قتل المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء يتجاوز رد الفعل الانتقامي إلى التقرب إلى الشيطان بدماء المسلمين
حروب الشيطان: العدوان على غزة جزء من مخطط كبير يستهدف الإسلام والمسلمين
مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش العدو في غزة جزء من تصفية عرقية تستهدف المسلمين
الإبراهيمية.. الخدعة اليهودية المعاصرة لتحريف الدين الإسلامي
إصرار أنظمة الغرب على مواصلة دعم إسرائيل يعيدنا إلى الخلفية التاريخية لـ (المسيحية الصهيونية) التي أنشأها (مارتن لوثر)
تشابك الأهداف الصهيونية والأميركية في العدوان على غزة
مخطط استهداف المسلمين بإصداره الجديد بدأ في الحادي عشر من سبتمبر 2001م
الثورة / صلاح محمد الشامي
• ما يفعله النظام الأميركي، وربيبُهُ الصهيوني، حالياً، في (فلسطين)، من مجازر دموية ضد المدنيين، واستهداف الأطفال والنساء ودور العبادة والمشافي، واتساع شهوة القتل لديهم ضد العُزّل، ليس إلا حلقة متقدمة من حروب القرن (قرن الشيطان)، ضمن الأنساق المتسقة لمسلسل (حروب الشيطان)، ضد المجتمع البشري بشكل عام.. ابتداءً بالمسلمين، لأنهم يحملون الدين الذي لم يستطيعوا تحريفه، ولا حرف منتسبيه عن تعاليمه، -على الأقل- بالشكل الذي يسمح لهم بتمرير مخططاتهم على المسلمين، وجعلهم يتبنّونه، كأنه هدفهم هم، وهو ما نجد قادة الدولة العبرية يُلِحّون به على زعماء وقادة الدول العربية المُطَبِّعَةِ معهم، بأن القضاء على (حماس) ليس هدفهم وحدهم، ولا مهماً لهم وحدهم، وأن القضاء على (حماس) سيكون خيراً للعالم أجمع، بينما يقول الواقع، إن القضاء على اليهود الصهاينة هو ما سيكون خيراً للعالم أجمع.
• لقد أخبرنا القرآن الكريم عن خبث وعداوة (اليهود والذين أشركوا)، وأفرد الله تعالى فيه مساحة واسعة، تكاد تتجاوز ثلثي (القَصَص القرآني) للحديث عن مكر اليهود/أو بني إسرائيل، لتحتاط (البشرية) من مكرهم وحقدهم وخبثهم، وأقول (البشرية) -بشكل عام- لأن القرآن الكريم جاء للناس كافة، كما جاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للناس كافة، وكما هو الإسلام للناس كافة.. بالمقابل فإن خطر اليهود على البشرية كافة، وقد جاء التعبير القرآني عن ذلك بـ (المفسدون في الأرض) و (لتفسدن في الأرض).
• ومسلسل (حروب الشيطان) بإصداره الحديث، أُخرج قبل عقود أعقبت الحرب العالمية الثانية، بينما بدأ تنفيذه في صبيحة يوم الخميس الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، بتدمير مركز التجارة العالمية في (نيويورك)، وضرب البنتاجون في (واشنطن)، انطلقت في إثره القوة الاستعمارية الجديدة، بقيادة أمريكا، لاحتلال واستعباد وتغيير أنظمة دول العالم، ابتداءً بالدول الإسلامية، باعتبار الإسلام الحجر أو السد الأول في طريق الخطط الأميركية الصهيونية.
• وكانت البداية من أفغانستان 2001م، ثم العراق 2003م، ثم إقليم الشام 2006م والذي أحبطه تصدي (حزب الله) لهذا المخطط، بسحقه للجيش الإسرائيلي، ونذكر جميعاً ما تحدثت به (كوندوليزا رايس) آنذاك، عن (خارطة الطريق) و (شرق أوسط جديد).. هدأت بعدها العمليات الأمريكية، لتدارس الأوضاع وتقييمها، وإعداد خطط بديلة، بعد مواجهتهم لخطرٍ لم يكن في حسبانهم، ولا في حساباتهم السياسية والعسكرية، وهو تنامي قوة المقاومة الإسلامية في (لبنان)..
