الثورة / قاسم الشاوش
يوم بعد يوم تزداد ضراوة الجرائم والمجازر الوحشية والإبادة الجماعية الصهيونية ضد أبناء فلسطين في قطاع غزة وتحويل القطاع إلى مدينة أشباح بعد تدمير العدو الصهيوني كل مناحي الحياة، ولم يسلم حتى الأطفال حديثي الولادة ووجدوا أنفسهم في معركة صعبة للبقاء على قيد الحياة. وهي جرائم لم تشهدها الكرة الأرضية ورغم القرارات الدولية والتنديدات العالمية المتواصلة والمناهضة لهذه الجرائم يواصل هذا العدو الغازي والنازي جرائمه ضد الفلسطينيين واستهدافه الأطفال والنساء والقصف المتعمد على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في قطاع غزة ضاربا بكل القرارات الدولية والرفض الشعبي العالمي عرض الحائط .
ومع اقتراب الحرب على غزة من شهرها التاسع أثبتت حقائق ومحطات العدوان الصهيوني على أبناء فلسطين في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية الشراكة الفاعلة للولايات المتحدة الأمريكية في فتل وسفك دماء الفلسطينيين ومأساتهم الممتدة لعقود من الزمن ودعمها الصريح لهذا الكيان الغازي بالمال والسلاح في جريمة نازحي رفح التي خلفت عشرات الشهداء والجرحى في تحدٍ صارخ للقانون والنظام الدوليين. وهذه جريمة تضاف إلى جرائم العدو الصهيوني المتواصلة ضد أبناء غزة .
وفي هذا السياق ارتكب العدو الصهيوني جريمة حرب وإبادة جماعية جديدة حيث قصفت طائراته بالقنابل الأمريكية مخيمات النازحين في منطقة ادعى أنها مصنفة ضمن ما يسميه (المناطق الآمنة) شمال غرب مدينة رفح، وهي منطقة مكتظة بخيام تأوي مئات الآلاف من النازحين. وأدت لاستشهاد اكثر من 45 فلسطينياً غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن وإصابة 249 . بجروح واندلاع حرائق كبيرة وهائلة أتت على النازحين وخيامهم وممتلكاتهم.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: إن طواقم الإسعاف وقفت حائرة أمام نقل الشهداء والجرحى نتيجة عدم وجود مستشفى في مدينة رفح يتسع لهذه الأعداد الكبيرة.
وأعلن المكتب الإعلامي في غزة أن العدو الصهيوني قصف أكثر من عشرة مراكز نزوح تابعة لوكالة الأونروا خلال الساعات الماضية كان سابقاً زعم أنها (مناطق آمنة).
بدوره، قال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان له: إن المنطقة التي استهدفها العدو الصهيوني في رفح منطقة إنسانية سبق أن أجبر الفلسطينيين على النزوح إليها.
وعقب هذه المجزرة المروعة دعت القوى الفلسطينية، أمس كافة دول العالم وهيئاته ومنظماته إلى تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية والتحرك العاجل من أجل الوقف الفوري للجرائم التي ترتكبها قوات العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
وبحسب وكالة (فلسطين اليوم)، قالت القوى الوطنية والإسلامية في بيان لها، إن جريمة قصف خيام النازحين شمال غرب رفح، هي دليل إضافي على جرائم الإبادة التي ترتكبها حكومة العدو وجيشها النازي بحق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يزعم فيه بأنه يتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين.
وأضافت القوى، أن الإدارة الأمريكية شريك في قتل الأطفال وإزهاق الأرواح فهي من تصرّ على منع وقف الحرب وتستمر في تزويد العدو الصهيوني بشتى القذائف الفتاكة والسلاح المدمر والمحرم دوليًا الذي يقتل الأطفال ويدمر المباني فوق رؤوس الآمنين.
