العاصمة تفتقر للمشاريع الاستثمارية العقارية و السياحية على وجه الخصوص
نسعى إلى تعزيز القدرات التوليدية للمحطات المحلية في ذهبان وحزيز لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية وتغطية العجز
قصور قطاع النظافة غير متعمد… وتدني الموازنة التشغيلية والنقص الحاد في المعدات والآليات أهم الأسباب
ندرس إمكانية نقل التمويل الخاص بالحديقة الدولية لتغطية تكلفة مشروع حديقة 21 مارس
● بحثاٍ عن تفاصيل حال الواجهة الرئيسية لليمن (أمانة العاصمة) وجهود سلطتها المحلية في النهوض بواقع هذه العاصمة المقرونة بأهم مسميات تاريخ حضارة اليمن ومركزها السياسي والسكاني والإنساني المعاصر (صنعاء).. نقلت صحيفة الثورة ملامح المشكلات الواقعية المحملة بأسئلة المواطنين المعبرة عن مشاكلهم وهمومهم وتطلعاتهم المستقبلية نحو عاصمة تشرف كل اليمنيين بنظافتها وخلوها من السلاح وبسط هيبة الدولة على حركة بنائها الحضري للحد من العشوائية التي تقتل عشرات السنين القادمة من التخطيط وغيرها..
مجموعة من الأسئلة والمشكلات أحاط القارئ بإجابتها نائب أمين العاصمة وأمين عام المجلس المحلي الأستاذ أمين جمعان.. فيما بقىي كم آخر من الأسئلة مفتوحاٍ على الواقع والمظهر العام والمؤمل أن تأتي إجاباتها عملياٍ في المستقبل المنظور…
جمعان تحدث في حزمة من القضايا والمشكلات التي تتصل بدور المجلس المحلي وعمله التنفيذي المتواصل في تأمين أمانة العاصمة كأكبر تجمع سكان في اليمن خدمياٍ وحضرياٍ ومظهراٍ عاماٍ وبنية تحتية وأمناٍ واستقراراٍ.. لكن البداية كانت من نقل المشهد العام لواقع اتساع العاصمة وأهميتها الحيوية ومساعي الأمانة المواكب لهذا التوسع إلى نص الحوار:
– بداية نريد الحديث حول المشهد العام لما تشكله العاصمة من مركز حضري وسياسي وسكاني لليمن ¿ وما أبرز ما ينقصها.. ¿
– أمانة العاصمة في المفهوم الإداري تعني جهازاٍ تنفيذي كامل الصلاحيات يتلاءم فيه الدور الخدمي والبنيوي التحتي والمسار التحديثي التنموي, ويعتبر المجلس المحلي مرتكز صنع القرار والحاضن الفعلي الراسم لكيفيات الأداء التنفيذي.. في حين يتوزع الهيكل العام على مجالس متفرعة عشرة هي المحليات المنتخبة في المديريات ويأتي الاختصاص الوظيفي لأمانة صنعاء من خلال الإدارات الفنية والمكاتب التنفيذية الممثلة لفروع الوزارات المشكلة للحكومة وتعد قلب الحراك التنموي ونطاق الفعل الحيوي الصناعي والتجاري وواحدة من أهم مناطق الجذب السياحي وكأبرز مآثر التاريخ والتأصيل الحضاري ومدينة حالمة ذات كثافة سكانية عالية..
أمانة العاصمة صنعاء الحديثة .. متواضعة البنيان حديثة النشأة يقطنها اليوم خلافاٍ للتقدير الإحصائي قرابة الثلاثة مليون ونصف المليون نسمة يتوزعون على مديرياتها العشرة, وفيما تتمتع أمانة صنعاء بحجز خدمي مستقبلي لثلاث مناطق صناعية يأتي التسويق التجاري الحر للمصنعات الغذائية والاستهلاكية والملابس والأدوات المنزلية كأحد أهم مظاهر الاستثمار المحلي لرأس المال الوطني مع احتضانها للنزل الفندقية ومواقع للتصنيع الاستثماري الدوائي المحدود..
أما ما ينقصها كعاصمة معاصرة فلا زالت تفتقر للمشاريع الاستثمارية العقارية والاستثمار السياحي على وجه الخصوص وفي جانب آخر للاستثمار الزراعي على امتداد المساحات الخصبة للعاصمة صنعاء في نطاقها الشرقي والشمالي..
