عملية الـ 25 من مايو..7 أكتوبر جديد

 

المقاومة الفلسطينية تصنع المفاجأة.. وتضيف أسرى إلى الرصيد
المقاومة تستعيد المبادرة.. الميدان في غزة يتبدل
من الشمال والجنوب.. المقاومة الفلسطينية وحزب الله ينجزان عملية تحطيم الجيش الصهيوني

الثورة / إبراهيم الوادعي

بما لم يتوقعه كبار المحللين والخبراء، فاجأت المقاومة الفلسطينية العدو الصهيوني والعالم بإضافة أسرى إلى رصيدها بعد عملية السابع من أكتوبر، وفي زخم العمليات العسكرية الصهيونية الكثيفة وفي الشمال من قطاع غزة حيث التركيز والعنف الصهيوني اكبر بمرات مقارنة بما نلمسه في قطاع غزة.
في تفاصيل العملية أن العدو الصهيوني أدخل فرقة خاصة إلى مخيم جباليا لتحقيق هدف وفقا لمعلومات استخبارية وهو الإتيان بأسرى أحياء أو الإتيان بقادة كبار للمقاومة فكلا الأمران سيان.
من المعلوم والمؤكد أن القوة الصهيونية الخاصة كانت بقوام مناسب وذلك تفرضه ارض المعركة لصد أي اعتداء حتى تأتي القوة المساندة، ولدى القوة اتصال لحظي مركزي ومساندة جوية لحظية، ومن المؤكد وجود قطع عسكرية صهيونية على مقربة منها لنجدتها في حال وقع مكروه لها وقد حدث، فلماذا لم تتم نجدتها ووجدت كتائب القسام الوقت لقتل وأسر وسحب القتلى والأسرى إلى مكان آمن في ميدان هو تحت الرصد اللحظي أيضا وخصوصا حال نزول القوة؟ .
أمام هذه الأسئلة، يذهب التحليل باتجاه أن كتائب القسام امتلكت قدرة على تشويش اتصالات القوة وبحيث لم يتح للقوة أن تجري أي اتصال مع القدرات الإسنادية الجوية أو البرية، وهذا الأمر يطرح سؤالاً آخر: ما الذي تمتلكه فصائل المقاومة من تجهيزات ولم تبح بها ارض المعركة بعد؟.
مع بدء اجتياح رفح، شهد ميدان المواجهة في غزة تحولا دراماتيكيا، فالشمال الذي أعلنته حكومة نتنياهو نظيفا من الجيوب الإجرامية – وفق زعمها- اشتعل من جديد، واجبر الجيش الصهيوني على إبطاء هجومه في رفح ونقل عتاد كبير إلى شمال القطاع بعد أن كان أعدها جنوبا .
وما يعزز هذا الأمر، وأن ما يحصل في جباليا من معارك تعود إلى الواجهة، فتح جبهة الزيتون في الوسط وصمود هذا الحي أمام الاجتياح الصهيوني لـ 6 أيام، واضطر الجيش الإسرائيلي للانسحاب، وهذا يعزز الفرضية القائلة بأن المقاومة الفلسطينية لم تقل كلمتها بعد في كل تفاصيل المواجهة المستمرة منذ 8 اشهر، وان رفح لن تخوض المواجهة منفردة .
واذا ما عدنا إلى عملية الأسر والقسام لم تقل كلمتها بعد- وهي تجيد الحرب النفسية ضد الجبهة الداخلية للعدو – فيما يخص تفاصيل ما حدث وعدد الأسرى أحياء وقتلى باتوا في حوزتها، فمن زاوية عسكرية أن تنفيذ عملية اسر بهذا الشكل من الأريحية وان تجد الفصائل الوقت لتنفيذ عمليات من هذا النوع، ثمة مؤشر بأن الفصائل تكيفت تماما وامتصت آثار العدوان الإسرائيلي، ووجدت طرقا جيدة للدعم والإسناد تتكيف هي الأخرى مع واقع فرضته ظروف الحرب .
