الثورة / أحمد المالكي
قوبلت تدوينة لأحد المدونين السعوديين- وهو ضابط كبير في الجيش السعودي- باستنكار وغضب الكثير من الناشطين والسياسيين ، في شمال اليمن وجنوبه، واعتبروا هذا التصريح من شخصية تنتمي للمؤسسة العسكرية في المملكة يمثل إعلانا صريحا يكشف نوايا السعودية المبيتة في نهب الأراضي اليمنية بأي ثمن.
وكان اللواء في الجيش السعودي أحمد الفيفي، قال في تدوينة على منصة (إكس) “ حان الوقت أن يكون لدينا منفذ على بحر العرب بشيمة أو بقيمة”.
وهو ما اعتبره الكثير من الناشطين والمحللين السياسيين ، استمرار المساعي السعودية لتحقيق أطماعها في المحافظات الشرقية اليمنية بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لمحافظتي حضرموت والمهرة والثروات المعدنية الواعدة في المحافظتين اللتيين تشكلان نصف مساحة الجمهورية اليمنية، كما أن تواطؤ سلطة المرتزقة التي شكلتها الرياض ليست مؤهلة ولا مؤتمنة لحماية الأرض اليمنية ومصالح الشعب اليمني.
الشيخ حسين علي حازب وزير التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء، قال- في رده على تغريدة الفيفي لولا تكبركم وطمعكم وخطط من أوجدوكم وعملوا منكم دولة على حساب الدول القديمة والتاريخية، اليمن وعمان والشام والعراق والبحرين ، لن تكون هناك مشاكل في البحر و البر بالجزيرة العربية كلها” .
عبد الغني الزبيدي ناشط ومحلل سياسي وعسكري يمني، قال : حان الوقت أن تعاد نجران وجيزان وعسير.. بالرضا أو بالصميل.
نجلاء عبد القادر ناشطة جنوبية قالت : لا تستفزوا أهل حضرموت الأحرار في هذا التوقيت ، في قيادتك توجهها السلام والتهدئة.
عدنان با وزير وهو كاتب وناشط سياسي حضرمي رد قائلاً : القيمة ستكون عرش آل سعود يا مغفل.
وقال عامر ثابت العولقي- وهو ناشط سياسي جنوبي معروف- في رده على الفيفي ”ايران أقرب لكم من الجنوب وسندفنكم في ترابها وكل طامع معكم في أي جزء من بلادنا “.
وقالت تقارير صحفية إن السعودية، ابتلعت خلال سنوات العدوان أكثر من 42 ألف كيلومتر مربع من أراضي محافظة حضرموت، فاقتلعت الحدود الفاصلة بين البلدين عند معسكر الخراخير، ونقلتها مسافة 700 كم إلى مثلث الشيبة الحدودي مع عمان، لتنشئ حدودا جديدة بعمق 60 كم من العلامات السابقة في حضرموت.
وقالت مصادر قبلية في منطقة رماة، إن السعودية توسعت في الحدود من خلال سور الحماية الذي تتخذه، فبعد فشل كل المحاولات السابقة أوعزت الرياض إلى أحد تجار حضرموت الحاملين الجنسية السعودية، أن يقوم بعملية شراء أراض واسعة في ثمود وصحراء الربع الخالي إلى المكلا بحضرموت، بمساحة إجمالية يبلغ عرضها 15 كلم وطولها 120 كلم.
وحسب المحللين السياسيين، فإن الأطماع السعودية في حضرموت قديمة وهي مستمرة منذ عقود، ومنذ بدأت الاكتشافات النفطية التي قامت بها الشركات الأمريكية في ثمود وأماكن أخرى من حضرموت ، التي تؤكد أن مخزونات نفطية هائلة تختزنها صحارى ورمال هذه المحافظة اليمنية المترامية الأطراف ، والتي جعلت لعاب آل سعود يسيل لقضمها، فكشروا أنيابهم تجاه حضرموت وطيلة عقود عملوا للسيطرة عليها.
وتتميز حضرموت بمساحتها الواسعة التي تقدر بثلث مساحة الجمهورية اليمنية حاليا، وامتدادها الحدودي مع مملكة العدوان السعودية الذي يقدر بنصف الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية وبأكثر من 700 كم، ممتد من الخراخير حتى شرورة في نجران.