ولفتت إلى أن هذه الجريمة تؤكد فاشية العدو الذي يعوض فشله عبر ممارسة الإرهاب بالقتل والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل
إلى ذلك أدانت هيئات حقوقية وحكومية وفصائل فلسطينية وجهات متعددة المجزرة الصهيونية الدامية التي استهدفت خيام النازحين في رفح جنوب قطاع غزة، ونجم عنها عشرات الشهداء والجرحى أغلبهم أطفال.
وفي هذا السياق أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن ارتكاب العدو الصهيوني مجزرة قتل جماعي لنازحين فلسطينيين في رفح إمعان في رفض وتجاهل قرار محكمة العدل الدولية بضرورة وقف الهجوم العسكري على المدينة.
وقال المرصد: إن الكيان الصهيوني واصل شن عشرات الغارات على رفح وقتل أكثر من 70 فلسطينيا خلال اليومين التاليين لقرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على المدينة وحماية مئات آلاف المدنيين فيها.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني رد على قرار محكمة العدل والمطالب الدولية بوقف هجماتها بقصف مخيم للنازحين شمال غرب مدينة رفح مساء الأحد الفائت ما خلف عشرات الضحايا بين شهيد ومصاب ومفقود.
بدورها، أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” بأشد العبارات المجزرة البشعة والمحرقة التي ارتكبتها قوات العدو الصهيوني في مخيم النازحين غرب مدينة رفح.
وقالت في بيان لها: إن المجزرة خلفت عشرات الشهداء والجرحى الذين أحرقت أجسادهم وتفحمت جراء استهداف خيم النازحين بثمانية صواريخ من الطائرات الحربية تسببت في إحراق الخيم وقتل واستشهاد ٤٠ شهيدا وإصابة قرابة ٦٠ آخرين معظمهم أطفال ونساء بجراح مختلفة ناهيك عن حرق عشرات الخيام في المخيم البركسات التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
من جهتها أكدت القوى الوطنية والإسلامية في بيان لها: أن هذه الجريمة “تؤكد فاشية الاحتلال وأنه يعوض فشله عبر ممارسة الإرهاب بالقتل والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل”.
وأضافت: إن هذه الجريمة هي دليل إضافي على جرائم الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال وجيشها بحق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يزعم ويعلن كذبًا وتضليلًا بأنه يتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين.
وتابعت: إن هذا الأمر يفرض على كافة دول العالم وهيئاته ومنظماته تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية والتحرك العاجل من أجل الوقف الفوري لسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأكدت الفصائل أن الإدارة الأمريكية “شريك في قتل الأطفال وإزهاق الأرواح”، لإصرارها على منع وقف الحرب، واستمرارها بتزويد الاحتلال بشتى القذائف الفتاكة والسلاح المدمر والمحرم دوليًا.
فيما طالبت منظمة العفو الدولية المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة.
ويواصل العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 35,984 مواطنا فلسطينيا، جلهم من الأطفال والنساء، وإصابة 80,643 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ويعانى أهالي قطاع غزة، جراء العدوان وقيود العدو الصهيوني خلال أكثر من سبعة أشهر، “مجاعة” وشيكة بسبب القيود التي فرضها كيان العدو على إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود مما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.
كما يعاني سكان شمال القطاع البالغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات، نتيجة استمرار إغلاق الكيان الصهيوني للمعابر الحدودية وعدم دخول الشاحنات إلى الشمال، ما يعيد “شبح المجاعة” إلى الواجهة من جديد، وفقًا لمسؤولين محليين ومنظمات دولية.
ويشكل الأطفال نحو نصف المجتمع الفلسطيني، وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان له: إنه من المتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف عام 2024م في دولة فلسطين 2432534 طفلاً (بواقع 1364548 طفلاً في الضفة الغربية، و1067986 طفلاً في قطاع غزة)، وتشكل نسبة الأطفال في فلسطين نحو 43 في المائة من إجمالي السكان (41 في المائة في الضفة الغربية و47 في المائة في قطاع غزة).