الإعلام الإسرائيلي :«نحن تحت حصار بحري من اليمن»

البحر الأحمر يضيق بالصهاينة.. تجارة اليهود تسلك طرقاً طويلة

 

الثورة / متابعات
شكّل إعلان القوات المسلحة يوم أمس الأول بمنع مرور كل السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني ومنها، خطوة إضافية من شأنها أن تزيد من خسائر الكيان الصهيوني التي تترتب على قرار منع مرور السفن الصهيونية في البحر الأحمر والبحر العربي.
فإذا كان منع السفن الصهيونية في البحر الأحمر قد أدى إلى خسائر كبيرة على الشركات الصهيونية، بسبب سلوكها خطوط شحن طويلة وبعيدة، وارتفاع أسعار الشحن والتأمين وكلف المخاطر، فإن من شأن قرار منع كافة السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني أياً كانت جنسيتها، أن يطبق حصاراً بحرياً واسعاً على الكيان، ويقطع صادراته إلى أفريقيا وشرق آسيا، ويمنع الواردات منها أيضا.
الخطوة جعلت أحد المسؤولين الصهاينة يصرّح يوم أمس مؤكداً أن «إسرائيل» تعيش حصاراً بحرياً بفعل تهديدات اليمن، فيما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن التكلفة المرتفعة بعدما قررت السفن الدوران حول أفريقيا من أجل الوصول إلى «إسرائيل».
وكشف الإعلام الإسرائيلي، أمس الأحد، أنّ تهديد اليمن يفرض على السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى كيان العدو الصهيوني الدوران حول قارة أفريقيا، إضافةً إلى التأخّر ثلاثة أسابيع ورفع بدلات التأمين، وقال نير دفوري، المعلّق العسكري في «القناة 12» إنّ السفن ذات الملكية الإسرائيلية أو التي تريد الوصول إلى «إسرائيل» والمرور من باب المندب والبحر الأحمر، يتوجب عليها الدوران حول أفريقيا، مقرّاً أنّ هذا يعني «تأخير ثلاثة أسابيع في التزوّد بالبضائع، وسيؤدي هذا إلى رفع بدلات التأمين»، وأنّ لهذا «تأثيراً عالمياً».
بدوره، علّق تساحي هنغبي، رئيس مجلس «الأمن القومي» الإسرائيلي على التهديدات التي أطلقها اليمن دعماً لغزة، كاشفاً أنّ «إسرائيل» تعيش حصاراً بحرياً. مضيفاً أنّ «رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تحدّث عن هذا الأمر مع الرئيس الأميركي جو بايدن، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، ومع الرؤساء، الفرنسي والألماني والبريطاني».
وفي وقت سابق يوم أمس، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في كيان العدو الصهيوني «أمان»، تامير هايمن، إنّ تهديد اليمن هو «مشكلة للأمن القومي الإسرائيلي» وهو «تهديد خطير جداً على المستوى الاستراتيجي لحريّة الملاحة الإسرائيلية».
كما أكّد المعلّق العسكري في القناة «الـ12» الإسرائيلية، نير دفوري، أنّ «إسرائيل» تحاول أنّ توجّه رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية مفادها أنّ التهديدات اليمنية ليست مشكلتنا، بل هي مشكلة عالمية، لذلك من المهم أن تتم معالجة الأمر عالمياً وليس من قبل «إسرائيل» لوحدها.
ويوم السبت الفائت علّقت وسائل إعلام إسرائيلية على التهديدات اليمنية التي تمنع السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من المرور في البحرين العربي والأحمر، والتي تبنّت القوات المسلحة اليمنية الالتزام بتنفيذها في حال لم يدخل قطاعَ غزة حاجتُه من الغذاء والدواء.
وجاء قرار اليمن بمنع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، بعد نجاح القوات المسلحة في فرض قرار منع مرور السفن الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي، ففي الـ19 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نجحت القوات البحرية اليمنية في احتجاز سفينة «غالاكسي ليدر» الإسرائيلية في البحر الأحمر،، كما استهدفت، الأحد الماضي، سفينتين إسرائيليتين في مضيق باب المندب، هما «يونِتي إكسبلورر» وسفينة «نمبر ناين»، بُعيد استئناف العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة.
وقد أدت العمليات التي استهدفت السفن الصهيونية إلى تكبيد شركات الشحن والسفن الصهيونية إلى الابتعاد عن المرور في البحر الأحمر وسلوك طريق الرجاء الصالح، لكن قرار منع مرور السفن المتجهة إلى كيان العدو الصهيوني من المرور يضاعف الخسائر ويؤدي إلى فرض حصار بحري خانق على العدو الصهيوني في أهم ممر بحري يعتمد عليه في صادراته ووارداته بشكل أساسي.

