفكرية وثقافية وأدبية ورياضية، وساهمت الدورات والمدارس الصيفية في استغلال إجازة العطلة بما يعود بالنفع على الطلاب والطالبات في المجالات العلمية والدينية والثقافية والأدبية وتعريفهم بمخاطر الحرب الناعمة وحمايتهم وتحصينهم من الثقافات المغلوطة.
“الثورة” واكبت اختتام الأنشطة في مركز الحشحوش الصيفي العريق والذي تأسس قبل أكثر من عشرين عاماً والتقت القائمين عليه:استطلاع وتصوير/ أحمد السعيدي
في البداية التقينا مدير مركز الحشحوش الصيفي الأستاذ محمد إسماعيل الوادعي والذي تحدث عن أهمية المراكز الصيفية ونسبة الإقبال في مركز الحشحوش قائلاً:
” حياكم الله في مركز الحشحوش الصيفي… تتجلى أهمية المراكز الصيفية في الهدف منها حيث ان المراكز الصيفية كما قال السيد عبد الملك الحوثي تهدف إلى بناء الطالب ثقافياً وروحيا ونفسياً وترسيخ الهوية الإيمانية في نفسيته وكذلك وقاية له من الحرب الناعمة وفائدة له من ضياع الوقت، وبالنسبة لمركز الحشحوش الصيفي فهو من المراكز القديمة العريقة فكانت بدايته ترجع إلى تسعينيات القرن الماضي وأسسه الشهيد القائد حسين الحوثي سلام الله عليه ولذلك فان الإقبال عليه كبير وقد بلغ المسجلين فيه هذا العام حوالي ستمائة وعشرين طالباً وهناك التزام بالحضور وتفاعل كبير وكذلك تفاعل من أولياء الأمور والمدرسين مما أدى إلى توفيق الله ونجاح نشاط المركز، وبالنسبة لبرنامج المركز الصيفي فهو قائم على مناهج المراكز الصيفية والذي فيه أربعة مستويات، المستوى التأهيلي أول وثاني وينقسم المستوى الأول التأهيلي إلى شعبتين أ و ب وكذلك ثاني تأهيلي، وبعدها مستوى أساسي أول وثاني، وكذلك مستوى متوسط وبعدها مستوى عال ثم المرحلة الثانوية ومنهجهم خاص، ونقيم في المركز أنشطة متنوعة للطلاب بين رياضية واجتماعية وثقافية وزراعية حيث نقوم بتوزيع شتلات لزراعتها في المدرسة وفي بيوت الطلاب، وكذلك أنشطة ترفيهية وفنية عبارة عن معرض فني للمجسمات والرسم والخط، ولدينا أيضاً أنشطة صحية ودروس كشفية (كما شاهدتم العرض الكشفي)، ولدينا للمستوى العالي أنشطة تاريخية عبر رحلات تاريخية وأنشطة عسكرية، وأما عن المبرزين في الأنشطة فلدينا قاعدة بيانات تفرز المبرزين في كل نشاط ثم يقام لهم برنامج مخصص بعد الدراسة الصيفية على مدار عام حتى بداية الدراسة في العام القادم ليكون كادراً للتدريس وهذه هي رؤية المراكز الصيفية”.
متطوعون استجابة لله
وتحدث باسم الكادر التدريسي لمركز الحشحوش الصيفي الأستاذ عبدالله الضاعني والذي قال: المراكز الصيفية وكما اطلق عليها السيد القائد في تدشينها انها المرحلة الذهبية لأن الطالب يستفيد منها في النشاط والتعليم وتقويم السلوك والأخلاق، وهي فرصة للحفاظ على النشء والشباب من الضياع وتحصين المجتمع من حالة الانحراف والحرب الناعمة وكذلك الاستفادة من الدروس الدينية والارتباط بالهوية الإيمانية والثقافة القرآنية، ومن خلال المراكز يكتسب الطالب الخبرات والمهارات في الجانب الرياضي والسلوكي ويستفيد في الجانب البدني بتقوية بنيته البدنية، وكذلك يتعلم طبيعة الصراع مع أعداء الله اليهود والنصارى، أما بالنسبة لعدد الكادر في مركز الحشحوش الصيفي فقد بلغ 50 مدرساً وعاملاً وانطلقوا جميعهم من دافع إيماني استجابة لله ورسوله واستجابة لدعوة السيد القائد عبدالملك الحوثي ومن شعورهم بالمسئولية تجاه النشء والشباب، وهذه مسؤولية على كل من له القدرة على التدريس ان يعلم بأن التعليم هو تربية وتوجيه وإرشاد فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو معلم البشرية جمعاء كما قال الله تعالى ” هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ” فوظيفة النبي هي اخراج الناس من الواقع المظلم وفي ذات الوقت تربية وتهذيب الأمة، والمدرس يحمل نفس الوظيفة وهي تزكية الناس وهدايتهم وهي من اشرف المهام التي يقوم بها الإنسان، وختاماً نشكر كل من ساهم في هذه المراكز وبادر في دعمها مادياً ومعنويا ولا ننسى السيد القائد الذي ارشد الناس ودعاهم للاهتمام بهذه المراكز فله الفضل بعد الله سبحانه وتعالى”.
