قبل صلاة الفجر.. هذا ما كان

د / خالد عبد الله الهادي

 

 

المنظر كان مذهلاً..
استجابة عملية كبيرة لنداء السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله للدفع بالأبناء إلى الدورات الصيفية..
هذه الصورة لم تكن أثناء الاستعداد لصلاة الجمعة..
بل كانت لعشرات الشباب والنشء والأطفال قبل إقامة صلاة الفجر يوم الأحد الماضي في الجامع الكبير بصنعاء.. الذين اندفعوا للالتحاق بالدورة الصيفية المقامة في الجامع..
العدد كبير جداً في اليوم الأول..
الصورة لجانب فقط من صفوف الملتحقين بالدورة الصيفية في مركز واحد فقط .. وأثناء صلاة الفجر.. فعدسة الهاتف لم تتمكن من التقاط الاتجاهات الأخرى..
ولكم أن تتخيلوا عظمة المشهد الروحي والنفسي الذي عشناه في تلك اللحظة الهامة..
هذا التواجد هو أهم وألذ الثمار العملية للدورات الصيفية..
بعد الصلاة مباشرةً اكتظ الجامع بعدد كبير جداً من حلقات تلاوة القرآن والدعاء والتسبيح حتى مشرق الشمس..
إن أهم ثمرة للدورات الصيفية هو تزكية النفس.. التربية القرآنية .. تعزيز صلة المجتمع بالله سبحانه وتعالى وبرسوله وبكتابه القرآن الكريم..
إن الخاسر الكبير من عدم الالتحاق بالدورات الصيفية هو الذي لم يتذوق ثمار التربية الإسلامية لأبنائه، هو الذي ترك أبناءه يتيهون في الشوارع لهثاً مع رفقاء السوء، في أندية البلياردو والعاب البلاستيشين، والتسكع في المتنزهات والحدائق، واكتساب السلوك السيء والثقافة السلبية نتيجة التعرض المباشر لأدوات الحرب الناعمة..
إن الخاسر الكبير هو الذي يترك أبناءه يسقطون في مستنقع الضياع بدلاً من الدفع بهم إلى واحات التربية والتثقيف والتعليم الذي يهذب سلوكهم، وينمي قدراتهم، ويزكي نفوسهم، ويعلمهم أسس دينهم الحق، ويوفر لهم الحماية الحقيقية من الضياع،
وينأى بهم عن المضلات والثقافات الخاطئة التي تحولهم مستقبلاً إلى معضلات مجتمعية وأدوات استهلاكية في يد الحاقدين والمغرضين..
إن الخاسر الحقيقي هو الذي لا يهتم ولا يستشعر المسؤولية تجاه أبنائه، ولا يسعى ليدخلهم في مصانع الرجال الذين يحملون على عواتقهم مسؤوليات المستقبل والنهوض بالبلد ومواجهة التحديات الكبيرة التي يفتعلها أعداء البلد وأعداء الأمة الإسلامية..
إن أمام ولي الأمر، خيار واحد فقط لضمان مستقبل آمن لأبنائه، ولأسرته، وهو خيار تعليمهم وتثقيفهم وتربيتهم تربية إسلامية..

قد يعجبك ايضا