المونديال لا يعرف الكبار
● لا الخبرة ولا العبرة ولا البطولات والنجومية والتاريخ خدموا منتخب اسبانيا العريق للبقاء ولو للمرحلة المقبلة من بطولة كأس العالم على اقل تقدير حيث ودع البطولة من أول المشوار وترك أثرا سلبيا على أداء متواضع وضعيف قدمه بطل العالم السابق ولم يترك معه حتى علامات الأسف واللوعة في قلوب وعقول عشاقه حول العالم وهم الذين شهدوا نهاية حقبة جميلة توجت بالعديد من البطولات الدولية وقدمت للساحة الكروية العظام من النجوم الكبار.
لكن وبكل صدق وعطفا على ما مضى من مباريات شهدها العالم طوال الأيام القليلة الماضية فإن مونديال البرازيل كشف حقيقة ساطعة مفادها أن لا كبير في الكرة ..ففي المقدار الذي تقدم فيه العطاء لها فإنها تجزل في العطاء وتكرم المبدعين بدليل أن مبارياته لم تشفع لا لانجلترا العريقة ولا للبرتغال الأنيقة ..لكنها قدمت الولاء للماكينات الألمانية وفرشت البساط الأحمر أمام اجتهاد الأوروغواي وعطاء الطليان ..لكنها كذلك حذرت المنتخبات الكبيرة بأن مفاجآتها مقبلة ما دامت الكرة مستديرة ولا تعرف لحدودها مستقرا.
توقعنا هنا وبحكم العاطفة والروابط القومية أن يكون للمنتخب الجزائري الشقيق حضور جميل وأخاذ يوازي إن لم يتفوق على ما قدمه المحاربون في اسبانيا 82 عندما حطموا غرور الألمان وكانوا بحق أبطالا لا زلنا نذكر إبداعاتهم حتى يومنا هذا..لكن على النقيض تماما ظهر جيل اليوم من نجوم الجزائر الذين تلقوا هزيمة مريرة في بداية المشوار أمام بلجيكا العريقة رغم تقدمهم أوقاتا طويلة من زمن اللقاء..لكنها عادة عربية أن لا يصمد الانتصار سوى لسويعات قليلة..لكن نتمنى أن تكون البداية فقط تتلوها النتائج القوية في القادم من المباريات إن أدرك النجوم أن الوطن العربي كله يرقب مبارياته ويتمنى عليهم تقديم المستوى الذي يؤكد تطور وتقدم الكرة العربية وأحقيتها بالوصول إلى بطولة كبرى بحجم كأس العالم.
وان كنا ندرك أن الوقت لا زال مبكرا للحكم على الأمور وأحقية المنتخبات بالمنافسة على اللقب..فإن ما تحقق خلال المباريات السابقة وجه لعشاق الكرة في العالم رسائل بليغة مفاده أن المفاجآت قادمة وان الكرة باتت لا تعترف بالكبار..من هنا احذروا…!!
* رئيس القسم الرياضي
في جريدة العرب اليوم الأردنية