أنشطة مختلفة
مركز الحشحوش شهد اختتام أنشطته المختلفة وبهذا الصدد التقينا مسئول الأنشطة الرياضية الكابتن أحمد الجعدبي الذي تحدث لـ “الثورة” نيابة عن زملائه في قسم الأنشطة يوسف وحمزة إسحاق واحمد الحيمي حيث قال: “اليوم يشهد مركز الحشحوش الصيفي اختتام الأنشطة الرياضية التي كانت عبارة عن الألعاب الرياضية المعروفة في مقدمتها كرة القدم وكرة الطائرة والألعاب القتالية للمستويات التأهيلية وكذلك شد الحبل بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية مثل الرحلات والزيارات العلمية والتاريخية، وكان هناك دوري رياضي لكرة القدم شارك فيه معظم اللاعبين في إطار 12 فريقاً ومن خلال البطولة تم اختيار فريق يمثل المركز وشارك في بطولة المراكز على مستوى أمانة العاصمة، وكذلك الفريق الكشفي الذي يشارك في الفعاليات المختلفة آخرها مسيرة الجمعة الأخيرة تضامناً مع أهلنا في غزة، ونهدف في العام القادم إلى تطوير الألعاب القتالية وإضافة لعبتي الجمباز والجودو، كل هذه الأنشطة جاءت لخدمة المراكز الصيفية التي تبرز أهميتها كثيراً في هذه الفترة بالذات حيث قال الله سبحانه وتعالى ” يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ” ومنهج المراكز الصيفية لا يخرج عن القرآن الكريم والثقافة الإسلامية التي نحتاجها لأبنائنا كون المعركة معركة وعي كما قال السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله حيث ان الجيل الواعي تستطيع ان تقود به أمة وبالتالي فالمراكز الصيفية نعمة عظيمة ونحث الآباء ان يدفعوا بأبنائهم إلى هذه المراكز لان فيها خير وصلاح لهم ونحث المدرسين القادرين على التدريس ان يعطونا مما اعطاهم الله ففي ذلك خير للأمة العربية والإسلامية”
مواهب للمستقبل
من بين المواهب العديدة في مركز الحشوش الصيفي استمعنا لنشيد “الشوق في أضلعي توقد” بصوت الطالب زيد علي حطبة (16عاما) وبعدها سألناه عن سبب التحاقه بمركز الحشحوش الصيفي فأجاب مستغرباً وببساطة: كيف ليش سجلت في المركز الصيفي؟ أتعلم القرآن الكريم والعلوم الشرعية والثقافة القرآنية، وأتعلم ما قاله أعلام الهدى أمثال السيد حسين الحوثي رضوان الله عليه، وأتعلم الدروس الدينية المختلفة سواء في الفقه أو السيرة النبوية أو طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني، فضروري أبني نفسي البناء الصحيح الذي يجعلني قادراً على مواجهة الأعداء والتنكيل بهم واستعادة المسجد الأقصى من اليهود المعتدين”
ختام الدوري
وقبل ختام زيارتنا استمتعنا بالمباراة النهائية لدوري كرة القدم بالمركز والتي جمعت بين فريقي الرسول الأعظم والإمام علي وفاز فيها فريق الرسول الأعظم بأربعة أهداف نظيفة سجلها الطلاب محمد الهاشمي ثلاثة أهداف وعبدالله المتوكل وبعد المباراة كرم الأستاذ منير العمري المشرف الاجتماعي لحي الجراف الغربي الفائزين بالكؤوس والشهادات والميداليات الذهبية والفضية، كما أكد “العمري” للثورة أن المراكز الصيفية من أهم الأعمال التربوية التي تعمل على غرس الهوية الإيمانية في نفوس أبنائنا الطلاب وتعمل على تحصينهم من الثقافات المغلوطة وكذلك غرس روحية التحرر من العبودية لغير الله، وأوضح الأستاذ العمري ان مما يدل على أهمية المراكز متابعة السيد عبدالملك لهذه المراكز بدأ” بكلمة التدشين وكذلك كلمة في ختام المراكز، وكذلك ما يبديه الأعداء من انزعاج في وسائل الإعلام لأنهم يعرفون خطورة المراكز الصيفية عليهم، وأخيراً الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية من ذل وهوان بسبب ابتعادها عن هدى الله.