التقاعس عن نصرته من أعظم الآثام وأشنع الجرائم: المسجد الأقصى أمانة الرسول الكريم وحمايته واجب على الأمة الإسلامية
الثورة / محمد الجبري
للمسجد الأقصى لدى المسلمين أهمية كبيرة نظرا لقيمته الدينية لديهم فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله محمد عليه وآله افضل الصلاة والسلام.
بني المسجد الأقصى في أرض مباركة، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ وقوله: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾.
فضل المسجد الأقصى
يعتبر المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي أذن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم والشرع للمسلمين في شد الرحال إليها، والعلاقة بين المسجدين علاقة تاريخية تمتد جذورها عبر التاريخ من عهد آدم عليه السلام مروراً بباقي الأنبياء عليهم السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وتشير الدلائل إلى أن الملائكة هم من قاموا ببناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وأن العهد بين البناءين أربعين عامًا كما ثبت بالحديث الصحيح عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة.
حكم الدفاع عن الأقصى
إنّ صلاة الرسول الكريم عليه وآله أزكى الصلاة والسلام بالأنبياء إماماً في المسجد الأقصى دليل على أنّ السيادة عليه انتقلت للنبي ولأمته من بعده، وواجب الأمة في حمايته ، من أوجب واجبات الدين، وأعظم فرائض الإسلام، فحماية المقدّسات الإسلامية من أعداء الأمَّة، وعلى رأسها بعد الحرمين، المسجد الأقصى المبارك، وما حوله من الأرض المقدسة، والتي أورثها الله تعالى أمّة الإسلام، وجعل الحفاظ عليها أمانة الله بيدها، وقد أجمع العلماء، واتفقت المذاهب الإسلامية على وجوب جهاد المحتل، وأن المفرِّط فيها خائن، وتوعد الله من تخاذل عن الدفاع عنها بالعذاب الأليم، والاستبدال، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله، والرسول، وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}، وقال تعالى: {إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وإنَّ التقاعس عن نصرتها من أعظم الآثام، وأشنع الإجرام. وأن الجهاد حقِّ لنصرة مساجد الله، قال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}، وهذه الآية في عموم المساجد، فكيف بالمسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين، ومسرى خاتم المرسلين، ومهاجر النبيين عليهم أفضل الصلاة والسلام.