خرج بعدها المخطط الجديد، الذي عبر عنه قادة السي آي إيه، وأعلنوه من (تل أبيب)، بصفته (الجيل الرابع من الحروب غير المتكافئة)، والذي تزامن مع انفجار ثورات (الربيع العربي)، الذي -إن لم تكن أمريكا الصهيونية والدولة العبرية من خططتا له- فقد استغلتاه بكل ما أوتيتا من وسائل، لصالح مخططاتهما المسبقة، فدفعتا بالمعارضة للوصول إلى السلطة، بعد إبرام اتفاقيات مع أمريكا لتقديم التنازلات لها بشكل أكبر مما كانت تقدمه الأنظمة العربية السابقة، على رأس هذه التنازلات القبول بإسرائيل، والتطبيع معها، ودعمها وحمايتها..
واستخدمت أمريكا ورقة (الثورات الشعبية) لتهديد حلفائها الجذريين في العالم العربي، كالسعودية والإمارات والبحرين وغيرها، لممارسة المزيد من الضغوط عليها، مقابل حماية أنظمتها القائمة على التسلط المطلق، والقمع، والاستئثار بالثروات العملاقة..
ودفعت بهذه الأنظمة للإطاحة بالأنظمة العربية التي فطنت لمخططاتها وقامت بالتصدي لها، والتي كان ظاهرها ثورات شعبية، وباطنها تنفيذ خطط أمريكا الصهيونية، وخاصة في (سوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس)، فأمدّت بالأموال والسلاح والمنظمات الإرهابية، تحت مظلة وقوفها إلى جانب الشعوب المطالبة بالتغييرات العادلة.
• في الوقت الذي لم يحسبوا فيه حساباً للثورة اليمنية، التي انطلقت من شمال اليمن عام 2002م، بقيادة السيد حسين بن بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه، والتي كانت بمثابة رد فعل لما قامت به الحكومة الأميركية، من مكيدة أحداث سبتمبر 2001م.. كانت الثورة اليمنية تتنامى وتنتشر..
لكن مشكلة اليمن -بالنسبة إليهم- برزت عقب ثورة 21 سبتمبر 2014م، فقامت أمريكا -عبر عملائها- بإحباط كل ما سعت إليه الثورة اليمنية، من قيام حكومة ائتلاف، وتصالح وغيرها، ثم أعلنت العدوان على اليمن في مارس 2015م.
• ما يربط كل هذه الأحداث ببعضها، هو واحدية المخطط الأميركي الشيطاني الصهيوني، لتدمير الإسلام، لأنه -في نظرهم- العقبة الكؤود في طريق تنفيذ مخططاتهم، التي أعربوا عنها -مرة ثانية- بتعبير (خارطة الطريق)، المصطلح الذي عاد إلى الظهور أثناء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، والذي استمر بكامل عنفوانه لثمان سنوات، أسفر النصف الأخير منها ببروز اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبروز ما يسمى بالمعاهدات والاتفاقيات الإبراهيمية.
• ما يعيدنا إلى القرآن الكريم، ونصوصه الواضحة، أن ما يسمى بـ (الإبراهيمية)، ماهو إلا نفس ما أخبرنا القرآن الكريم عنه، من تحريف اليهود للكتب السماوية، فالـ (إبراهيمية) التي يزعمون بها توحيد الأديان، ماهو إلا مخطط لإخراج المسلمين من دينهم، وهو شبيه بالمخطط الذي نفذه (حكماء اليهود) أو (الماسونية)، في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، بالديانة النصرانية، فأنشأوا مذهباً نصرانياً جديداً هو (البروتستانتية)، أو (الإحتجاج)، ليكون مؤيداً لليهودية، ففي 31 من أكتوبر عام 1917م قام (مارتن لوثر) بتعليق احتجاج صارخ على باب الكنيسة في مدينة (فوتن برج)، تَضَمّنَ 95 نقطة، طالب فيه بإلغاء النظام البابوي، لأنه يمنح قدسية كبيرة للبشر، قد يسيئون استخدامها تماماً، فجاء رد الكنيسة بطرده من الكنيسة واتهمته بالهرطقة، الذي كانت عقوبته آنذاك الحرق على الملأ.. لجأ بعدها (مارتن لوثر) إلى العمل السري، وعمل على استمالة بعض اليهود المتخفين، الذين كان لهم نفوذ كبير في المجتمع الأوروبي، على اعتبار أن مذهبه سيعيد الاعتبار لليهود، الذين كانوا يعانون من ازدراء المجتمع لهم، خاصة من الكنيسة (الكاثوليكية).. ثم أصدر كتاباً عام 1923م، بدأ فيه بنشر أفكار اليهود، مركزاً على نبوءة تلمودية يهودية، تقول بأن المسيح -عليه السلام- سوف يعود بعد إنشاء وطن قومي لليهود في (فلسطين)، وادعى وجود جبل هناك يسمى (جبل صهيون)، لقي هذا الكتاب رواجاً كبيراً في ألمانيا، وسرعان ما انتشر المذهب البروتستانتي في ألمانيا، ثم في إنجلترا، فتولدت إثرها (المسيحية الصهيونية)، والتي سعت لدعم اليهود والدفاع عن سعيهم لإنشاء وطن قومي في (فلسطين)، وهذا ما يفسر وقوف أنظمة الغرب المسيحي لدولة الكيان حالياً.. أي أن المسيحية التي يدعونها ماهي إلا (المسيحية الصهيونية).