تحديات
– ما هي أهم التحديات التي كان لها الأثر الكبير على أداء أمانة العاصمة وسد هذا الافتقار .. ¿
صنعاء تواجه تحديات كبير أهمها الأمنية ومخاوف الناس من تداعياتها في عاصمة هي الحاضن الأكبر للتجمعات الحضرية السكانية والغالبية العظمى من فعاليات القطاعات التجارية والاستثمارية والتسويقية والنسبة النصف المئوية في إعداد القوى العاملة في النطاق الحيوي لمركز الحكومة والمؤسسات والاختصاصات التابعة للسلطة المحلية.. ومن أبرز هذه التحديات اختلالات الجانب الأمني وانتشار المظاهر المسلحة.. وتوسع حملات التهريب ومظاهر التمترس لمسلحي القبائل وتزايد نشاط العصابات الإجرامية.. وبروز مخيف لصراع طائفي-ديني امتد ليشمل عدداٍ من مساجد أمانة العاصمة وكذا تزايد حدة الضغط الشعبي وتنامي احتجاجات المواطنين على انقطاع الشبكة المائية والانقطاع طويل المدى للتيار الكهربائي وأزمة المشتقات النفطية… إضافة إلى توسع مخالفات البناء العشوائي ووقوع اعتداءات متكررة على مواقع للحجز الخدمي وامتدادات مرورية هامة (شوارع-أرصفة-طرقات…الخ) والمساحات الطرفية غير المخططة… أيضاٍ من التحديات تراجع كبير في موارد الأمانة المستدامة ومن أهمها القطاع السياحي إلى جانب تدن كبير يشهده حجم الموارد المحلية والمشتركة. وتوقف اضطراري لجملة من التدخلات التنموية كمشاريع الشق والسفلتة وأعمال إنشائية خدماتية مختلفة.
مساعُ حثيثة
-ما هي مساعي الأمانة ممثلة بقياداتها والمجلس المحلي والأجهزة الأمنية.. في ظل هكذا كما ذكرت ¿
– تبذل الأمانة بأجهزتها الأمنية جهوداٍ جبارة تتمثل في الاضطلاع المسئول للجهات المحلية والقيام بواجباتها الوطنية للحد من مزيد من التداعيات الأمنية حيث يشهد الجانب الأمني مستوى عالياٍ من الجاهزية لتنفيذ الخطط الأمنية الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار في نطاق الحدود الإدارية للعاصمة.. وهو ما تجسده نقاط التفتيش الافتراضية من ضبط ميداني مباشر للحالات التي تنم عن خطر أمني ومنها الحد من تسويق وتهريب ذخائر أو أسلحة إلى جانب إيقاف للمشتبهين والمطلوبين أمنيا وما تشكله من عامل حيوي يعزز من أمن المجتمع رغم ما يترتب على تلك النقاط التفتشية كونها تصبح عوامل رئيسية للاختناقات المرورية لكن الأمن أهم من انسياب الحركة المرورية حفاظاٍ على مستوى الاستقرار..
وطن واسع
يتطلع المواطنون إلى عاصمة بلا سلاح كمدينة اتحادية تحوي في جنباتها تنوع الانتماء الفيدرالي لليمن الجديد.. فهل يتحقق ذلك ¿
– هو مالا يمكن تحقيقه وسط هذا التدهور الأمني والحالة السياسية غير المستقرة والتي يعيشها الوطن ,والانتشار المخيف للمجاميع المسلحة من مرافقين وحراس للعديد من قياديي العمل السياسي والحزبي والاخوة الوزراء وبعض المشايخ والرموز القبليين ..في ظل ضعف الأداء الشرطوي وغياب مفتعل لسلطة القانون…كما أن شيئاٍ من التفاؤل يجب أن نشير إليه في ضوء قرار مجلس الوزراء الأخير القاضي بمنع مظاهر حمل السلاح وحظر التجول به في العاصمة صنعاء وباقي مدن الجمهورية.
قرار منع
مصدر آخر للقلق تسببه الدراجات النارية بعشوائيتها وإخلالها بالأمن…كيف يقيم قرار المنع مقارنة بكم الدراجات المتواجدة ¿
– في حقيقة الأمر نحن نؤكد على ما حمله القرار من تداعيات اجتماعية نعجز عن التعامل المحلي معها كقضية تمتد على عموم جغرافية اليمن وشأن عام تتجاوز انسحاباته المساحة المكانية للعاصمة صنعاء. .ونحمل بدورنا مسؤولية ذلك وزارة الداخلية كإطار اختصاصي مركزي مخول بوضع الضوابط القانونية والاجرائية الناظمة لتسيير الدراجات النارية وتزمين مواعيد الاستسماح القانوني لأوقات العمل والأخذ ببدائل حل موضوعية, وإجراء مسح لأعداد المشتغلين على الدراجات النارية والعمل على إجراء التعويض العادل لهم أو النظر في إمكانيات استيعابهم في مجالات عمل مناسبة تكفل لهم العيش الكريم.