خسائر كبيرة
نشرت صحيفة غلوبس الصهيونية المختصة بالاقتصاد تقرير حول إعلان اليمن إغلاق البحر الأحمر أمام البضائع البحرية الصهيونية، وقالت إنه حدث على نطاق تاريخي يؤثر على مسار الشحن، وأوضحت الخسائر التي حدثت بسبب العمليات التي استهدفت السفن الصهيونية، مشيرة إلى أن منع مرور السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية يضاعفها على نحو واسع.
شركات شحن دولية ترفع تكاليف الشحن إلى الكيان الصهيوني
قامت العديد من شركات الشحن، بتحويل مسارات إبحارها من باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح وغرب أفريقيا، في طريق يطول إلى نحو 13 ألف كيلومتر، يضيف نحو 10- 14 يومًا – وتستغرق الرحلة بالطبع، وفقًا لشركة التكنولوجيا Freightos، التي تتعامل مع تسعير أسعار الشحن البحري والجوي من خلال استخدام الخوارزميات.
وقررت خمس سفن صهيونية على الأقل أو لها علاقات بالكيان الصهيوني تحويل مسارها طريق إبحارهم من قناة السويس للإبحار حول القارة الأفريقية عبر رأس الرجاء الصالح.
تمتلك سفينتا حاويات مملوكة لشركة عيدان عوفر المؤجرة لشركة الشحن الدنماركية ميرسك)، وسفينتين لنقل المركبات مملوكة لرامي أونجر، وواحدة على الأقل من طراز زيم سفينة شحن.
قالت الصحيفة الصهيونية، إن شركة الحاويات الدنماركية العملاقة «ميرسك»، والتي تمثل حوالي 14.8% من إجمالي التجارة العالمية للحاويات، أعلنت أنها واعتبارًا من 8 يناير، ستفرض تكاليف إضافية على الشحنات إلى إسرائيل، وسيكون نطاق الزيادة في الأسعار 50 دولارًا للحاويات سعة 20 قدمًا، و100 دولارًا للحاويات مقاس 40 و45 قدمًا.
وقالت ميرسك: «تستمر أقساط التأمين في الارتفاع للسفن المبحرة إلى إسرائيل، ما أدى إلى حاجة ميرسك إلى تنفيذ ملحق مخاطر الطوارئ (ERS).» « المبلغ الإضافي مخصص لتكاليف التأمين الإضافية، ويهدف إلى ضمان الخدمة لعملائنا في إسرائيل». وفي رفع أسعار التأمين، انضمت شركة ميرسك بالفعل إلى شركة Zim، التي أضافت ما بين 20 إلى 100 دولار لكل حاوية، وشركة Pegg Lloyd، التي رفعت السعر بمقدار 80 دولارًا لكل حاوية.
وكانت الزيادة في أسعار التأمين هي الخطوة المهمة الثانية لشركة ميرسك فيما يتعلق بالمؤانئ الصهيونية، بعد أن أعلنت الأسبوع الماضي أنها قررت تحويل سفينتين من سفنها من البحر الأحمر بسبب ارتباط الكيان الصهيوني: ليزا، التي وصلت من الهند وتم توجيهها إلى الميناء صلالة في عمان، وميرسك باجاني التي غادرت كيب تاون وتم تحويلها إلى موندرا في الهند. وتستأجرها مجموعة XT بقيادة أودي آنجل (50 % مملوكة لشركة أنجل و50% لإيدان عوفر)، وكان مارساك يخشى أن تكون هذه السفن أيضًا هدفًا لهجوم اليمنيين.
وجاء قرار شركة الحاويات الدنماركية العملاقة بعد أن أعلنت شركة زيم أنها غيّرت خطوط النقل الخاصة بها من الشرق إلى الكيان الصهيوني بسبب التهديد البحري في البحر الأحمر وبحر العرب.
وأعلنت الشركة أنها «محتفظة بالتزامها بخدمة الموانئ في إسرائيل وشرق البحر الأبيض المتوسط»، لكنها تجري تعديلات وفقا لبروتوكولات السلامة الصارمة. ومع ذلك، فإن ميرسك هي شركة أكبر بكثير من زيم: ففي مجال نقل الحاويات، تبلغ 4.1 مليون حاوية نمطية، مقارنة بنصف مليون لشركة زيم، ما يضعها في المركز الثاني على مستوى العالم في هذا المجال – مع احتلال زيم المركز العاشر . ومن بينها، تحتل Peg Lloyd المركز الخامس في العالم بـ 1.9 مليون حاوية مكافئة.

