جمعة رجب.. هوية إيمانية تربط الماضي بالحاضر

ماجد السياغي

 

 

جمعة رجب مناسبة دينية يحرص اليمنيون على إحيائها ويتخذون منها عيداً دون سواهم فقد وثقت دخول اليمنيين في الإسلام استجابة لدعوة الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم التي جاء بها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لأهل اليمن.
ويتم إحياء جمعة رجب محطة لاستحضار فضائل الإسلام ولتعزيز قيم الهوية الإيمانية وتجسيدها في واقع حياتنا وهو ما أكده قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
ويحرص اليمنيون على إحياء جمعة رجب بأنشطة وفعاليات توعوية تعزز من منظومة الهوية الإيمانية، بما يمكّن من امتلاك المناعة القائمة على الوعي اللازم لمواجهة مخاطر الحرب الناعمة، التي تستهدف العقول وتعمل على تنميط أفكار المجتمع وقيمه بتقنيات اتصالية ناعمة تمارس ضغوطاً ظاهرةً وخفية ظاهرها حضاري وخفاياها تهشيم بنية المجتمع الدينية والتربوية والوطنية.
ومنذ فجر الإسلام كان الشعب اليمني في طليعة الشعوب التي جابت الأرض سعياً في نشر دين الله وتعاليم الإسلام التي جاء بها الرسول المصطفى المبعوث رحمة للعالمين، ولم يتخلى الفاتحون وأبنائهم وأحفادهم عن هويتهم المرتبطة بنصرة الإسلام وأهله.
اليوم وفي ظل حالة الضعف والوهن الشديد الذي أصاب الأمة وسيطرة روح الانهزام عليها أمام أعدائها، مع ما تتعرض له من غزو فكري وثقافي لم يجد اليمنيون بدًّا من إعادة إنتاج دورهم الحضاري الإسلامي الفاعل والمؤثر في نصرة الدين والدفاع عن الحق ونصرة المستضعفين.
فمنذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي عبَّر الشعب اليمني عن موقفه الثابت والواضح، وأكدته موجهات قائد الثورة وجسده القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط ونفذته المؤسسة العسكرية اليمنية وترجمته بيانات القوات المسلحة عن عملياتها في عمق المحتل الصهيوني والعمليات البحرية التي منعت واستهدفت السفن التي لم تمتنع من التوجه إلى موانئ العدو الإسرائيلي حتى يتم رفع العدوان والحصار على أبناء غزة.
كل ذلك جرى ويجري والمسيرات التضامنية الحاشدة في أمانة العاصمة والمحافظات تتوسع بشكل لا تخطئه العين فوضت وجسدت التفويض لقائد الثورة وأشادت بمفاعيل عمليات القوات المسلحة اليمنية الصاروخية والجوية والبحرية التي طالت العدو الصهيوأمريكي ومصالحه..
وفي ظل حالة اللا جديد في العجز العربي سوى الارتهان للإدارة الأمريكية والدعم اللوجيستي للعدو الإسرائيلي والمراهنة على التطبيع من أجل الاستقرار، بدت الإدارة الأمريكية وهي الإدارة المتحكمة بالعدوان السعودي الإماراتي على اليمن منذ تسع سنوات، عاجزة أمام ضربات محور المقاومة وبدت أكثر عجزا في التصدي للباس اليماني وهو ما أكده فشل تحالف حماية السفن الإسرائيلية الذي تقوده أمريكا.
الفشل الأمريكي وعجزه عن تضليل الرأي العام بأمن الملاحة الدولية قاده إلى شن عدوان أمريكي بريطاني غاشم على عدد من المحافظات اليمنية في يوم جمعة رجب وهو اليوم الذي شرَّف الله فيه أهل اليمن بالدخول إلى الإسلام ويأتي هذا التحرك الغربي ليثبت أن موقف الشعب اليمني له أثره البالغ في نفوس الأعداء وهو ما أكده الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي منذ عقود يوم قال “عندما تعرف أن عدوك تحرك، لماذا تحرك؟ هو أنه أصبح ينظر إليك أنك أصبحت رقماً كبيراً، وأنك أصبحت تشكل خطراً بالغاً عليه، أوليس هذا هو ما يسعد الإنسان المؤمن أن يعلم من نفسه أن عمله له أثره البالغ في نفوس الأعداء؟ فعندما يتحرك الآخرون ضدك فاعرف أن عملك كان أيضاً عملاً له أثره الكبير”.
وفي عالم يفيض بحرب الأفكار الناعمة وتأثيراتها العميقة على الهوية الجامعة تظل الهوية اليمانية حاضرة يستمد اليمني مفرداتها من شهادة النبي الكريم القائل الإيمان يمان والحكمة يمانية نراها تربط الماضي بالحاضر، يسرج اليوم صهوتها اليمنيون قيادةً وجيشاً وشعباً بعزيمة أمضى وإرادة لا تلين وهوية إيمانية لا تعرف قيود الزمن.

قد يعجبك ايضا