في أعظم جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث: الجوع ينهش أجساد سكان شمال غزة.. والأعلاف ملاذهم الأخير
الثورة / متابعة/حمدي دوبلة
يحكم جيش الكيان الصهيوني حصاره على قطاع غزة ويصر على منع دخول الغذاء إلى اكثر من مليوني فلسطيني للشهر الخامس على التوالي من حرب الإبادة الجماعية التي يفرضها على القطاع وخصوصا في مناطق الشمال الذين اضطروا إلى أكل الأعلاف والأشجار للبقاء على قيد الحياة في أكبر جريمة يشهدها عالم اليوم دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا
وأصبح رغيف الخبز في غزة- كما يقول سكان محليون ومنظمات حقوقية- سلعة نادرة وباهظة إن وجدت؛ ليضطر الكثير من السكان إلى طهي الأعشاب وخبز علف الحيوانات لسد جوعهم.
ويوضح تقرير أممي أن أكثر سكان قطاع غزة يعانون من الجوع الشديد في ظل خطر حدوث مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا لم يتوفر ما يكفي من الغذاء والماء النظيف وخدمات الصحة والصرف الصحي..
وأكد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للشهر الماضي بغزة، أن جميع سكان غزة – حوالي 2.3 مليون شخص – “يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي”، موضحًا أن 26% من السكان (نحو 577 ألف شخص) قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف ويواجهون جوعًا كارثيًّا (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل) والجوع الحاد.
وقال التقرير إن هناك خطرا لحدوث المجاعة في غزة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر تقييد وصول المساعدات الإنسانية. ويتضمن هذا التحليل الأخير للأمن الغذائي في غزة، بيانات من برنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية.
ويعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد، وتحدث بسببه أكثر من حالتي وفاة يوميًّا من بين كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع الشديد أو نتيجة لسوء التغذية والمرض معا”، وقالت سيندي ماكين- المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي- أن البرنامج حذر على مدى أسابيع من وقوع هذه الكارثة. وأضافت أن الوضع أصبح يائسا بدون ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستمر الذي طالبت به الوكالات الأممية. وأكدت أن الجميع في غزة ليسوا في مأمن من الجوع الحاد.
وأفاد خبراء الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي بأن سكان غزة قد استنفدوا جميع مواردهم فيما انهارت سبل عيشهم، ودُمرت المخابز، وأصبحت المتاجر فارغة، ولا تستطيع الأسر العثور على الطعام.
ويشتكي سكان شمال غزة من أنهم غالبًا ما يمضون أياما كاملة دون تناول الطعام، وأن العديد من البالغين يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام.
ورغم المناشدات الحقوقية والإنسانية للعالم أجمع بأن الوضع الإنساني في غزة -والشمال تحديدا- تجاوز المخاوف إلى الحقائق؛ حيث سُجل العديد من حالات الوقيات بسبب الجوع ونقص الغذاء، إلا أن المعابر لا تزال مغلقة، والمساعدات الإنسانية لا تكفي أقل من 10% من الاحتياجات المطلوبة، ومع ذلك لا يصل شيء منها إلى الشمال بسبب قيام الاحتلال بفصل الشمال عن بقية القطاع، ما يزيد المشهد بؤسا ويهدد بانتشار الأمراض المميتة بين الأهالي.
ويعاني الفلسطينيون في شمال قطاع غزة، من شحة كبيرة في المواد الغذائية الأساسية، لا سيما الدقيق، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
يأتي ذلك في ظل منع قوات الاحتلال الإسرائيلي إدخال شاحنات المساعدات إلى مناطق شمال غزة واقتصار عبورها إلى جنوب القطاع.
ومنذ اندلاع العدوان، عمدت قوات الاحتلال إلى دفع سكان شمال القطاع للنزوح نحو جنوبه، لا سيما مدينة رفح المحاذية لمصر، وسط مخاوف من نية إسرائيل تهجيرهم إلى شبه جزيرة سيناء.
كما منعت قوات الاحتلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من العمل في شمال غزة، واقتصرت خدماتها على جنوب القطاع منذ الأيام الأولى للعدوان.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، فإن نحو 600 ألف مواطن في شمال غزة يتعرضون للموت نتيجة المجاعة وانتشار الأمراض والقصف الإسرائيلي، فيما حذرت الأمم المتحدة، في بيان سابق، من أن 2.2 مليون شخص في قطاع غزة، معرّضون لخطر المجاعة.
وتؤكد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”أونروا”، إن المساعدات الإنسانية التي تدخل للقطاع بشكل عام “لا تلبّي 7% من احتياجات السكان من كافة المستلزمات الغذائية والإغاثية».