تجلي ثمرة الصبر والصمود في واقع شعبنا

فضل فارس

 

إذا جئنا يا شعبنا العزيز والصامد والمناضل ومن منظور التأمل والاعتبار بالسنن الإلهية، لنستنتج ونأخذ وجه الحكمة والعبرة الحية والواقعية لسنن الله وتقديراته في أرضه من الشدائد والامتحانات الإلهية التي قد حصلت للكثير من الأنبياء والأولياء وكذلك بعض الأقوام الأخرى فيما قد مضى من الدهر قال تعالى {وَلَـمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا} صدق الله العظيم، لوجدنا حينها أنه وأحيانا تأتي الاستجابة ويأتي الخلاص من الله لك ولواقعك العملي بأن تعاني وتتوجع وتتمحص ولكن في إطار أن تتجلد وتخرج من ذلك الامتحان الإلهي ناصع الجبين..!!
فيما ذلك يكون أيضاً عبارة عن شدائد تمر بها “ولو أن فيها صعوبة ومشقة عليك وعلى مشروعك ” لكنك تتحول وتنضج عبرها ومن خلالها إذا كنت عليها ممن يتجلد ويصبر ولاكن الصبر المصحوب بعمل ويحتسب بانتظار الفرج كذلك ممن يفهم وجه الحكمة من ذلك الشديد إلى شخص والى أمة ذات أثر وكفاءة وقيمة كمالية وفاعلية عالية..!!! وفي ذلك عبرة..وهي سنن الله تتجدد ..!!
فشعبنا اليمني وحيث أن الله قد امتحنه بسنوات طويلة من الحروب المحلية والدولية مع أولياء الشيطان وشذاذ الآفاق المحليين وغيرهم من أسيادهم، ولكنه خرج من ذلك الامتحان وبرحمة الله له ناصع الجبين وببياض وجه في مشروعه العظيم ومسؤوليته النهضوية الإيمانية التي حمّله إياها مشروعه القرآني والشهيد القائد لهذا العالم المتنصل عن المسؤولية، فمكنه الله في أرضه وأعلى مقامة وذكره وجعله من خلال ذلك الامتحان والاختبار الإلهي الذي قد مر به وما أضفى وكان الطابع عليه والمتطبع به دائماً من عروبته الأساسية وحماسته الدينية التي يستمدها من صموده وحكمته اليمانية ومن تعاليم كتاب ربه العزيز وأعلام هداه في مناصرة ومؤازرة قضايا أمته الإسلامية والتي أهمها وأقدسها القضية الفلسطينية، التي تتعرض في هذه المرحلة بالذات لمحاولة الاجتثاث والاستئصال والطمس الكلي من الخارطة الإسلامية، وذلك بعكس ما أصبح عليه الكثير من الأعراب المستعربة اليوم من العمالة والخذلان والبيع لقضايا أمتهم المركزية امل وسيد ومرجع ومحط فخر وقدر واعتزاز شعوب الجزيرة العربية قاطبة..!!
هذا الشعب الجريح والمثقل بالجراح الغائر “بفعل تآمر وخذلان وسيف أخيه وجاره العربي القريب”، هنا الشعب الصامد والمضحي بكل طوائفه وفئاته المجتمعية وبقيادته الربانية المؤمنة، هذا الشعب الحكيم والجسور على دينه وأرضه وعرضه، حيث وقد غدا اليوم وبعد 9 أعوام وها نحن قادمون في العام الـ 10 من زمن الحرب والحصار والاعتداء الإجرامي المسيس وبدون مسوغ ديني أو شرعي أو قانوني من تحالف الشر والعمالة للشيطان الأكبر عليه، حيث وقد غدا وبعد كل ذلك الامتحان الصعب والشدائد والتضحيات والمعاناة الجما التي وقعت عليه، وبفضل الله وغلبته ونصره وتمكينه له ومشروعه العظيم والمبارك أيضاً، يحصد نتائج صبره وصموده وتضحياته بالغالي والنفيس كل طوائفه وفئاته المجتمعية، كل ذلك الوقت وتلك الفترة التي مضت في وضع من القوة والعزة والمنعة والصلابة والتماسك وكذا النهضة الحيوية والصناعية لمختلف الآلات والأسلحة المتطورة والرادعة سواء الصاروخية والمسيرة أو غيرها من الأقسام والمجالات الحربية ذات الاذرع الطولى التي تخترق كل تقنيات ومنصات الأعداء الدفاعية لا يستهان به ويحسب له ولا ما بين يديه، وقد مكنه الله من أن تحسب له الإدارات المتغطرسة والمتجبرة في هذا العالم الف الف حساب.

قد يعجبك ايضا