أكاذيب في مواجهة السلام

متابعة/حامد فؤاد
في العدد الجديد من مجلة الدراسات الفلسطينية الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، في فلسطين وبيروت، والذي جاء تحت عنوان العدد (سلام لغزة)، احتوى على محاور عديدة: محور المداخل، وحوارية مهمة مع الباحث والكاتب الدكتور خالد عودة الله، أجراها معه الشاعر الدكتور عبد الرحيم الشيخ، محور الأسرى والحرية، محور الإعلام والسردية، محور الأعمار والعمارة، محور الاجتماع والثقافة، محور الشعر، وتقرير عن فلسطين للكاتب عبد الباسط خلف، ثم قراءات ومراجعات لكتب. في افتتاحية العدد (أين تقع غزة) التي كتبها رئيس التحرير الكاتب إلياس خوري، يكتب (تشكل غزة مقياسا لمآل القيم الأخلاقية، في العالم، فهنا على الشاطئ الجنوبي، للمتوسط، تنهار القيم، ويتحول الإنسان إلى ظل لإنسانيته، هنا في غزة، تتم جريمة إلغاء التمييز، أو محاولة إلغاء التمييز بين العدالة والظلم، بين الموت والحياة، بين الضمير وغيابه، كيف يمكن أن يبتلع العالم هذه الكمية من الأكاذيب، التي اخترعها النازيون، وقادت إلى الجريمة، وهو يرى الأكاذيب نفسها تتكرر، والجريمة تفترس الأرض؟ إنهم يكذبون بلا توقف، بهدف ماذا؟ وهم يعرفون أنهم قتلة، ويدعون أنهم ملائكة، يكذبون وهم يعرفون أنهم يدمرون الأخلاق، ويتغطون بالقيم الإنسانية)
ويكتب رئيس التحرير الضيف الدكتور عبد الرحيم الشيخ أستاذ الدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت، في نصه: غزة القلب المفتوح: (ونحن في الحرب لا نكتب الحرب، وهي تفرض على وجودنا الجماعي أمية قسرية، وليس لنا إلا التعرف على أبجديتها بتفحص أجسادنا ونحن نتعلم القراءة قبل الكتابة، لنتكلم عن هول الحرب، يحرق العدو الأرشيف والمكتبة والمبنى العتيق ضمن إبادة الجماعي، ويدشن أرشيف الأجساد المحروقة، لتكريس مشهدية الردع الذي يمنع حضور الحاضر، ويوقف استقبال المستقبل، بالجدار الحديدي، الذي أكله الصدأ. في فلسطين نتعلم القراءة لنتعرف إلى شاهدية الجسد المكتوب بالحرب، ولنبدأ الكلام من جديد بعيدا عن بكم الحقيقة، وبلاغة الحق. نغني لانتصار القلم على السيف، وأن حرمن قذائف الموت القادمة من السماء رفعت العرعير، من فرصة المواجهة، وقذفت أقلامه الملونة من وجوه الجنود الشاحبة ووجه العالم.

قد يعجبك ايضا