الموروث الشعبي.. صورة للمجد الحضاري

 

الثورة / بدر محمد

يظل الموروث الشعبي هو المرآة الصادقة لمدى أصالة أي مجتمع بشري ومدى عمق جذوره الحضارية ومدى إسهاماته الحضارية المشهودة في تقدم مسيرته المزدهرة والراقية.
ولذلك نجد إن الشعوب والأمم على مدى التاريخ تهتم بمورثها الشعبي، وتعمل تقديمه والحفاظ عليه من خلال المتاحف والمراكز الخاصة به.
إن الاهتمام والعناية بالمورث الشعبي وظيفة راقية حيث يمثل هذا الموروث عنصراً رئيسياً في تكوين وطبيعة الإنسان، كما أنه جزء لا يتجزأ، بل ومكون من مكونات المجتمع على حد سواء، وخاصة أن بلادنا تتمتع بالفعل بموروث ثقافي غني ومتنوع وأصيل. كما ينطلق الاهتمام بالموروث الشعبي أيضاً من شعور عميق بأهمية التراث الثقافي في حياة الشعوب والأمم، فالتراث يمثل مصدر إلهام طبيعي وحيوي لأبناء المجتمع، وخاصة الشباب منهم، يدفعهم إلى العمل بجد، ويحفزهم على مزيد من العطاء من أجل مواصلة ما بدأه الأجداد والآباء.
التراث الشعبي هو عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها، وقصص الجن الشعبية، والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم ومعارض للأزياء الشعبية ومعارض للمنتجات الشعبية والأدوات المستخدمة في تسيير شئون الحياة.
وكم هي مبادرة جميلة افتتاح متحف الشعبي بمقتنياته المتواضعة التي نأمل في قادم الأيام أن يتضمنها المتحف الشعبي ليكون شاملا لكل البلاد ولكل موروثها الشعبي الغني بتنوعه ومجده الحضاري.
تصوير/حامد فؤاد

قد يعجبك ايضا