إذا تحقق التهديد ستقفز الأسعار بنسبة 30 %
ما بين ربع وثلث التجارة إلى إسرائيل تأتي من الشرق وتشمل المواد الغذائية والأزياء والأجهزة الكهربائية والسيارات والأثاث: «ستستغرق كل رحلة ثلاثة أسابيع وتكلّف ما يصل إلى مليون دولار»
هكذا كتب أحد الصحفيين الصهاينة، وأضاف: «وبعيداً عن الجانب الأمني والدولي المتمثل في إبقاء الممرات الملاحية مفتوحة، فإن معنى هذا البيان المتشدد «بيان القوات المسلحة اليمنية « هو زيادة تكلفة نقل البضائع من الشرق الأقصى إلى «إسرائيل»، والتي تمر عبر البحر الأحمر، والزيادة المتوقعة في أسعارها – المواد الغذائية. المنتجات والأزياء والمنتجات الكهربائية والسيارات والأثاث.
وأضاف، إذا كان لدى شخص ما موعد في فترة كورونا، التي كانت مليئة بالتأخير وارتفاع الأسعار، فهذا ليس من قبيل الصدفة. وتنبئ العوامل في سوق الشحن والاستيراد بأننا أمام فترة حساسة للغاية، حتى لو كان التأثير على الأسعار أكثر اعتدالاً.
إلى ذلك يقول يورام زيبا، رئيس غرفة الشحن: «هذه دراما كبيرة، لأنه لم يكن هناك مثل هذا التهديد على البضائع الإسرائيلية من قبل، ويضيف «اليمنيون» يهاجمون فقط الإسرائيليين، مثل عوفر أو رامي أنغر، ولكن عندما يهددون شركات مثل «زيم» وMSC، فإن المغزى هائل.
ويؤكد، «هناك ما لا يقل عن خمس سفن حاويات تصل إلى هنا مرة واحدة في الأسبوع، وهي ليست مهتمة بالكيان الصهيوني فقط، ولكن أيضًا بإيطاليا وإسبانيا، وإذا لم تكن هناك تجارة هناك، فمن المؤكد أنها دراما.
وأكد بأنه يتوقع بأن اليمنيين سيتمكنون من شل حركة السفن بشكل كامل، أو على الأقل سيكونون قادرين على القيام بذلك جزئياً».
ويقول كاتب إسرائيلي بأن الكيان الصهيوني لديه ملاحة تجارية متطورة للغاية، ويضيف بأن الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وعدم تفريغ البضائع في الكيان الصهيوني يمثل خسارة فادحة، ويضيف صحيح أن الانعطاف يمكن أن يتم إجراؤه عبر إفريقيا، كما أعلن زيم، لكن كل رحلة من هذا القبيل تستغرق حوالي ثلاث أسابيع أخرى وسترتفع تكلفتها بمقدار نصف مليون إلى مليون دولار، بالإضافة إلى ذلك، يجب إضافة السفن للوصول إلى تردد مرة واحدة في الأسبوع.
ويضيف: في كل الأحوال فإن التهديد الحوثي سيؤثر علينا نحن المستهلكين، ويقول «اليوم، تتراوح التجارة من الشرق الأقصى بين 26% و32% من إجمالي التجارة مع الكيان الصهيوني، وليس من الأهمية بمكان أن يكون لدينا جهازي تلفزيون فقط وليس ثلاثة. ولكن إذا تأثرت الواردات الغذائية، فسيكون الأمر بالغ الأهمية».

قد يعجبك ايضا