أمريكا امبراطورية الأكاذيب والشرور

عبدالله الأحمدي

 

في العام 2003م- وقبل غزو العراق واحتلال أرضه وتدمير دولته، ونهب ثرواته- أطل على العالم الجنرال كولن باول وزير الخارجية الأمريكية، وهو يحاول تمرير أكاذيبه على المجتمع الدولي.
قال فيها ذلك الحين : إن العراق يمتلك أسلحة كيميائية !! ( لدينا أدلة على وجود أسلحة كيميائية في العراق )، ولم يبرز أي دليل.
ولم يصدقه أحد من الناس في المنظمة الدولية وخارجها، وحتى هو كان يعلم في قرارة نفسه أن ما يقوله كذب مفترى. كانت أمريكا حينها تتسول من المنظمة العالمية قرارا بغزو العراق، غزو بغطاء الشرعية الدولية، لكن المنظمة الدولية حرمتها من ذلك، فتصرفت أمريكا وحلفاؤها خارج إطار القانون الدولي، وغزت العراق، وقتلت شعبه وجيشه بالأسلحة المحرمة دوليا ( اليورانيوم المنضد )، كما حدث في معركة المطار.
أمريكا- كما وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- امبراطورية أكاذيب؛ مقيمة على الكذب. وها هي اليوم تعاود أكاذيبها، كما حدث في العدوان على غزة؛ عندما ردد الرئيس بايدن ووزير خارجيته بلينكن كذبة اسرائيلية بأن مجاهدي حماس قطعوا رؤوس أطفال يهود في مستعمرات غلاف غزة، أو كما قالوا : إن تحت مشفى الشفاء يقع مقر قيادة حماس.. ( لدينا أدلة على وجود مركز قيادة حماس تحت مستشفى الشفاء )، لقد كذبوا، ثم فضحوا أنفسهم، عندما صرح الصهيوني أيهود باراك رئيس وزراء سابق قائلا : إن الأنفاق تحت مشفى الشفاء حفرها الصهاينة عندما كانوا يحتلون غزة بعد العام 1967م.
آخر ما أنتجته مطابخ الأكاذيب الأمريكية كان اتهام من أسمتهم ( الحوثيين ) باختطاف سفينة إسرائيلية في خليج عدن، وهي تعلم أن عدن وخليجها تحت سيطرة المرتزقة، وقوات الاحتلال الأجنبي. لتعود وتصرح عبر وزارة الدفاع ( البنتاجون ) أن المختطفين هم قراصنة صومال، وأن دوافعهم ارتزاق، وأن القوات الأمريكية هاجمتهم وحررت السفينة، واعتقلت الخاطفين، وعددهم ثمانية أفراد، ثم عادت لتقول: إن عددهم خمسة.
القصة تبدو مسرحية مفبركة من قبل الأمريكي لاستعادة الهيبة التي سقط فيها الجيش الأمريكي وحليفه الصهيوني، وبالذات في غزة، وفي مواجهة صواريخ أنصار الله التي تخطت كل ما يأفكون من منظومات صاروخية للردع.
لقد كسرت حرب غزة تفوق الجيش الصهيوني ومعه انكسرت عنجهية الغرب الإمبريالي المتوحش، ولن يسكتوا على ذلك، بل سيعاودون العدوان على غزة وعلى غيرها من أراضي الأمة، وسيخترعون أكاذيب جديدة يبررون بها عدوانهم. والمشكلة أن الأعراب المتصهينين يقفون إلى جانب الغرب، ويبررون له عدوانه، ويروجون لأكاذيبه وافتراءاته؛ بعد أن خانوا الأمة وارتضوا العمالة والمذلة سلوكا وحياة. وبالتأكيد أن أمريكا ومعها الغرب وبالتعاون مع دول عربية وإسلامية يديرون حربا قذرة ضد شعوب الشرق، لاسيما العربية.

قد يعجبك ايضا