ووفقا لهذا الوضع الذي تبدو مؤشراته جليه في جباليا والزيتون وربما مناطق أخرى تختا المقاومة الفلسطينية توقيت إشعالها ضمن هدف إرهاق العدو وإنهاكه بما يجبره على وقف القتال .
وأيضا فإن الروح المعنوية للمقاتلين وهو أمر أساسي للجندي في ارض المعركة هي في اعلى مستوى لها داخل فصائل المقاومة، لتنفيذ عمليات من هذا النوع، في المقابل يجري الحديث صهيونيا عن نفسية سيئة ووضع معنوي متدن للجيش الصهيوني وخصوصا الجنود على الأرض مع العودة إلى ميادين سبق الإعلان عنها منجزة.
ومن شأن ظهور أسرى أحياء أن يكون له وقع الطامة على حكومة العدو، ومن المؤكد أن القيادة السياسية والعسكرية للعدو أرادت من إدخال قوة خاصة إلى ارض خطرة لإنعاش الجبهة الداخلية للعدو والمتبرمة من أداء الحكومة في ملف الأسرى، يتحدث والد احد الأسرى الصهاينة قائلاً: إن ملف الأسرى هو في الترتيب الأخير للحكومة التي تريد العودة إلى غزة والسيطرة عليها .
في نتائج العملية برمتها أن القوة التي أريد لها أن تصنع حدثا، غدت هي الحدث، وزاد الوضع يأسا لدى صانع القرار السياسي الصهيوني ولدى القيادة العسكرية، وسيتجلى ذلك على وضع الجبهة الداخلية ممن لم يتبد لها بعد تبدل أولويات الصهيونية، وان استعادة الأسرى لم يعد كما كان في السابق أولوية لدى الحركة الصهيونية، حتى وإن كانوا يهودا شرقيين .
ارتكاب العدو الصهيوني مجزرة بحق النازحين في رفح، يعكس فقط النفسية اليهودية والصهيونية المريضة في التنفيس عن الغضب بقتل المستضعفين، ومن تصل اليهم آلتها العسكرية، التي تعجز عن السيطرة اليوم على حي الزيتون أو التوغل في جباليا .
ما حصل في جباليا يوم الـ25 من مايو بدل كليا أوراق التفاوض على طاولة السياسة، وباتت المقاومة الفلسطينية في موقع افضل في الجولات المقبلة، يتحدث العدو عن تقديم مقترحين للمقاومة ولا يعد الأمر سوى محاولة يائسة أخرى لامتصاص وقع عملية الأسر الجديدة مضافا اليها الكشف عن أن العقيد اساف حمامي قائد فرقة غزة حي ولم يقتل كما روج لذلك إسرائيليا.
بعد 8 اشهر من القتال، نحن نقف أمام تبدل للمشهد لصالح المقاومة الفلسطينية وأصحاب الأرض الذين تكيفوا مع ظروف العمل الجديد، وباتت النقاط الصهيونية داخل غزة نقاطاً إيجابية لصالح عمل المقاومة، ويقر الداخل الصهيوني بأنه يخسر الحرب شيئا فشيئا مع طول أمدها وتبدد الأهداف التي دخل الجيش الصهيوني لأجلها إلى قطاع غزة، ناهيك عن اندثار هيبة الردع على يد المقاوم الفلسطينية، وشمالا على يد حزب الله الذي اكد المخاوف الصهيونية بأن إسرائيل لم تعد تلك القوة التي تخيف الجميع، وباتت اضعف أمام المقاومة الفلسطينية، والتي قطعا ليست بقوة حزب الله – يقول الداخل الصهيوني بحسرة وقلق يتعاظم على مستقبلهم والى أي مدى يمكن أن يستمر الكيان المنشأ على أرض الغير؟.

قد يعجبك ايضا