• إن (الإبراهيمية) الحالية ماهي إلا مخطط شبيه بـ (البروتستانتية المسيحية الصهيونية)، موجهة للإسلام، لإنشاء أنظمة إسلامية وعربية تحمي بني صهيون، وتتماشى مع الصهيونية في مخططاتها لإنهاء الدين الحقيقي (الإسلام)، تمهيداً للسيطرة على العالم، بعد حروب وفتن تقضي على خمسة أسداس المجتمع البشري، والوصول إلى (المليار الذهبي)، ليعلنوا دولتهم العالمية الموحدة.
• وبالعودة إلى ما بدأنا به مقالنا هذا، وإلى عنوانه (حروب الشيطان)، نجد أن القتل الجائر للمدنيين في (غزة)، إثر عملية (طوفان الأقصى)، ليس انتقاماً وحشياً فقط، بل يندرج ضمن مخططات القضاء على الجنس البشري المعارض لسياساتهم والذي بات يشكل لهم خطراً وجودياً، أضف إلى ذلك أنه طقس من طقوس عبادة الشيطان، عبر التقرب إليه بتقديم القرابين من الدم البشري المسلم.
• إن ما أرمي إليه، قد يكون بعيداً عن تفكير العامّة من الناس، ولكنه حقيقي، فكل ما حدث ويحدث من مجازر دموية ضد الشعوب المسلمة، منذ عقد من الزمان تقريباً، وكل الإساءات إلى الإسلام ومقدساته، التي مورست في العديد من دول أوروبا، في السنوات القليلة الفائتة وحتى عامنا هذا، على العلن، وبحماية الأنظمة الأوروبية وأجهزة الأمن لديها، ماهي إلا أعمال شيطانية.. ثم إن تأييد الأنظمة الأوروبية المطلق لقتل المدنيين في (غزة) وفلسطين، وبلاد المسلمين عامة، ماهو إلا بفعل اليهود الصهاينة وأمريكا الصهيونية، والمسيحية الصهيونية، حرباً على الإسلام وأهله.
• من ناحية أخرى، فإن دول الغرب الكافر تنظر إلينا باعتبارنا دول احتلتها مسبقاً ونهبت ثرواتِها وعلومَها وتراثَها، ثم مارست انتهاب ثرواتها طوال عقود استقلالها الإسمي، بمباركة أنظمتها العميلة، التي سلطتها على شعوبنا وبلداننا، وهي تنوي إعادة ذلك الاستعمار، عبر قفازاتها الخليجية، وعلى رأسها السعودية (قارون العصر) و (قرن الشيطان).. وهي لا تجد لشعوب بلداننا أي حق في الدفاع عن نفسها، ومقاومة المستعمر والمعتدي منهم، وهي ببساطة تمارس ضدنا (الداعشية) وتتهمنا بها، تمارس ضدنا (الإرهاب) وتطلقه على من شاءت من أنظمتنا العربية والإسلامية وحركات المقاومة.
• لنتذكر المجازر البشعة التي ارتكبتها آلة العدوان الأمريكوصهيوني السعودي الإماراتي على اليمن طيلة ثمان سنوات، بالطائرات الأمريكية، ولنتذكر المجازر البشعة التي ارتكبها أدوات العدوان، من تصفية عرقية، استهدفت كلاً من (آل الجنيد، وآل الرميمة، وآل الشريف)، وغيرها من المجازر المتفرقة هنا وهناك، ولننظر إلى ما تفعلة أمريكا والصهاينة اليوم في (غزة وفلسطين)، لنعلم أن اليد واحدة، وأن المال النفطي هو من يمول تلك المجازر البشعة، والتي لا هدف لها سوى القضاء على الإسلام والمسلمين، والتقرب إلى الشيطان بدمائهم.