إستراتيجة التطوير الحضري
ما هي الأولويات الحالية التي تتضمنها الخطة ألاستراتيجيه لأمانه العاصمة في ظل هذا التوسع العشوائي الذي تشهده المدينة والاختناقات المرورية .¿
* نسعى لتنفيذ الاستراتيجية التطويرية طويلة المدى والتي من المقرر أن تدشن إجراءاتها التخطيطية مع مطلع النصف الثاني من العام الحالي 2014م وعلى امتداد عامين بناء على خطة التنمية الحضرية والخدمية الشاملة والتي تتضمن تحديث المخطط العام (مستر بلان) لمدينة صنعاء حتى العام 2025 اعتمادا على الدراسات الاستشارية للمشروع والذي ينفذه المكتب العربي للاستشارات الهندسية ذ.م.م والممول من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي..حيث سيشمل المشروع وضع تدخلات تحسينية لمناطق العشوائيات وإنقاذاٍ عاجلاٍ للأولويات التخطيطية والإنشائية التي تحد من تشوهاتها كما أن الاستراتيجية التطويرية طويلة المدى تأتي لتفعيل توجهات هامة للتطوير الحضري من خلال إيجاد شركات استثمارية أجنبية متخصصة للاستثمار في تأهيل أكثر من منطقة حضرية على امتداد أطراف العاصمة كنموذج تخطيطي يستوعب التوسعات العمرانية والكثافة السكانية المتزايدة وكمدن فرعية تساهم في التخفيف من وطأة الازدحام في وسط ومركز العاصمة صنعاء, ذلك إلى جانب ما تهدف لتحقيقه هذه الاستراتيجية الطموحة من تغطيه فعلية لخدمات البني التحتية وبرامج تعزيز للمقومات السياحية والثقافية المختلفة بما في ذلك تخصيص مناطق استثمارية جديدة ومواقع للمجمعات الحكومية والتوسع في تنفيذ مشاريع حصاد مياه الإمطار وتغذية وحماية الحوض المائي للعاصمة صنعاء.
الحدائق والمتنفسات
ما تزال أمانة العاصمة تعاني من قلة المتنفسات والحدائق العامة وما هي خطتكم تجاه هذا الجانب ¿
– المجلس المحلي يبذل جهوداٍ حثيثة لتأمين كل وحدة جوار بحديقة أو متنفس عام وهو ما أثمر واقع ما نعيشه اليوم من تميز حضري تزدان به العاصمة صنعاء ,حيث بلغ عدد الحدائق العامة الواقعة تحت إطار الخدمة ما يزيد عن 59 حديقة ومنتزه إلى جانب حديقتين مركزيتين في النطاق العام هما حديقة الثورة وحديقة السبعين, وفي الترتيب الثالث تأتي حديقة الحيوان, في حين لا تزال الحديقة الدولية كمشروع مستقبلي تأخر تدشين تنفيذه كجهد محلي تعترضه عوائق التعويض المالي لملاك الأرض المحددة كموقع للحديقة الدولية بمنطقة أرتل جنوب العاصمة صنعاء فيما لا يزال المجلس المحلي يدرس إمكانية نقل التمويل الخاص بالحديقة الدولية لتغطية تكلفة مشروع حديقة 21 مارس.. كما أن هناك توجهات مستقبلية تأتي ضمن أجندة مشاريع الأولوية للعامين 2014-2015 بشان تحويل مواقع الحفر الامتصاصية الخاصة بتغذية المخزون الجوفي جوار دار الرئاسة وفي محيط الكلية الحربية إلي منتزهات خضراء وحدائق عامة مالم تعترض ذلك الإعاقات التمويلية..
أين وصلت الأمانة فيما يتعلق بحديقة 21 مارس .. ¿
– لعل المواكبة التنفيذية المباشرة التي أعلنتها قيادة أمانة العاصمة فور صدور القرار الجمهوري القاضي بإشهار ذلك الحجز العسكري السابق كحديقة تؤكد حرص المجلس المحلي على تامين المساحات الحدائقية المناسبة واحتياجات السكان حيث تم تشكيل وحدة تنفيذية وإعلان فتح باب المنافسة لاختيار العرض التصميمي والدراسات الانشائية الأفضل والتمهيد لإعلان مناقصة التنفيذ, إلا أن اعتراضات التمكين لا تزال تحول دون ذلك والمجلس المحلي حتى اليوم لم يتسلم الموقع بشكله القانوني ,وهو مادفع المجلس المحلي في الاعتيادي الثالث المنعقد نهاية سبتمبر الماضي اتخاذ قرار الإحاطة بماهيات الاعتراض والعراقيل المصطنعة ووضعه أمام رئيس الجمهورية..
