مع خوضها معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس تواصل اليمن مضيها في معركة الوعي عن طريق المدارس والدورات الصيفية التي ما إن فتحت أبوابها لهذا العام حتى توافد الألاف من أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بهذه الدورات مترجمين بذلك مدى وعيهم الكبير بأهمية هذه المدارس التي تسعى إلى ترسيخ قيم التفاني والإخلاص والعمل واستثمار أوقات الفترة الصيفية بما يكفل صناعة جيل إيماني قوي، وواع يبدد مشاريع القوى الظلامية ويرسم لليمن مستقبله المشرق .
الثورة / قضايا وناس
يقول أولياء أمور الطلبة إن ثمرة هذه المدارس خلال الأعوام الماضية هي فتحت في نفوسهم آفاق الاستعداد للدفع بأبنائهم لفصولها الدراسية من خلال ما تقدمه من علم وهدى وتأهيل وتدريب يصنع جيلاً متسلحاً بالعلم والمعرفة، وفق ما أكده منصور الحمدي أحد أولياء الأمور الذي سجل أولاده في مدرسة الفردوس الصيفية في العاصمة صنعاء .
الإقبال كبير وفاق التصورات هذا العام وهو ما دفع العديد من المدراس في العاصمة صنعاء لإيقاف التسجيل نظراً لطاقاتها الاستيعابية المحدود وفقا للقائمين على هذه المدراس الذين أكدوا ان أعداد الطلاب هذا العام كان كبيراً جدا ، ومنها المدرسة الصيفية في الجامع الكبير في العاصمة ومدرسة مركز بدر العلمي الثقافي .
عبدالله إسماعيل، أحد الكوادر التعليمية بمدرسة الفردوس الصيفية في العاصمة صنعاء أكد ان الإقبال على هذه المدارس فاق القدرة الاستيعابية للمدرسة الصيفية وهذا يدل على مستوى وعي أولياء الأمور بأهمية هذه المدراس التي أصبحت ِقبلة لأولياء الأمور خلال هذه الأيام التي بلغت أكثر من خمسمائة مدرسة صيفية .
مدراس المحافظات تكتظ بطلابها
لم تكن مدارس العاصمة صنعاء هي وحدها من اكتظت ، فالمدارس الصيفية في المحافظات شهدت توافداً غير مسبوق من قبل الطلاب الملتحقين بها ، ومنها محافظة صعدة حيث أكد عضو اللجنة الفرعية للمدارس الصيفية بالمحافظة عبدالرحمن الظرافي ان أعداد الطلاب الملتحقين بالمدراس هذا العام تجاوز أعداد الطلاب الملتحقين بها العام الماضي .. مشيرا إلى أن عدد المدارس الصيفية بالمحافظة لهذا العام 700 مدرسة مفتوحة و 22 مدرسة نموذجية ” ذات سكن داخلي .
كذلك أكد مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة عمران زيد رطاس ان عدد الطلاب الذين توافدوا فاق قدرات المدراس الاستيعابية التي وصل عددها في المحافظة الى 854 مدرسة منها 400 مدرسة نموذجية، بينها 21 مدرسة نموذجية لها سكن داخلي .
حرص كبير من الطلاب
وكما كانت فرحة الآباء غامرة بالتحاق أبنائهم بهذه المدراس كان حرص الطلاب الملتحقين بهذه المدارس كبيراً، فهي تلبي تطلعات وآمال الطلاب حسب تأكيد الطالب الحسن عبدالله الحميضة أحد الملتحقين بالمدرسة الصيفية بجامع الشعب في العاصمة صنعاء الذي أكد حرصه الشديد على الالتحاق بهذه المدارس التي تقدم الرعاية للطلاب، وتعد جيلا متسلحا بالقرآن، وتحصن الأجيال من الحرب الناعمة والثقافات الزائفة، وتملأ أوقات فراغهم بالأنشطة المختلفة والوعي ليتمكنوا من مواجهة التحديات .
كذلك عبر الطالب عقيل علي سالم لقمان عن سعادته بالتحاقه بالدورات الصيفية لأنه كما يقول : يستطيع تنمية قدراته ومواهبه عبر الأنشطة والفعاليات التي تقيمها المدرسة الصيفية في مختلف المجالات .
اعداد مبكر وخطة موجهة
ومع توقعات ارتفاع أعداد الطلاب لهذا العام حرص القائمون على إنجاح هذه الدروات من خلال التحضيرات لها مبكراً منذ بداية شهر رمضان من خلال الورش التي كان مضمونها آلية التنفيذ داخل المدراس الصيفية والتسجيل وتنفيذ المهام الإدارية داخل المدراس الصيفية للوصول .. إلى جانب تشكيل اللجان التي ستنزل للميدان وتتفقد هذه المدراس على مدى الثلاثة الشهور القادمة .
وحرصا على تحقيق أهداف هذه الدورات فقد قسم القائمون مراحل الدراسة في هذه المدراس الى ثلاثة مستويات تتناسب وأعمار الطلاب الملتحقين بهذه المدراس، وهي المرحلة الأساسية التي تستهدف الصفوف من الأول حتى السادس ابتدائي، والمرحلة المتوسطة التي تستهدف الطلاب من السابع وحتى الأول الثانوي، ومرحلة ” التعليم العالي ” والتي تستهدف خريجي الثانوية العامة، وفق ما أوضحت مسؤولة التدريب في اللجنة الفرعية للمدراس الصيفية للبنات في أمانة العاصمة بلقيس إسحاق.
ضرورة حتمية
الحاق الطلاب بالمدراس الصيفية أصبح ضرورة لتحصينهم ومساعدتهم على مواجهة هجمات الاعداء الفكرية والثقافية وفق ما تؤكد رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب التي تقول ان هذه المدارس هي السبيل الوحيد لتحصين أبنائنا وبناتنا ليكونوا على درجة عالية من الوعي وفهم ما يحيكه أعداء الأمة من مؤامرات ضدهم فلا يتأثروا بالأفكار والثقافات الهدامة .
كما انها تأتي تكريسا للقيم الإيمانية لجهاد النفس والأداء وفق ما يؤكده عضو رابطة علماء اليمن عارف السروري الذي شدد على أهمية التسلح بسلاح العلم والإيمان وتحصين النشء من الثقافات المغلوطة وتربيتهم على الثقافة القرآنية التي تبني جيلا واعيا بمخططات العدو.
الشائعات تصطدم بوعي المجتمع
البداية الاستثنائية للدورات الصيفية، والإقبال الذي فاق التصورات، والدعوات المستمرة لأولياء الأمور للدفع بأبنائهم إلى هذه المدراس، تؤكد عدم تأثر المجتمع بحملات التشوية التي أطلقها أعداء هذه المدراس، فاليمنيون اصبحوا بوعيهم الكبير يعرفون تمام المعرفة مؤامرات الاعداء ومخططاتهم الخبيثة التي تستهدفهم في كل مجالات الحياة ومنها ما يرتبط بأفكارهم وثقافتهم .