واقع النظافة
هناك تدنٍ واضح وتذبذب في قطاع النظافة أين المشكلة ¿
– لعل ما يعتري قطاع النظافة من قصور غير متعمد وتغطية غير كأملة يعود لأسباب منها تدني الموازنات التشغيلية المخصصة إلى جانب النقص الحاد في المعدات والآليات التي يطالها التهالك والعطب نتيجة استخدامها لفترات طويلة وانتهاء العمر الافتراضي لها وهو ما يجعلها بحاجة دائمة للصيانة وتبديل قطع الغيار إلى جانب صعوبة تأمين احتياجات التشغيل من مادة الديزل وتعتبر هذه المشكلة أبرز ما يواجهه قطاع النظافة من معوقات فنية تحد من مستوى أدائه العام بالرغم من الجهود المبذولة وذلك الرفد المالي الممنوح من واقع البرنامج الاستثماري (الموارد المحلية) لمواجهة الالتزامات الخدمية لقطاع النظافة والبيئة ولتغطية اكبر قدر ممكن جغرافية أمانة العاصمة حيث يصل إلى إجمالي تلك الالتزامات إلى المليار والمائتي مليون ريال..
كما أن الصندوق يقوم بتعزيز فارق الاستحقاقات الشهرية لعمال النظافة لتحقيق الحد الأدنى للأجور والمرتبات والذي ترفض وزارة المالية إضافته إلى الدعم السنوي المخصص لصندوق النظافة والتحسين.. ولا أنس هنا أن أشير إلى ما تشكله قضية التداخلات الادارية مع محافظة صنعاء من عوائق تجعل من مناطق الإطراف أحياء غير خاضعة لخدمات النظافة الواقعة في نطاق اختصاص أمانة العاصمة.
– جسر مذبح والنفق ..يؤكد دارسون أن إنشاء نفق تحت الجسر سوف يضر الهيكل الأسمنتي للجسر بعد سنوات.. لماذا يغيب التخطيط الاستراتيجي عند الشروع في تنفيذ مثل هذه المشاريع البنيوية الهامة
ما يشهده التقاطع المذكور جانب تطويري يأتي كضرورة حتمية لمعالجة قضية الاختناق المروري وتسهيل حركة المركبات وفقا لما تضمنته الدراسات التصميمية للمشروع والذي يندرج في سياق التنفيذ التتابعي متوزعاٍ على عدة مراحل تستوعب أولويتها الاجرائيه بناء على مدى توفر التمويل الكافي… وبالتالي التخطيط المرحلي والاستراتيجي لمشاريع الأنفاق والجسور ليس مغيباٍ فليس هناك أي تأثير على جسر مذبح يترتب على تنفيذ النفق فقد تم مراعاته من السابق..
قضايا الكهرباء
-الانقطاعات المتكرر للتيار الكهربائي باتت تمثل مصدر قلق لسكان الأمانة..إلى أي حد يمكن أن تساهم أمانه العاصمة والمجلس المحلي في التخفيف من هذه المشكلة وتحسين وضع الكهرباء بالأمانة.. ¿
-الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي همِ وطني وقضية مركزية تهم الدولة والحكومة في المقام الأول .. وبالتالي هي مشكلة حلها العام خارج نطاق صلاحيات السلطة المحلية.. ورغم ذلك يبذل المجلس المحلي جهوداٍ لمحاولة الإسهام في التخفيف من هذه المشكلة التي تلقي بظلالها على كل البنى التحتية والخدمية في العاصمة بما فيها المستشفيات والمؤسسات التعليمية والورش وغيرها.. واستشعاراٍ لما يترتب على هذا الوضع التخريبي المتكرر يعمل المجلس المحلي على إنشاء شركة مساهمة وطنية للكهرباء ومياه العاصمة صنعاء تأييداٍ لما تبناه الأخ أمين العاصمة رئيس المجلس المحلي وأعلن عنه بداية العام الماضي 2013 كما أننا نسعى إلى تعزيز القدرات التوليدية للمحطات المحلية في ذهبان ومنطقة حزيز لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية وتغطية العجز.
كلمة أخيرة توجهونها .. ¿
نتطلع إلى تجسيد حقيقي ملموس لمخرجات الحوار الوطني الشامل باعتباره أمثل الوسائل الممكنة لتعزيز توجهات الوفاق الوطني ابتداءبصياغة عقد اجتماعي جديد ينهي تراكمات الراهن ويؤسس لبناء يمن متطور ناهض وفق رؤية وطنية جامعة تلبي تطلعات وآمال الأمة وتنتصر لإرادتها الحرة..تحقق غايات التنمية.. وتحفظ لليمن وحدته وسيادته ومكاسب ثورته وتنأى بالوطن عن براثن الفتن والارتهان لقوى الخارج.. وتزيل كل تلك التشوهات التي طالت مسارات العمل الديمقراطي…